كيفية العمل على تطوير القدرات العقلية والنفسية عند الإنسان 2019

جمع وإعداد : نزار محمد شديد
التمارين الهامة في حياة كل فرد يطمح لتطوير قدراته وتفعيل ملكاته الفكرية والنفسية
1- عليك بتجهيز ورقة مربعة بيضاء 15 سم طول كل ضلع ، وارسم في وسطها دائرة سوداء بحجم النصف قرش ويكون فراغ الدائرة كله أسود ، ثم ثبت الورقة على الحائط مقابل نظرك وأنت بوضعية الجلوس على كرسي أمامها ، وحدق في الدائرة السوداء بثبات ـ بدون أن ترمش لمدة دقيقة ، ثم أرح نظرك لبرهة وأعد التحديق ثانية ، ثم مرة ثالثة ورابعة وخامسة
الآن دع كرسيك في موضعه وانقل الورقة على بعد نصف متر من الجهة اليمنى ، وابقى جالساً على الكرسي بنفس الوضعية وانظر للحائط أمامك لبرهة ثم حول نظرك بدون تحريك رأسك لمكان النقطة وحدق في الدائرة السوداء لنحو دقيقة ، كرر هذا لأربع مرات ، ثم قم بنقل الورقة للجهة اليسرى ، وكرر نفس الحركات .
كرر هذا التمرين لثلاثة أيام مع إطالة الوقت من دقيقة لدقيقة ونصف ثم لدقيقتين ، وبعد الثلاثة أيام أطل المدة للتحديق لثلاث دقائق ، وتبقى مستمراً باضافة دقيقة كل يوم لتصل لفترة تحديق لمدة 15 دقيقة بدون أن ترمش أو تغرورق عيناك بالدموع ، وعندما تصل لهذه الدرجة ـ تستطيع أن تتأكد أن نظرك امتلك القوة المغناطيسية المطلوبة ، وبها تستطيع التأثير على كل من يخاطبك وحتى على الحيوانات ـ بحيث تضطرب وتفزع من نظراتك ، وعليك هنا أن لا تضجر أو تمل من التمرين ـ نظراً لفوائدة العديدة والعظيمة
2- هناك تمرين ملحق لتتمكن من مقاومة نظر الغير : وهو أن تقف أمام المرآة وتحدق في نظرك المعكوس عليها ، وتكرر هذا العمل مراراً عديدة متدرجاً من دقيقة حتى تصل لربع ساعة ، وبذلك تعود نفسك على مناوأة نفوذ نظر غيرك وعلى تقوية نظرك أيضاً
3- قف أمام الحائط وعلى بعد متر واحد وعلق الورقة المربعة عليه ـ بحيث تكون الدائرة السوداء عالية عن مستوى نظرك ، ثم ثبت نظرك في الدائرة ، وحرك راسك راسماً بما يشبه القوس بدون أن تبعد النظر عن الدائرة السوداء ، ولما كان هذا التمرين يستلزم تحريك العينين في محاجرها ، فهو بالطبع يتطلب جهداً عظيماً في العضلات والأعصاب … قم بتنويع التمرين المذكور بتحريك رأسك باتجاهات مختلفة ، وليكن عملك بتركيز وبطء لكي لا تتعب عينيك
4- إلصق ظهرك بحائط الغرفة وانظر للحائط المقابل ، وصوب نظرك لموضع معين فيه ثم تنقل إلى موضع آخر من فوق إلى تحت ، ومن اليمين إلى اليسار بدون أن تتحرك ، وعندما تشعر بالتعب في عينيك استرخي ، ثم أعد التكرار مرة اخرى ، والغرض من هذا التمرين هو تقوية العضلات والأعصاب البصرية
5- عندما تكون قد حصلت على النظر القوي ، ولكي تكون واثقاً من ذلك ـ أطلب من صديق أن يجلس على كرسي أمامك ثم ركز نظرك عليه ، واطلب منه أن ينظر لك هو بتركيز أيضاً بقدر ما يستطيع ، سوف ترى أنه يتعب ويقول لك كفى .. فيكون عندها قريباً من حالة التنويم المغناطيسي

تستطيع أن تجرب قوة نظرك بالتحديق في أي حيوان وستتحقق من أنه يخشاك ويفر من أمامك فزعاً ، وأشير عليك هنا بان لا تخبر أحداً باشتغالك بالمغناطيسية الحيوية ، لعدة اسباب ، منها أن الناس سيتحاشون تأثيرك ، وهذا يقلل من قوتك الممغنطة ، لذلك عليك ان تحافظ على سرك واظهر قوتك بالعمل وليس بالتبجح والثرثرة ، خذ الوقت الكافي لحفظ التمارين ولا تقرأها بشكل سطحي أو على عجالة ، بل بتأني وبالتدريج الطبيعي ، ولا تجعل عيونك ترمش بكثرة ولا تطبق جفنيك ، فقوة الإرادة والتأمل يساعدانك على نبذ هذه العادات ، وإذا شعرت بتعب عينيك من التمارين عليك ببلهما بالماء البارد ، فستشعر بالراحة سريعاً ، وعندما تواظب على التمرن لبضعة أيام لن تعود هذه المشاعر مطلقاً
ابتعد عن القراءة الآن وارخي عضلات جسمك وكن في حالة استرخاء تام ، واجعل نفسك قابلة للانفعال ـ ثم فكر بهدوء وطمأنينة بمعنى أناك أو ذاتك … متمثلاً أنها أسمى من نفسك ومن جسمك ، فإن كنت في الحالة الملائمة لذلك ستشعر بحقيقة تلك الأنا في داخلك ، وسيتجلى لك مظهرها في ذاتك حتى أن النفس والجسم قد يزولان ، والأنا ستبقى هي الخالدة
علينا أن ندرك أن الأنا قادرة ، ولا يفوق قدرتها شيء في الوقت الذي تتعلم النفس أن تخضع لإرادتها ، فعند ذلك يتجدد الأنسان ويبلغ درجة من القوة لم يعهدها بنفسه من قبل ، نحن نلفت نظر القاريء لهذه الحقائق الناصعة ـ والحقيقة الكبرى هنا هي أن التفكير هو الدليل على وجود الإنسان وهو المظهر لآنيته ، وعندما تتعرف نفس الانسان على سرها الحقيقي ، ستدرك حتماً سر كل الحياة …
لقد غرست في نفسك بذور التفكير ، ولا بد أنه سينبت وينمو ويصبح شجرة عجيبة تفوح من أزهارها أزكى الروائح ، وعندما تمتد أوراقها وتتكامل أزهارها ستعلم حقيقة نفسك …

علينا تفهم أن القوة المرادة هي المجهود الذي تبذله الإرادة لإحداث اهتزازات الفكر ودفعها نحو الغرض المعين ، فالقوة الاهتزازية يمكن إحداثها بالطريقة العادية من خلال التخاطب بصوت جهوري ، ولكن يمكن إحداثها بطريقة مجهولة بواسطة اهتزازات تتم من مسافة بعيدة ، وهذه الظاهرة هي المدعوة باسم انتقال الفكر
فالطريقة الأولى مألوفة لدينا وشواهدها متعددة ، لكن الطريقة الثانية فهي نادرة الحصول ، والذين يمارسونها بشكل جيد يعملون على عدم إفشاء أسرارها ، لكن من يمارسونها في الخفاء هم أكثر مما نعتقد ، وقد توصل بعضهم لدرجات غريبة من الثقة تعد في حكم العجائب والآيات ، وهم لا يريدون أن ينشروها للملأ وتفسير سرها ، لإعتقادهم أن زمن الإفشاء والاحاطة لم يحن بعد
ولإنماء القوة المرادة يلزم أولاً معرفة ذات الإنسان بشكل تام ، وكلما كانت القوة عظيمة يجب الشعور بها أولاً ثم التعرف عليها ثانياً ، وبعد ذلك لا يعتري الانسان الشك في وجودها وفي مقدرتها ، وهذا تشبيه بسيط يقرب الفهم للموضوع
تصور ان جسمك بمثابة كساء تتزمل به إلى حين ، بغير ان يكون جزءاً منك ، وأن ذاتك منفصلة عن جسمك ومرتفعة فوقه مع اتصالها به مؤقتاً ، فعندها ستدرك أن نفسك ليست هي ذاتك ، وإنما هي آلة بواسطتها تظهر لك الذات ، وكلما قلت أو فكرت بحقيقة آنيتك ، كلما تولدت فيك قوة جديدة قد تكون في أول أمرها مبهمة ، ولكنها تزداد وضوحاً بازدياد التفكير ، فالحصر والتركيز في الفكر يقوي الإرادة ، ولا يتم التأثير على الغير إلا بثلاث شروط هي : حصر الفكر في رغبة النفس ، الإيمان بحق المطالبة بتلك الرغبة ، والوثوق التام من نجاح الرغبة والمسعى
كيفية العمل تطوير القدرات العقلية والنفسية 931428110611.jpg
علينا أن ندرك أنه لا يتوجب استخدام القوى الخفية فينا في أي غرض غير نبيل أو للاضرار ببني البشر مهما كانت الغاية ، لأن ذلك يعود عاجلاً أم آجلاً على الفاعل ، وتوجد لذلك أسباب ثابتة من خلال قانون السبب والنتيجة والكارما الكوني ، لا ضرر من استخدام قوتك وعلمك لقضاء مصالحك المباحة وأعمالك الحياتية وتنمية حالتك الوجودية طالما أن لا ضرر على مصالح الآخر ، يمكنك التاثير على شخص لهدف نبيل دون الوصول للخداع والسرقة وإلحاق الأذى ـ فمثلما تزرع ستحصد
عليك بالمداومة على بعض الاختبارات لتمرين النفس ، ولتعلم أنك عندما تفكر بالإرادة لا يتوجب أن تقطب حاجبيك أو تشنج يديك وتأتي بالاشارات المضطربة الدالة على تهييك ، فسر النجاح يكمن في السكون والطلب بهيئة جدية بغير اضطراب في الصوت أو عبوس في الوجه ،
كيفية العمل تطوير القدرات العقلية والنفسية imagesCAROJGRB.jpg
وهذه بعض التوجيهات الهامة :
1- عند السير في الشارع يجب عليك تثبيت نظرك على شخص يسير أمامك ، لتجعل المسافة بينكما قرابة 3 أمتار ، صوب نظرك بشكل حاد ونافذ لجهة خلفية الشخص القريبة من المخيخ ، وأثنائها اجعل ارادتك في أن يلتفت الشخص إليك ، وطبعاً يتطلب الأمر التمرن قليلاً ، وعندما تنجح فيه تكون قد وثقت من النجاح في غيره ، وعادة تكون النساء أسرع بمشاعرهن من الرجال في هذا التأثير
2- حدق بنظرك للشخص الذي يجلس أمامك في أي مكان لمنطقة المخيخ مع الارادة بأن يلتفت إليك ـ ستلاحظ أن كرسيه يهتز ولا يلبث أن يلتفت إليك ، وهذه النتيجة يسهل حصولها بسرعة إذا كان الشخص أحد معارفك ، فإذا لم تصل لهذه النتيجة فهذا يدل أنك لم تحصر قوة الفكر أو أن الارادة لم تكن حازمة
3- إذا جلست في مكان عام ، انظر بانحراف نحو شخص يجلس بعيداً عنك في نفس صف كرسيك ، والتفت بعدها للجهة الأخرى برغبة أن يقلدك ، سترى أن الشخص يلتفت إلى جهتك وكأنه منجذب إليك بقوة مغناطيسية
4- إذا كنت تحادث شخصاً فربما تجده يبحث في ذاكرته عن كلمة غائبة عنه ، حدق فيه بنظرك وأوحي له بقوة لأي كلمة تختارها أنت ، غالباً ما تجده يلفظ تلك الكلمة ، وطبعاً يتوجب أن تكون الكلمة متناسبة مع الحديث الحاصل بينكما ، وأن لا يتحاشى الشخص المنفعل عن ذكرها ليوحي لك بكلمة أخرى موافقة لها
5- إذا سرت في طريق وجاء شخص معارضاً لك ، قم بتوجيه نظرة حادة مع الرغبة لأن يسير على يمينك أو يسارك بشرط أن لا تتحول أنت عن طريقك ـ فسترى النتيجة كما أردتها
6- قف أمام نافذتك وانظر لأحد المارين مع إرادتك لأن يلتفت إليك ، فإذا كان فكرك منحصراً في ذلك مع الارادة الثابتة والقوية ، لا بد أن تحصل على ما ترغب
كيفية العمل تطوير القدرات العقلية والنفسية forgiveeasy.jpg
ومع تنوع الاختبارات والتمارين ستجد المساعدة على الوثوق بذاتك وعلى تقوية إرادتك بصلابة وعزم ، ولا تيأس من الفشل في باديء الأمر ، مع المثابرة ستصل لما تريده من نجاح ، فكل فكر ينتج اهتزازات أشبه بدوائر تتسع كمثل الدوائر التي يحدثها سقوط الحجر في بركة ماء ، فهذه الأفكار ترسل تأثيراتها في جميع الاتجاهات ، لكن إذا تم إلقاء الحجر بكيفية أفقية ، فإن الدوائر ستتكون وتتسع في الجهة التي يستقر فيه الحجر ، كذلك الحال في اهتزازات الأفكار العادية واهتزازات الإرادة المتنقلة ، لنفرض أنك أردت الاستئثار بانتباه شخص بقصد أن يهتم بك ، فمن الممكن لك أن تفكر بجدية في رغبته لذلك الاهتمام ، ويمكنك أن تتمثله بفكرك ليهتم بمسألتك ، وبهذا العمل ترسل لجميع الاتجاهات اهتزازات قوية من الفكر ، وبلا شك سيكون بعضها مصيباً للشخص المعني ويؤثر عليه بنسبة قوتك الفاعلة وقوته الايجابية ، وفي عزمك لمحادثة شخص بعد بضعة أيام بخصوص مسألة تهمك وتريد مساعدته فيها ، برغم عدم وجود علاقة بينكما ، وتذكر أن بوسعك التأثير على الشخص بواسطة ما ذكر من أساليب ، لكن المهم أن تتصل به قبل التحدث معه ، أي أن تخلق التمهيد لطريقك إليه للحصول على تعاضده ، وما عليك إلا أن توجد علاقة فكرية معه بواسطة الانتقال الفكري ، ولهذا الأمر ينبغي أن تخلو بنفسك بمعزل عن الناس ، ثم تجرد ذهنك عن سائر الأفكار وتسترخي بجسمك تماماً وكأنك أصبحت نسيجاً من البخار وليس لجسمك وجود ذاتي ، ثم أبعد كل المخاوف عنك وفكر بهدوء وسكينة بالشخص الذي تريد التأثير عليه ، وإن لم تكن تعرفه شخصياً ، تخيل له مثالاً بفكرك ، واستمر بالتفكير فيه بقوة بغير أن تقطب حاجبيك … وعندما تشعر في ذاتك بأنك على اتصال معه ، فكر عندها برغباتك وبشكل واثق من أنك ستحصل عليها ، وإذا شعرت أن هناك تأثير خارج عن إرادتك ، عليك أن تبدده بتفكرك بشخصيتك وبالقوة النفسية التي فيك ، لكي لا تجد الاهتزازات الخارجية منفذاً لذاتك ، ويكفي لتقوية مهاراتك في هذا الأمر أن تتمثل ذاتك محاطة بشعاع فكري يطرد عنك كل تأثير خارجي ، حتى لو كنت الغير مقصود به ، ولنعلم أن أفكار بني جنسنا البشري مهما كان اتجاهها ، فإن دوائرها تتصل بنا وقد تطوقنا ضمنها إن لم نكن محتاطين لدرء تلك التأثيرات ، والمثال الأقرب على ذلك أنه مع انتقال الشخص من مكان إلى مكان آخر لا يلبث أن تتغير أفكاره وآراءه متأثرة بأفكار الوسط الذي يعيش فيه ، سواء كان ذلك في الدين أو السياسة أو الأخلاق والسلوك ، وهذا يبين أن الشعوب تتأثر من الأفكار والمؤثرات الخارجية تبعاً لاستعدادها للقبول أو النبذ .
كيفية العمل تطوير القدرات العقلية والنفسية 862609101211.jpg
أفكار الخوف والقلق تجتذب لها الأفكار المماثلة لها ، والتأثر ليس بأفكارك فقط ، بل وبأفكار الآخرين ، وكذلك الحال مع الأفكار المفرحة والمبهجة للنفس ، فإنها تجتذب لها ما يماثلها فتغتبط النفس بالجميع ، لذلك مطلوب أن تكون أفكارك موجهة لما فيه راحة نفسك وانشراح صدرك وشجاعة قلبك ، ولتكن عزيمتك منحصرة في أنك تريد وأنك تقدر على الوصول على ما تريد ، وعندها سيسهل عليك كل ما هو عسير من أمور ، ولتكن رغباتك موجهة دائماً للخير ولعدم الاضرار بالآخرين ، وعندها تتجمع لديك الأفكار التي تزيدك قوة وتكتسب الفائدة التي ورائها ، ويتوجب عليك استئصال أفكار الخوف والبغض نهائياً حيث أنها تنبت من جذورها كل الأفكار الشريرة ، فالاضطراب هو وليد الخوف ، والبغض يولد الحسد والخبث والتهور ، عليك اقتلاع الجذور من أصولها لكي لا تجد لها فروع وامتدادات ، ولكي تحقق الفكرة التي تخطر لك ينبغي أن ترغب بها وتؤمن بشكل راسخ بأنك ستحصل على ما تصمم عليه ، فلا تقول أتمنى أن أحصل على الشيء ، بل كن متأكداً أنك ستصل بشكل حازم وبلا تردد لما تريده وتطلبه ، وعملية التغيير لإحداث ما هو الأفضل تتم بإحدى الطرق التالية :
1- من خلال التصميم في الارادة لاقتلاع جذور العادات القديمة واكتساب غيرها بدون مساعدة قوة أخرى ، وهذه تحتاج منك قوة الارادة وصدق العزيمة
2- من خلال الايحاء المغناطيسي بواسطة منوم ماهر وخبير بطرق التنويم الممغنط ويكون موضعاً لثقتك ـ وهنا ربما نجد الصعوبة في العثور على مثل هذا المشخص
3- من خلال الايحاء الذاتي المنظم مع التعمق في التفكير ، وهذه طريقة مزدوجة تمثل أحسن الطرق للوصول للفائدة المرجوة ، من خلال أن يكون الانسان نفسه منوماً وموحياً لها بما يريد التأثر به ، وبذلك تتأثر الوظيفة المنفعلة بإرادة الوظيفة الفاعلة ، ومع التعمق الفكري يجعل الانسان نفسه في حالة انفعالية قابلة لاحتضان عادة جديدة أو لخلق جديد ، فالصورة التي تتخيلها مخيلتك وترغب أن تكون مثلها لا بد أن تنطبع فيك وتتجسم في شخصيتك باستمرارك في التفكير بها والارادة الذاتية لاكتسابها
لنفرض أن الخوف هو المتسلط عليك وتريد التخلص منه بإحدى الطرق السابقة ، تبدأ أولاً بالإرادة فتقول : أنا لا أريد أن أبقى خائفاً ـ أنا أطلب من الخوف أن يتركني ، لكن الخوف لا يزال لأن إرادتك لم تكن قوية لكي تتغلب عليه ، بعدها قصدت منوماً فأجلسك على كرسي وطلب منك الاسترخاء وجعل ذاتك أهدأ ، وعندما يتحقق انتباهك له يوحي لك مكرراً بترك الخوف والتمسك بالشجاعة وبالأمل والطمأنينة ، وهنا الأمر يتوقف على المنوم الخبير الذي يعرف موطن الداء ، فعندما تغرس البذور يعلمك كيف تمارس الايحاء الذاتي وكيف يحصل التعمق الفكري لتباشرة بنفسك ليتم شفاؤك ، أما قدرة الايحاء الذاتي فتشعر بها بتكرار التأكيد لنفسك : أنا لست خائف أنا مطمئن ، ولقد زال أثر الجوف من نفسي ، وأنا لا أخشى شيئاً … ويجب أن تلفظ هذه العبارات بجدية وقناعة ذاتية ، وعندما تصل لهذه الحالة تنتقل للتعمق الفكري بأن تجعل نفسك في حالة انفعال قابل للتأثير ، ثم تفكر طويلاً بالفكر الذي تريد اكتسابه .
كيفية العمل تطوير القدرات العقلية والنفسية 402631100511.jpg
كيف يحصل التعمق الفكري :
اختر مكاناً منعزلاً وهادئاً واجلس على كرسي أو تمدد على السرير أو الأرض ، ارخي عضلات جسمك بدون تشنيج للأعصاب ثم تنفس بعمق وببطء واحفظ الهواء داخل الرئتين قليلاً ، وكرر التنفس لعدة مرات حتى تشعر بالراحة والانتعاش
الشرط الأساسي لاكتساب قوة الحصر الفكري هو بإبعاد كل فكر وكل ضوضاء وحركة أو نظر مخالف للغرض الذي نريده ، وبذلك يمكن التحكم على الجسم والعقل لتكون طوع إرادتنا ، يجب أن يكون الجسم خاضعاً للروح والروح خاضعة للارادة ، فالارادة قوية بذاتها والروح هي التي تحتاج للتقوية وتحصل هذه النتيجة بجعل الروح تحت الإرادة ، وعندما تقوى تصبح جهازاً قوياً لقذف اهتزازات الفكر بشدة فتؤثر بالقوة المطلوبة ، وفيما يلي بعض التمارين لذلك :
1- الجلوس على كرسي بارتخاء العضلات مع المحافظة على السكون لخمس دقائق ، كرر التمرين مراراً حتى تشعر بعدم الضجر من هذا الفعل ثم مدد الفترة لعشرة دقائق ، ولاحظ ان لا تتعب نفسك للوصول بذلك مرة واحدة
2- إجلس على كرسي بانتصاب قائم ورأسك وذقنك مائلتين للأمام وكتفك يميل للخلف ، ثم ارفع ذراعك الأيمن لفوق كتفك ، ثم أدر رأسك وثبت نظرك على يديك بغير أن تحرك ذراعك الأيمن لمدة دقيقة ، كرر هذا مع ذراعك الأيسر وعندما تستطيع عمل التجربة وابقاء الأذرع بدون حراك ، أطل مدة الاختبار لدقيقتين ثم لثلاثة وحتى تصل لخمسة دقائق ، ويجب أن تكون كفك متجهة للأسفل ، يمكنك التثبت من جمود ذراعك بالنظر لأطراف الأصابع
3- املأ كأس بالماء واقبض عليها بأصابع يدك اليمنى وامدد ذراعك اليمين للأمام ثم ثبت عينيك على الكأس وركز أن تبقى الذراع بغير تحرك بحيث يبقى سطح الماء مستوياً ، وهذه العملية تبدأ بالتدرج لدقيقة حتى تصل في الثبات المركز لخمسة دقائق ، نوع العمل بين الذراعين خلال التمارين
4- ما يلزمك في حياتك اليومية أن تتخذ مظهراً هادئاً مطمئناً بعيداً عن التهيج والنفور ، والتمارين المذكورة ستساعدك على اكتساب الحركات والمظاهر المرغوبة
كيفية العمل تطوير القدرات العقلية والنفسية 602623100511.jpg
عليك أن لا تقرع المائدة بأصابعك أو تضرب الأرض بأرجلك عند جلوسك على الكرسي ، لأن هذا يدل على القلق وعدم امتلاك النفس ، ولا تتهزهز على الكرسي الهزاز كما لو كنت تدير آلة ، ولا تقضم أظافرك ولا تعض لسانك ولا تلوكه داخل الفم عندما تقرأ أو تكتب أو تباشر أي عمل ، ولا تحرك أهدابك أو تجعل وجهك يتجهم ، أزل عنك كل الحركات الانفعالية التي يمكن أن تصبح عادة في حياتك ، وكل هذا سهل طالما أنك تفكر بذاتك ، عود نفسك على تحمل سماع مختلف الأصوات بدون أن تتأثر أو ترتاع ، وبذلك تصل لحالة التسلط والتسيد على النفس
كيفية العمل تطوير القدرات العقلية والنفسية 402618100611.jpg
فيما يلي التمرينات التي تستطيع الوصول من خلالها للحركات العضلية بشكل مطيع لإرادتك :
1- اجلس أمام المائدة وضم أصابعك بحيث تكون الإبهام منطوية فوق الأصابع ، ثم اتكيء بيدك على المائدة أمامك ، ثبت نظرك على قبضة يدك لبضعة ثواني ثم افرد ببطء ابهامك مركزاً كل انتباهك على العمل كأن له أهمية عظيمة ، افرد أيضاً وببطء اصبع السبابة ثم الوسطى فالبنصر فالخنصر حتى تكون الكف مفتوحة بالكامل ، ثم اعكس العملية بأن تطوي الخنصر فالبنصر وبالتتابع للباقي حتى الابهام وترجع قبضة اليد كما كانت ، أي أن يكون الابهام مطوياً عليها
افعل باليد اليسرى نفس التمرين وكرره في كل جلسة لخمس مرات ، وتدرج بالزيادة حتى تبلغ العشر مرات ، طبعاً هذا التمرين مضجر ، لكن يجب أن لا تسأم حيث تستطيع من خلاله حصر التفاتك لأي شيء ولو كان تافهاً والتسلط على كل حركاتك العضلية ، ولا تهمل الالتفات لحركات أصابعك
2- شبك أصابع اليدين ببعضهما ما عدا الابهامين اللذين تلقيهما حول بعضهما تارة يميناً ثم يساراً وليكن الانتباه موجه إلى الأطراف
3- ضع يدك اليمنى على منكبيك ولتكن ابهامك وباقي الأصابع مطوية ما عدى السبابة يبقى ممدوداً وتأخذ بتحريكه من اليمين لليسار وبالعكس موجهاً انتباهك إلى طرفه ، ويمكنك أن تكثر من هذه التمرينات وما يشابهها بوحي من فكرك وإرادتك ، والمهم أن تحصر وتوجه كل الانتباه للجزء الذي تحركه من الجسم
قد يثور هذا الانتباه من تعسفك بفكرك ، ويحاول التخلص منه بالانشغال بأمر آخر ينجذب له ، فلا تدعه يفعل ذلك ، بل تخيل نفسك مدرساً أمام تلميذ ينظر لكتابه الذي أمامه ، لكنه يسترق النظر لشيء آخر ، وواجبك أن تلاحظه وتنبهه لكي يتمعن في الكتاب دون سواه ، وبذلك يكون لك التسيد المطلق على حركاتك العضوية فتتقوى فيك ملكة حصر الفكر
4- خذ شيئاً لا قيمة له ، قلم رصاص مثلاً ، فكر فيه جيداً لخمس دقائق كأن له قيمة عظيمة ، قم بتقليبه مراراً بين أصابعك مفكراً في المادة التي صنع منها والغرض الذي عمل من أجله وكيف يستعمل ، تصور أن جل غرضك من الحياة هو درس هذا القلم دون أي شيء غيره ، نوع هذا التمرين بأن تختار أي شيء للتأمل فيه بحيث يكون تافهاً لا قيمة له حتى تكون مقاومتك للملل عظيمة ، والمجهود الذي تبذله لحصر فكرك كبيراً
كيفية العمل تطوير القدرات العقلية والنفسية 932638100511.jpg
خلاصة طريقة التدريب الذهني هي كما يلي :

– استرخاء الجسم والذهن : بعد تحديد العيب الذي تريد إصلاحه في نفسك (مثل : نقص الثقة بالنفس) ,اختر مكاناً هادئاً لا يزعجك فيه أحد وأجلس فيه أو تمدد في وضع مريح , ثم قم ببعض التنفسات البطنية العميقة ولاتفكر في أي شيء.
– التصورات البناءة : عندما تشعر أنك مسترخ تماما , أبدأ بتخيل الصورة التي تتمنى أن تبدو فيها بكل جزيئاتها.
– الايحاء الذاتي : بعد ذلك , وأنت مازلت محتفظاً بهذه الصورة في مخيلتك , ردد بصوت هادىء ومنخفض جملة إيجابية , مثل : ” كل يوم أتكلم بهدوء وراحة أكثر فأكثر”.

الإيحاء الذاتي :
هو صياغة مجموعة جمل تقريرية ( تأكيدات لفظية ) , منشطة وإيجابية ليتم ترديدها باستمرار على جهازنا الداخلي حتى يقبلها على أنها صحيحة ويبدأ في العمل بها.، واستعمال الإيحاء الذاتي يمكننا من استبدال عقدنا الباطنية بمعان إيجابية . إن بضع دقائق يومية من الجمل الإيجابية تكفي بالفعل لتغيير سنوات من العيوب والمركبات.السلبية
كيفية العمل تطوير القدرات العقلية والنفسية 418535_2661182401366
كيف يطبق كل هذا ؟
لكي يلعب الإيحاء الذاتي دوره , يجب على القوى الواعية ( العزيمة والتحليل والمنطق ) أن تغيب لبعض الوقت عن الساحة , لتترك المجال للجهاز الداخلي أن يعمل.، والشرط الأول هو أن تسترخي تماماً (المرحلة الأولى), ثم تتصور الشخص الذي تريد أن تكونه (المرحلة الثانية).بعد ذلك , والصورة الجديدة ما زالت في ذهنك , تبدأ في ترديد جملة إيجابية عدة مرات وبصوت منخفض (المرحلة الثالثة).
إن جملة الإيحاء يمكن أن تكون أي تقرير إيجابي , مثل:” كل يوم اعبر عن آرائي براحة وثقة أكبر” أو ” كل يوم تتحسن ذاكرتي أكثر فأكثر”.وطبعا كلما كانت الكلمات والمعاني إيجابية وفعالة وكنت مقتنعا بما تردده ، كلما انعكست هذه المعاني في حياتك.
لكن , لماذا الاسترخاء؟
من الضروري الاسترخاء تماماً عند القيام بالتدريب الذهني .عندما يكون جسمك وذهنك في حالة استرخاء , فإن الموجات الموجودة في الدماغ تتباطأ وتصبح أنت قريبا من جهازك الداخلي للتحاور معه.، هذا المستوى العميق يسمى “مستوى ألفاً “, بينما يسمى مستوى اليقظة “مستوى بيتا”.
اعتقادتنا الحالية , سواء كانت إيجابية ام سلبية , صحيحة أم خاطئة , تكونت بدون جهد , بدون ضغط وبدون تدخل العزيمة وعاداتنا , حسنة أم سيئة , تكونت أيضاً بنفس الطريقة.، يجب إذاً أن نستعمل نفس هذا الأسلوب لترسيخ عادات جديدة , أي في حالة استرخاء”.
السبب الرئيسي الذي يمنع اغلب الناس من استغلال طاقاتهم الداخلية هو الجهد , فإذا اردت ان تكون إيحائاتك فعالة , يجب أن تقوم بها بدون عناء”.
أن بذل الجهد لتغيير عادة سيئة لا يزيدها إلا رسوخاً . وقد أثبتت التجارب ان أفضل وسيلة لهذا التغييرهي تكوين صورة ذهنية واضحة للنتيجة المطلوبة , والعمل بدون جهد للوصول إلى هذه النتيجة .

كيف تصوغ إيحاءاتك؟
هذه بعض القواعد الأساسية لحسن صياغة الإيحاء :
– يجب أن يكون الإيحاء إثباتاً قصيراً ووا ضحاً , مصحوباً بشعور قوي.
– يمكنك استعمال جمل جاهزة , لكن الأفضل أن تصوغ كلماتك بنفسك.
– عليك أن تصيغ إيحاءاتك دائماً في الوقت الحاضر, ليس في المستقبل ,لأنه من الضروري اعتبار أن محتواها موجود فعلاً.، لا تقل مثلاً :”ستصبح ثقتي بنفسي كبيرة”, وإنما قل :” كل يوم أتخاطب مع الاخرين أحسن فأحسن”.
– لكي لا تصدم تحليلك المنطقي, يجب أن يكون الإيحاء تدريجياً , فعندما تقول مثلاً :”استطيع أن أتغلب على خجلي في أقل من يوم”, فستدخل في صراع مع نفسك لأنك موقن بأن هذا الأمر مستحيل ،.يجب أن تقول إذاً :”كل يوم تزداد ثقتي بنفسي أكثر فأكثر”.
– عليك أن تصيغ إيحاءاتك دائماً بأكثر ما يمكن من اليقين , وردد ما تريد تحقيقه وليس ما لا تريد.لا تقل مثلاً:” لا أحب ان أكون خجولاً”,فهذه الجملة لها معنى سلبي .إنما قل :” كل يوم اتحدث بوضوح وثقة أكثر “,وبهذا تكون متأكدا من تحقيق الصورة الأكثر إيجابية.
– عليك أن تكون قاطعاً في جمل إيحاءاتك ،.فجملة مثل:”أظن أن ثقتي بنفسي ستزداد”, معناها سلبي.
– لا تطلب عدة أشياء مرة واحدة .عندما تقول :”ثقتي بنفسي قوية , وذاكرتي تتحسن أكثر فأكثر, ومعدتي في صحة جيدة”,فلن تحصل على أية نتيجة.
– الإيحاء يجب أن يردد بلهجة واثقة ،.فإذا كان الصوت مضطرباً وغير حاسم , فإن البلاغ المرسل الى الجهاز الداخلي يكون مبهماً ويوشك ألا يعطي أية نتيجة.
حاول إذاً أن تعتقد يقينا أن إيحاءاتك سيكون لها الأثر الفعال في حياتك ،.اترك جانبا ولو لبضع دقائق شكوكك ومخاوفك , وامنح لإيحائك كل طاقاتك الذهنية ومشاعرك العاطفية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى