كلمات مختلفة عن الوحدة , كلام مختلف عن الوحدة

عندما خَلت الغرفة إلا مني!~`

اشتد النقاش، واشتعلت صالة منزلنا الهادئة، وعمت الضوضاء من أصواتهم العالية
احترق رأسي، وأشتعل جوفي!
رفعت نفسي من مقعدي بربكة وأنا أعتذر من والداي اللذان لا يسمعان شيئا: عفوا.. سأذهب إلى غرفتي.. مرهقة قليلا!
لم أسمع ردهما..
سحبت خُطاي وأنا أشد على أسناني وأحفر أظافري في باطن يدي وأستمع إلى أصواتهما خلفي.. تتبعانني!
فتحت باب غرفتي ودفعت بهما إلى الداخل في غيظ وأغلقت الباب خلفي وأنا ألهث من فرط تعبي وصدري يعلو ويهبط: توقفا عن هذا
وكأنهما لا يسمعاني
:أنتِ تهلكين نفسك
-: الهلاك قادم للجميع.. كفى مثالية زائدة
:حرام عليك نفسك.. اذا كنتي تعشقين الهاوية ما ذنبي أنا وهذه المسكينة
أشارت إلي في ألم
سقطتُ على قدماي أبكي
-: أنا حرة.. لو كانت تريد منعي لمنعتني.. هلا أخبرتني كيف النجاة.؟ ألم تحاول هذه المسكينة مرارا وتكرارا لأجل أن تكون بخير؟ لماذا لا تكون بخير؟ لماذا لا يكون شيء بخير.؟
انكفأت على وجهي وألصقتُ كفاي بالأرض وصوتي بدأ يتهدج من البكاء.. رأسي يكاد ينكسر: أرجوكما توقفا
قالت باستياء وبشفقة علي: من أين خرجتي؟ انتي لم تكوني موجودة يوما؟ لماذا جئتي تنازعينني فيها؟ لماذا جئتي تريدين إهلاكنا؟!
اشتد بكائي. انا اعلم من أين خرجتْ.. وضعت يدي على جانب رأسي وأخذت أذهب به يمنة ويسرى.. علِّي لا أسمع صوتيهما
تشدقتْ وهي تشير بوجهها تجاهي وعيناها مثبتة على الأخرى بثقة: هي أخرجتني.. هي غزلتني.. أنا نتيجتها.. قوّتني.. ألا ترين ضخامتي؟ وهزالتك؟!
أكملَتْ بجدية وصوتها يعلو ورأسي تنفجر: هي تتحمل نتيجة إسرافها في نفسها
علا صوت الأخرى بغيظ: لماذا؟ لمااذا؟ لو هلكنا هلكنا معا.. لو نجونا نجونا معا
اقتربَت منها وهي تكمل: لماذا تريدين الهلاك لنفسك ولنا؟
لماذا لا تتركينها تصلي؟
لَمزتها في كتِفِها: لماذا تنادين كل وقت باللهو ؟!
نفضت نفسها من بين يديها وهي تبتعد وترتعد من القهر.. لا أدري لماذا تكرهني.. لماذا تفعل كل هذا: لو أرادت أن تصلي لَصلت
قاطَعْتها باعتراض: انت تمنعينها
-: هي تعلم بمصلحتها.. ضعيفة.. إنها تقاد خلفي؟ لماذا اتركها؟!!
اكملت بانزعاج: هل تذكرين قبل عدة أعوام؟
ألم تكن تصلي؟ ولا تفارق سجادتها.. لا تقبل بالاغاني في حياتها؟!
: أنتِ غيرتِها
-: مكنتني من نفسها!
ضاعت نظراتي بينهما.. اشفق على تلك التي تنادي بنجاتي وابغض تلك التي تقاتلني في راحتي فأشرت لها: أنتِ السبب
التفتت لي ببغض وتشفي: لا تُلقي على كاهلي حماقتك وضعفك وهوانك.. كل شخص يفعل مايريد.. لو لم يكن يعجبك ما أفعله بكِ لأنهيتني.. لم تكوني لتطيعيني!
علا نشيجي واستندت بظهري على الباب ودمعي يسقط مني: لو هَلكنا هَلكنا معا.. لو نجونا نجونا معا!!!

علت أصواتهما.. صرخت صرخة كتمت آخرها خوفا من أن يدخل والداي ويفضحا أمري..
ركضت إلى سريري وهويت عليه
دفنت رأسي في وسادتي.. وهُما دَفنتهما في نفسي..
مازالتا يصرخان هناك
جلست أُردد تحت وسادتي: كفى.. كفى.. كفى..
لا أدري كم رددتها.. كم من الوقت أخذت أقولها!

وَعيت على نفسي بعد سُويعات
استيقظت وأشعر رأسي كأنها دلو ماءكبير!
لا أقوى على حَملِها!
بحثت عنهُما في أرجاء الغرفة لم أجدهما..
خَلت الغرفة إلا مني
لمحتني في المرآة.. نفضت نفسي من السرير وقمت أترنح. وأمشي بوجهٍ جامد
نظرت في المرأة.. فوجدتهما.. ووجدتني
أنا.. لا أحد سواي!
أنا التي أفعل بي كل ما أفعل..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى