كلو إلا (الدواء).. بقلم احمد دندش

السودان اليوم:

أكثر من عشر صيدليات تنقلت بينها بالأمس في سبيل العثور على أقراص سكري وبعض علاجات الضغط، وكان كل صيدلاني يمنحني ابتسامة مقتضبة قبل أن يجيبني بشيء من (الكسوف): (والله قاطع يا أستاذ).!
تخيلوا معي إنني فشلت في العثور على علاجات الضغط والسكري التي تعتبر من (أبسط) الأمراض ، فمابالكم بمن يبحث عن عقار لمرض مستفحل وقاتل مثل السرطان أو أي من أمصال علاج الفشل الكلوي.؟
صدقوني، كل الأزمات في هذه البلاد يمكن أن (نعصر على أقلامنا ليمونة) ونبتلعها، لكن أن تصل الأزمة إلى (الدواء) فهنا يجب أن نتوقف وبصرامة، وأن نطالب الدولة بالتدخل الفوري والسريع لتلافى الآثار الكارثية التي يمكن أن تخلفها مثل تلك الأزمة (القاتلة).
قبيل أشهر، زرت دولة الإمارات، وأوصاني أحد الأقرباء بجلب نوع معين من الأقراص النادر توفرها في صيدليات العاصمة، وبالفعل، حملت صندوق الدواء الفارغ واتجهت بعد أيام من وصولي لأقرب صيدلية تجاور الفندق، لأعثر على تلك الأقراص متكدسة على الأرفف وبثمن زهيد للغاية، وأصدقكم القول إنني في تلك اللحظة- وبالرغم من فرحي الشديد بعثوري على الدواء- إلا أن الحزن اجتاحني فجأة وأنا أتذكر معاناة المئات من الباحثين عن ذات الدواء في صيدليات العاصمة التي (يبتسم) صيادلتها في وجوه المرضى أكثر من منحهم مايطلبون من دواء.
أعزائي المسؤولين…أزمة السيولة يمكن أن نتعايش معها بالرغم من أنها أزمة (بلا منطق)، وأزمة الوقود يمكن أن نصبر عليها مع إنها أزمة (فضائحية) بكل ماتحمل الكلمة من معنى، لكن أن نتعايش أو نصبر على (أزمة دواء) فهذا أمر مستحيل تماماً، حتى وإن قررنا الصبر، فسندفع (أرواحنا) مقابل تسديد هذه الفاتورة، وقديماً قالوا: (ياروح مابعدك روح).
شربكة أخيرة:
أن يتوفر الدواء بثمن (مرتفع) أفضل بكثير من أن (تنخفض) أسهم الإنسان في البقاء.!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى