كيفية المحافظة على الأرض

خلق الله كوكب الأرض، وأودع عليه الإنسان لكي يعمر به، ويكون خليفة لله على الأرض، ورغم ذلك لم يكن الإنسان بالمستوى الذي يرتقي لأنك يكون خليفة حقيقياً لهذا الكون العظيم، فبدأت المشاكسات الإنسانية تغزو الأرض، وبعدها ابتدأ عصر الاختراعات، والأوهام الإلكترونية، حتى أصبح الكون مرتعاً للعلماء، يعيثون به فساداً، ويكون الكون بالنسبة إليهم حقل تجارب لكافة المخترعات التي قدمت لنا على مر قرون من الزمان، واستطاع الإنسان خلال هذه الفترة أن يكون أسوأ مثال للحماية على هذه الأرض، فبدلاً من أن يكون معمراً، ومحافظاً عليه، بدت عليه علامات اللامبالاة، فأصبحت المسؤولية تنتقل من كاهل لآخر، ولا أحد يهتم بأن هذا الكون على وشك الانهيار بسبب السياسات الغبية التي أودت بحياة الأرض، وجعلتها غير صالحة للحياة مطلقاً، فكما أوضحت السلطات المختصة بحماية البيئة، فأوجدت أن التلوث قد وصل إلى أبعد الحدود، حتى طال الماء والهواء والتربة، وكل ما يتعلق بالحياة الحقيقية على هذا الكوكب، ولم يكن الفضل بذلك للحيوانات التي لم يودعها الله عقلاً، بل للإنسان بنفسه، فبدلا من المحافظة على شكل الحياة على الأرض التي سيعيش بها هو وأبنائه وأحفاده، قام بنشر الفساد والتخريب، فانتشرت الجرائم والحروب، وخاض الإنسان خلال فترة من الزمن أسوأ الكوارث التي من الممكن أن تعاش بشكل أو بآخر.

كوكب الأرض

كوكب الأرض: هو جزءٌ صغيرٌ من المجموعة الشمسية، التي تعتبر جزءاً أصغر من مجرة عظيمة تضم آلاف الكواكب والنجوم، وهي مجرة درب التبانة، فهذا الكوكب الصغير الذي لا تصلح الحياة على كوكب آخر غيره، استطاع الإنسان خلال فترة وجيزة أن يتأقلم بشكلٍ كليٍ على الحياة عليه، فبدأ بتأمين المأكل والمشرب، وعمل على توفير الأعمال، وبنى المباني وزرع الأرض حتى يكون مناخاً حقيقياً يمكن لأي شخص أن يعيش به، فحماية الكوكب هي مسؤولية عظيمة لا تقع على شخص بعينه بل لا بد أن تكون هناك العديد من الجهات التي تنظم العمل من أجل الحفاظ على الكوكب للأجيال القادمة التي من المفترض أنهم أبناءنا وأقرباءنا، وكل الجيل الصغير الذي ينتظر أن يكبر ليكون له مكانته في الحياة على هذه الأرض، فلذلك كان لا بدّ من إيجاد كافة السبل من أجل خلق كوكب آمن للأجيال القادمة التي تخصنا.

كيف نحمي كوكبنا

لحماية الكوكب لا بدّ من وجود العديد من المخططات والأعمال التي من شأنها أن تقدم يد المساعدة للإنسان من أجل إنجاح هذه الخطوة الهامة، والتي لكوكب، وبداية الأمر يجب أن تنبع ممن المفترض أن يكون الفرد قد قام بها منذ الأزل، ولكن ما دام هناك الوقت للتعمير، فلا بأس بذلك، المهم ألّا يمّر الوقت بدون إنجاز أي أمر يتعلق بهذا ان النفس البشرية في المقام الأول والأخير، فمن يعيش على الأرض هو الإنسان، والذي من المفترض أن تكون لديه النية الحقيقية من أجل التعمير، والحفاظ على الكوكب، واستعادة ما تلف من أجزاءه لمجرد أننّا أناس عبثيين لم نكن نهتم إلّا لأنفسنا واحتياجاتنا بشكل عام، وحماية الكوكب تتطلب التالي:

الوعي بأهمية ما نقوم به

علينا أن نعي أهمية هذه الخطوة في المقام الأول والأخير، وقبل البدء بأي مشروعات من أجل تطوير العمل الإنساني الذي يهدف لتحسين فرص الحياة على هذا الكوكب، والذي من المفترض أن يخدمنا لسنوات قادمة، ثم سيخدم أجيالاً لا ذنب لها إلا أنها أتت بعدنا لتجد أن الحياة باتت مستحيلة على الأرض، فلا يوجد مقومات حياة حقيقية، ولا يوجد أي أمر من الممكن الاستناد عليه، حتى طبقة الأوزون التي تخدم البشرية، وتمنع من تسريبات الإشعاعات الضارة، قد ثقبت بفضل الأعمال العبثية التي قام بها البشر، من خلال إطلاق العديد من الغازات عبر طبقات الجو المختلفة الأمر الذي أدى إلى إذابة جزءٍ كبيرٍ منها، وهذا أمر تطلب العديد من السنوات قبل أن يتم اكتشافه بسبب تغيرات المناخ الغريبة، وانتشار الأمراض المعدية وغير المعدية، مما اضطر علماء البيئة إلى البحث عن مجريات ما يحدث ليكتشفوا فيما بعد أنّنا أمام مشكلة حقيقية يجب الوقوف عليها وهي ثقب الأوزون الذي كلما مر عليه الوقت يزداد بشكلٍ واضح.

  1. لنحمي كوكبنا علينا أن نؤمن بوجود الخيارات الآمنة التي من شأنها أن تحافظ على هذه الحياة، ولا تكلّفنا الكثير من الوقت أو الجهد، فالبدائل التي استخدمها الإنسان في حياته أثرت بشكلٍ كبيرٍ، فمثلاً بدلاً من استخدام الأكياس البلاستيكية التي لا تتحلل مهما مر عليها الوقت، ممّا يؤثّر ذلك في التركيب الكوني، كان لا بدّ من إيجاد البدائل التي تتحلل بسهولة، والتي من الممكن التخلص منها، ولا تبقى عالقة على سطح الأرض، فكان خيار الورق واضحاً، وذلك لإمكانية التخلص منه، فاستجابت بعض الجهات، وقامت باستبدال الأكياس البلاستيكية بأكياس كرتون أو ورق مقوى، مما يساعد في التخلص منها وقت الانتهاء من الحاجة إليها.

دور المؤسسات

عملت الجهات المختصة على بث روح العمل الجماعي، وقامت بإطلاق العديد من الفعاليات بين صفوف الشباب، ومن أهمها مبادرة تشجير كوكب الأرض، وهي قيام كل مواطن بزرع شجرة أمام منزله، أو في أرضه، أو في أي جهة يفضلها، ممّا يتيح له الفرصة ليساهم في التخلص من التلوث الهوائي الذي انتشر في الآونة الأخيرة، واستبدال ثاني أكسيد الكربون بالأكسجين التي تمده المساحات الخضراء، وهذه هي فرصة حقيقة، وخطوات أولى للحفاظ على البيئة والكوكب من التلوث.

حماية الكوكب تتطلب العديد من الجهات للوقوف أمام الممارسات الخاطئة التي يتبعها أصحاب المصانع أو الأعمال المختلفة أو حتى مفتعلي الحروب، فهذه الأمور كلها تعمل على تدمير البنية التحتية لكوكب الأرض، وتضر بالمنطقة الوحيدة التي يمكن للإنسان اللجوء إليها، وبذلك فقد قامت وكالات أجنبية ببحث سبل العيش على كواكب أخرى، أو على سطح القمر، إلّا أنّ الأمر لم يكن ممكناً، لضعف الامكانيات المطلوبة لهذه الحياة بشكلٍ كبير، مما اضطر الإنسان إلى اللجوء للعديد من الأساليب التي أدت إلى تطورات خطيرة لحقت بالكوكب بشكلٍ عام.

دور الفرد

إلقاء القمامة في مجاري المياه من أسوأ الأمور التي قام الإنسان بارتكابها، فهي الأساس في تدمير مصارف المياه الجوفية الصالحة للشرب، وعملت على تدمير الأنهار، حتى البحار التي تعتبر من المسطحات المتجددة قد نالها التلوث بشكلٍ كبير، فقامت منظمات الصحة العالمية باعتبار العديد من الشواطئ من أكثر الأماكن تلوثاً على الأرض، وهذا ينذر بكارثة حقيقية يجب إيجاد الحل المناسب لها حتى لا تتكرر بشكل أو بآخر.

الناظر إلى كوكب الأرض يظن أنه في أفضل حالاته، وفي الحقيقة فإن هناك الكثير من الحيوانات المسؤولة عن الحفاظ على النظام البيئي على وشك الانقراض بسبب التلوث البيئي القائم، ومن أبرز هذه الحيوانات هي الحيوانات القطبية التي تذوب من تحتها الأرض كل يوم بسبب الاحتباس الحراري الذي سبب بتغير المناخ، وانهيار البيئة المسؤولة عن بقاء هذه الحيوانات.

وختاماً، لا بد من التكاتف بشكلٍ كامل من أجل التخلص من هذه الأزمات، حتى تخرج الأجيال القادمة لتعيش في رغد الحياة، وينعموا بما خلق الله سبحانه وتعالى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى