كنيسة المهد

كنيسة المهد

تقع كنيسة المهد في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربيّة، وهي مهد يسوع المسيح حيث ولد في نفس الموقع الذي أقيمت عليه الكنيسة، وبنيت كنيسة القيامة على يد الإمبراطور قسطنطين في القرن الثالث للميلاد، وتعتبر من أقدم الكنائس وأهمّها في فلسطين والعالم بأسره، والجدير بالذكر أنّ الطقوس الدينيّة فيها ما زالت تقام بانتظام منذ مطلع القرن السادس للميلاد بعد أن قام الإمبراطور الروماني بوستنيان بتشييد الكنيسة بشكلها التي تظهر عليه الآن.

تعتبر كنيسة المهد الأولى بين ثلاثة كنائس قام بإنشائها الإمبراطور قسطنطين، حيث كانت المسيحية الديانة الرسميّة للدولة، وتم تشييدها استجابةً لطلب قدمه الأسقف ماكاريوس.

نبذة تاريخيّة

زارت الملكة هيلانة الأراضي المقدسة في مطلع القرن الثالث للميلاد، لزيارة الأماكن المهمّة في حياة السيد المسيح عليه السلام، ومن ضمن مشاهداتها زارت مغارةً على مشارف مدينة بيت لحم حيث ولد المسيح هناك حسب معتقدات الجماعات المسيحيّة التي تقطن في المنطقة، وتعرضت أجزاءٌ من الكنيسة للخراب والدمار لعددٍ من المرات، الأولى كانت على أيدي السامريين في مطلع القرن الخامس للميلاد، وقيل أنّهم جماعة من اليهود ينسبون إلى عاصمتهم القديمة (السامرة).

أعاد الإمبراطور جستنيان إعمارها في نفس موقعها، ولكنه زاد من المساحة التي كانت تشغله الكنيسة في الأصل، ولكن عملية الدمار التي لحقت في الكنيسة لم تكن الأولى، ولم تقف على تدمير بعض اجزاءها، فقد تعرضت الكنيسة للهدم على أيدي الفرس في القرن السادس للميلاد، وقاموا بالإبقاء على بعض مبانٍ تابعة لها لاحتوائها على نماذج من الفن الفارسي الساساني على الجدران والأعمدة.

قام الصليبيون في القرن الثاني عشر بتزيين الكنيسة بالفسيفساء على جدرانها، أما أعمدتها فقد زينت بالرسوم، وأرضيّات الكنيسة بالرخام. عاث الجنود الأتراك خراباً في الكنيسة في فترة الحكم العثمانيّ فلم يبق من محتويات الكنيسة إلا القليل في وقتنا الحاضر.

أهمية كنيسة المهد

لكنيسة المهد مكانةٌ خاصة في قلوب مختلف الطوائف المسيحيّة لمكانتها الدينيّة الخاصة حيث تم تشييدها على نفس المكان الذي ولد فيه يسوع المسيح، حيث تضم الكنيسة كهف ميلاد المسيح، وهو المهد الذي وضع فيه بعد ميلاده، وأيضاً تكمن أهميّة الكنيسة في مكانتها التاريخيّة.

تحتوي الكنيسة على مبنى الكنيسة وعلى عددٍ من الأديرة والكنائس الأخرى والتي تمثل جميع طوائف الدين المسيحي لتجعل منها مجمعاً دينياً كبيرا، وتقام الطقوس الدينيّة في الكنيسة بشكلٍ يومي من قبل الطوائف المختلفة، وذلك بحسب جدولٍ للصلوات تمّ وضعه في فترة الحكم العثماني، لا يزال هذا الجدول قيد التنفيذ حتى وقتنا الحاضر، وتم في تلك الفترة أيضاً تحديد الحقوق والصلاحيّات لكل طائفةٍ على حدا، ويطلق على هذه الحقوق والصلاحيات (ستاتو كوو).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى