كيفية تدريب الكلاب الصغيرة

الكلاب

قبل شراء جرو صغير وتعلُّم كيفيّة تدريب الكلاب الصّغيرة، يجب على المُدرِّب أن يتعلَّم ويتعرَّفَ على بعضِ المحظورات التي يجب ألّا يقع فيها، وأوَّلها عدمُ شراء جروٍ دُون معرفة نوعه وخصائصه مُنذ صغره وحتّى يكبُر، فقد يكونُ عدائيّاً أو ذا احتياجاتٍ خاصَّة، فيجبُ قراءة معلوماتٍ عن سلُالة الجرو وتاريخها وصحّتها للتأكُّد من كلِّ ذلك. يتطلَّب تدريبُ الجِراء الصَّغيرة الصَّبر وهُدوء الأعصاب؛ لأنَّ تلقين قوانين الطّاعة والقواعد الرئيسة لهذه الحيوانات يتطلَّب بعضَ الجُهْد، وكذلك فإنَّه يستدعي مُكافأتِها بكميَّاتٍ جزيلة من الطّعام عندما تُحسن التَصرُّف لتحفيزها على التَدرُّب وفهمه، وإجمالاً، فإنَّالكلاب تُحبّ مُقابلة النّاس والحيوانات الأليفة الأُخرى، وتنسجم معهُم بسهولة.[١]

والكلْب حيوانٌ من مجموعة الثّدييات اللّاحمة، ويُصنَّف ضمنَ فصيلة الكلبيَّات التي تضمُّ أيضاً الذّئاب والثّعالب وابن آوى، وقد استئنسَ الإنسان هذه الكائنات مُنذ حوالي 14 ألف سنة، ويُعتقد أنَّها كانت في ذلك الزَّمن سُلالة من الذّئاب وتغيَّرت لهيئتها هذه باستئناس البشرِ لها في آسيا وأوروبّا وأمريكا. والواقعُ أنّ الإنسان قد ساهم، عبر التّهجين والانتقاء الصناعيّ، بتكوين مُعظم السُّلالات الحديثة من الكلاب، ولذلك فهي تتفاوتُ الآن بصُورة شديدة في أشكالها وأحجامها، بحيثُ توجد منها أكثر من 300 سُلالة. تنقسم سُلالات الكِلاب إلى سبع فئاتٍ أساسيّة، من أهمّها كلاب الصّيد الشّرسة(وتُستعمل في مُطاردة الحيوانات البَريّة)، والكلاب العاملة (وتُستعمل في الحراسة وسحب الزلّاجات الثلجيّة)، وكلاب الماشية (المشهُورة بُقدرتها في السّيطرة على قطعان الخِراف وغيرها). ويشيعُ كثيراً تدريبُ الكلاب بين البشر، بحيثُ تُقام لها معارضَ ومُسابقاتٍ سنويّة في مُختلف أنحاء العالم.[٢]

الاعتناء بالكلاب الصّغيرة

فترة الصِّغر لدى الكلب تكونُ منذ ولادته لغاية بلوغه ثلاثة شهور، وبعدها يُعتبر أيّ جرو كلباً بالغاً، وتُولد هذه الكائناتُ مُغمضةَ العنينين، وتبقى مُدّة ما بين عشرة أيامٍ إلى أسبوعين حتى تفتح عيونها، وفي هذه الفترة تعتمدُ الجراء على لبن الأمّ كغذاء، وبعد انتهائها من فترة الرّضاعة يجب الاعتناء بطعام الجرو، فقد تُقدَّم إليه شوربة اللّحم مع الخُبز، وبعض أنواع الخضار المُضافة إلى اللّحوم المُقطّعة قطعاً صغيرة، كما يُقدَّم له الطّعام على أربع وجباتٍ بكميَّات صغيرة مُناسبة له، ويجب الحرصُ على توافر المياه بشكل دائم قُرب الجراء والأمّ لحاجتهم إلى السّوائل وتجنُّب إصابتهم بالجَفاف، ومن الضروريّ تقديمُ الماء لهُم بأوعية نظيفة وبصُورة مُستمرّة.[١]

العناية بالجراء أثناءَ شُهورها الأولى لها أهميَّة شديدة، فيجبُ الحرص على نظافتها بشكلٍ دائم ومنع ابتلال فرو جسمها بالماء، ويُستحسن فحصُها من وقتٍ إلى آخر والتحقّق من أجسامها يوميّاً للتَأكُّد من سلامتها، سواء من الأمراض أو الحشرات المُعدية والمُمْرِضة، ويُفضَّل كذلك الاهتمام بنظافة عُيونها، ومسحها، والتخلّص من الفضلات بشكلٍ يوميّ. ويجبُ تطعيم الجِراء بلُقاح الكَلَب، ولُقاح مرض الدّستمبر، وجُرعات طاردة للدّيدان قبل بلوغ سنّ ثلاثة أشهر.[٣]

كيفيّة تدريب الكلاب الصّغيرة

عندما تكونُ الكلاب الصّغيرة حديثة الولادة يجبُ الاهتمام بتدريبها بصُورة شديدة خلال شُهورها الأولى، فقبلَ السَّماح لها بالتَجوُّل في أنحاء المنزل بحُريّة لا بُدّ من ضمان التزامها بقواعد وقوانين المنزل أولاً. في البداية يجبُ العثور على غُرفة مناسبة لإبقاء الجراءداخلها عند الخُروج من المنزل، ويُعتبر كلّ من الحمام أو المطبخ أو المخزن أماكنُ مُناسبة، إذ يُمكن إغلاقها على الجراء بعد تركِ كميّة من الماء والطّعام ووعاءٍ للفضلات بما يَكفي حاجتها أثناء غياب صاحبها.[١]

مقالات ذات صلة

حين يبلغ الجرو عمر الأسبوعين يجب البدءُ بتلقينه دروس التّدريب، والدرس الأول هو تعليمه كيفَ يقوم بقضاء حاجته خارج المنزل، ويكون ذلك بدايةً بأخذه جولة خارج المنزل بعد كلّ وجبة طعاموتكرير العمليّة مُدّة أسبوعين، وهذا يُثَبِّتُ في دماغ الكلب أنّه يجب عليه قضاء حاجته خارج المنزل بعد كلّ وجبة طعام.[٣]

أما الدّرس الثّاني فهو تعليمه كيفيّة اللّعب دون إتلاف الأثاث ومُقتنيات المنزل، فالجراء عند وصولها لعمر الشّهر والشّهرين تميلُ لعضّ الأشياء من حولها، والحل الأمثل لهذه المُشكلة يكون بتخصيصِ لُعبة للجرو تكون قابلة للعضّ ولا تتلف بسهولة، مثلَ كُرة أو ما شابه ذلك، ويجبُ إبعاد الكلب عن قطع الأثاث ومُحاولة نهرِه أو تعنيفه عندما يقتربُ منها، فمع الوَقْت سيتعلَّم أنّها ليست مُخصَّصة له.[٣]

والدرس الثّالث يكونُ بتعليمها الجلوس عندما تُؤمر بذلك، وهو أمرٌ صعب قليلاً في البدايات، حيث لا يجب تعليمها أكثر من أمرٍ في نفس الوقت لعدم تشتيتها، ويجب اختيار الوقت المُناسب لإلقاء الأمر على الجرو، فلو تلقّى الأمر وهو نَعِس أو يلعب أو يأكل فسيتجاهلُه، ومع الوقت قد يتحوّل إلى عدم احترامٍ لصاحبه. ويُمكن بدء هذا التّدريب بالحديث إلى الجرو وإعطائه أمراً بالجُلوس، ولو أطاعَه يُعطى مُكافأة لا يَحظى بها إلا عندما يجلسُ بالطّريقة المطلوبة، ومع تكرار العمليّة عِدّة مراتٍ في اليوم مُدّة أسبوعين سوف تتثبَّت في ذهن الجرو.[٣]

قد يُخطئ المُدرّب بمُحاولة تلقينِ جروه أوامراً مُباشرة، مثل النّهي بأمر “لا”، فعندما يقفزُ كلبٌ على شخصٍ غريب قد أصدرُ له هذا الأمر، فإنَّ تلقينهُ لمعناه رُبّما يكون صعباً جدّاً. وحتّى لو فهم الكلبأنَّ مُدرّبه ينهره عمّا يفعله فسيكونُ استيعابه قاصراً لما تمَّ نهيه عنه، فمثلاً، رُبّما يحاول القفز بخفّة أكبر نحو نفس الشّخص أو في الاتجاه نحو شخصٍ آخر للقفز عليه. في مثل هذه الحالة، فإنَّ أسهلَ طريقةٍ للتَحكّم بالجرو هي إعطاؤه أمراً بسيطاً تمَّ تدريبه عليه في السّابق، إذ يُمكن أمره بالجُلوس أو العودة إلى صاحبه لإبعاده عن الشّخص الذي يُزعجه.[٤]

بصُورةٍ عامّة فإنَّ تدريبَ الكِلاب أكثر سُهولة عندما تكون جراءً صغيرة، فمثلَ أيّ مخلوقٍ آخر تكونُ الكلاب أقلَّ تمسُّكاً بعاداتها وهي صغيرة، ويُمكن تلقينها قواعد الحياة مع الإنسان (مثل عدم ترك فضلاتها إلا في مكانٍ مُحدَّد) دُون جهدٍ كبير، وأما بعدَ ذلك فإنَّ الأمر يُصبح صعباً بعضَ الشَّيء. وبصفةٍ عامَّة، فإنَّ تدريب أيّ حيوان ليس مسألة هيّنة، فيجبُ تدريبه على كل شيءٍ على حدة ودُون تشتيته مع أوامر أو تدريباتٍ أُخرى، ولكن هذه الكائنات قادرة في النّهاية على أن تُصبح صديقاً مُقرّباً للإنسان.[٤]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى