كيفية القضاء على الملل والروتين

الملل

هو شعور ينتابُ الشّخص في لحظة مُعينة ليجعل منهُ كومةً منَ الحزنِ واليأس، فيشعر كأنّه محبوس في زنزانةٍ انفراديّة، وهو أمر طبيعيّ لأنّ الحياة مليئة بالأشياء المُملّة، ولكن إذا استمرّ الشّعور بالملل لفتراتٍ طويلة يُعيقُ حياة الإنسان ويعيق الانخراط في الحياة والتّمتّع فيها، ولذلك حتّى نقضي على الملل علينا أوّلاً معرفة الأسباب وبعد ذلك إيجاد الحلول للقضاء عليه، وهذا ما سنتعرّفُ عليه من خلال هذا المقال.

أسباب الملل

  • الابتعاد عن الحياة الاجتماعيّة: في العصر الحاليّ ظهَرت التّكنولوجيا ووسائل التّواصل الاجتماعيّ وأثّرت بشكلٍ كبير على حياة الإنسان، فالبعض يجلسُ لساعاتٍ طويلة دون أن يشعر فتذهب حياتهُ دون أن يتمتّعَ بها مَع الآخرين، والمُشكلة الحقيقيّة لا تكمُن في كون الشّخص يقرأ أو يتعلّم على الإنترنت بل المُشكلة هيَ التّخاطب والتّحاور مَع الآخرين كتابةً دون مقابلة شخصيّة ممّا يجعل الحوار بارداً ومبتذلاً أحياناً، ومع مرور الوقت يشعر الإنسانُ بالملل والانطواءِ والعزلة عن الحياة شيئاً فَشيئاً.
  • عدم الاهتمام بالوقت: الوقت مُهمّ جدّاً ويجب استغلالهُ بالشّكلِ الصّحيح، وإذا كانت حياة الشّخص دون هدف أو عمل أو حتّى هواية تُصبح الأيّام شبيهة ببعضها البعض، والنّتيجة هي الملل.
  • التّفكير في المشاكل: الجميع لديه مشاكِل، ولم يولد أحد إلاّ وتولد مَعهُ المشاكل فهذه هِي سنّة الحياة، لكنّ التّفكير المُفرط بهذهِ المشاكل وعدم حلّها والتّعامل معها بطرقٍ صَحيحة تجعل من الشّخص يائساً فيملّ منَ الحياة ويغرق في المشاكل دن أن يشعر بالحياة حوله.
  • عدم إدراك النّعم: إنّ الله تعالى قد أنعم على كلّ إنسان بنعمٍ تختلف من شخصٍ إلى آخر، فالنّظر إلى ما في أيدي الآخرين تجعل الإنسان غير مدرك للنّعم التي أنعمها اللّه عليه، ولو فكّرَ الشّخص بما لديهِ من نعم لوجدَ نفسه سعيداً، فالتّعاسة مجرّد شعور إنسانيّ يُمكن التّخلّص منهُ.
  • الابتعاد عَن الله عزّ وجل: كلّما غَفلَ قلب الإنسان عن ذكرِ الله واجه الملل والضَّجر والنّكد والعيش الضّنك وقلّةٍ الرّزق، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى “.
  • الغفلة عن الأمورِ البسيطة والمُمتعة:إذا حاولَ الشّخص الذي يعاني منَ الملل أن يلتفت حوله ويرى كم منَ الأشياء الجميلة حوله والتي يمكن أن تسعده وتُدخِل السّرور عليه، فإنّه سيجد الكثير منَ الأشياء التي تُعتبر حلماً عندَ الآخرين، فلو حاول الشّخص الجلوس مَع أحد والديه والتّكلّم مَعه فسيشعُر بسعادة لا تتوفّر للكثيرين من النّاس.

القضاء على الملل

  • الانخراط في الحياة الاجتماعيّة: فالاندماج مع الحياة ومشاهدتَها من الخارج أمر ضروريّ، ولن يشعر الشّخص بهذه المتعة إلاّ عندما يزور صديق أو أخ أو عندما يجلس مع العائلة، فدائماً يجب تخصيص وقت للتّمتّع مع الآخرين والتّحدّث معهم والتّرفيه عن النّفس.
  • تنظيم الوقت: تنظيم الوقت واستغلاله لتحقيق الغايات والأهداف يدخل السّرورَ إلى القلب ويمنع ظهور الملل.
  • تغيير الأفكار: يجب تغييرُ الأفكار السّلبيّة بأفكار إيجابيّة، فالتّفكير بالماضِي لن يأتي بنتيجة ولن يستطيع الشّخص تغييره بحال من الأحوال، أمّا التّفكير بالمستقبل والأهداف المراد تحقيقها يغيّر نفسيّة الشّخص ويحسّنها.
  • محاولة الخروج منَ الملل: يجب فعلِ أيّ أمر للخروجِ منَ الملل كالصّلاة وقراءة القرآن والاستغفار، فالتّقرّب من الله أمرٌ رائع يغيّر الحياة للأفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى