كفاكِ حقارة انكِ امرأة 2019

بصوت عالٍ جاف غليظ
نعم يكفيك حقارة أنك امرأة، فأنت زائدة في مجتمع الأمة، أنت عار علينا ، أنت تبقين أيام نجسة حتى حرم عليك الله الصلاة، أنت من قال فيك الرسول ( النساء ناقصة عقل ودين)، أنت من قال فيها نبينا أن كن أكثرن أهل النار ، لم يكمل منكن إلا اثنتين، أنت من يورث الضغائن ، أنت من يلدن الأعداء، أنت من يجلب لأهلها العار بفجورها، أنت أشد مكرا من الشيطان ، تاريخك مليء بالحوادث السوداء ، لا يفلح قوم ولوك أمرهم، أنت أشد فتنة خافها الرسول على هذه الأمة( حسبنا الله عليكِ)، أنت من ضلع أعوج ، ولا يقومك إلا الضرب والإذلال ،وباختصار أنت لا تستحقين الاحترام بل ولا الحياة…
وتحت غرابة الكلام، وحيرة الحاضرين والحاضرات، يسدل الستار والجميع في دهشة بين مصدق ومكذب لما قيل…
فيخرج صوت آخر يهتف بشدة، ويهتف صاحبه بأعلى صوته، فيندهش الحضور لهتافه وصوته، ويوجهوا له أسماعهم وقلوبهم…
لا، لا، كذبت يا هذا ، بل أنتِ رمز الحب ، أنت رمز العطف ، أنت الساحرة بالجمال ، أنت وسيلة الجذب، لا تحلو الحياة إلا بحبك ، لا تكمل الحياة إلا بجلسة في المرقص أو على شاطئ البحر معك ، كيف تعيشين خلف كيسك الأسود محبوسة في بيتك كأنك سجينه؟ كيف تعيشين بدون وردة حمراء تهدى إليك في عيد ميلادك؟ لماذا هذا الكبت لك؟ لماذا لا تقودي السيارة وتنزعي الحجاب وتدخيني السيجارة وتجلسين مع زميلاتك أو زميلك على الرصيف؟ هذا تشدد وإجحاف بحقك، فأنت مظلومة بحياة في ظل تعاليم دينك، ولابد من مواكبة العصر والتحرر ولو قليلا، ولا أعلم كيف يقيضن هؤلاء النسوة المتخلفات الحياة بدون صديق وفارس أحلام يهديها حياته رخيصة لقُبلة أو جلسة!! …
ولهول هذا الكلام وهذا الصوت ، انطفأت الأنوار، وأغلقت الأبواب، وكاد السقف أن يقع على الأرض ، وصدرت ضجة في المسرح ، وكأن الأرض قد زلزل زلزالها ،ولا يرى إلا الظلام يحاصر الجميع ، إلا الظلام يملأ جو المسرح الصاخب…
ولكن لا يزال البدر يعكس أشعته ، ولا تزال النجوم حوله في عليائها ترسل السنا والنور ، لا يزال للجوزاء مقال ، وللثريا ألف مقال، لا يزال للسيف حده ، ولا يزال للسيف ساعد يهزه، لا يزال للموقف رجاله ، لا يزال للحق صولته ،إنه الحق يدمغ الباطل فإذا هو زاهق بكيده …
وتعود الإضاءة من جديد ، ويملأ النور المكان ، ويفتح الستار ، على شيخ كبير بلحيته وجبته ، يتوسط المسرح ، ويطلق رصاصات هي والله الفصل ، وما هي بالهزل ، ليقول رحمه الله :
كذبتما، نعم وربي كذبتما، وقلتما كلاما ما علمناه في منهاجنا،
أختي من أنت في ديننا ؟ ألم يكلف الله بتعاليم وشرائع مثلنا ؟ ألم يسمي سورتين في القران باسمك ؟ ألم يجعل لك أحكاما خاصة ؟ ألم يفضلك على الرجل في بعض الأحيان “كبر الوالدين ، وحضانة الأطفال”
أنت أول من أسلم في هذه الأمة ، أنت أول شهيدة في هذا الأمة، مالك أول مال دُفع في سبيل الله، وصية النبي قبل موته” فينخرط الشيخ في بكاء طويل .. ثم يعود فيقول”.
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيك ( النساء ناقصة عقل ودين) إنما يقصد به الحيض والإشهاد..
أختي أنت فينا أماً حنون، زوجة غالية، بنت محبوبة، أو أخت محترمة..
ألم يجعل الإسلام خيرية الرجل في خيريته لأهله كما قال عليه الصلاة والسلام ( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهله)
ألا يكفيك شرفا أن يريق أبوك أو فلذة كبدك أو أخوك دمه شهيدا في سبيل الحفاظ على عرضك ؟
أنت من يلد الأبطال ، ويربي الأجيال ، ويحضن ربات الحجال ..
الإسلام أعطاك والله حقوقك كاملة مفصلة ، ومن قال لا، أو شكَّك في ذلك ، فهو يقول أن الدين ناقص وهذا كفر بواح .
إذن أختي افخري بدينك، وبحجابك،وبعفافك، فأنت فينا ملكة ، وإياك والدعاة على أبوب جهنم من العلمانيين والليبراليين لتحريرك ونزع حجابك …
ويعلو الوجوه النور ، وينبعث من الجُبُنِ السرور ، ويضج المكان بالشكر والثناء ، ويخرجن النساء من مكانهن المعزول تماما وهنا يرفعن تاج الفخر على رؤؤسهن. ويخرج الرجال وقد عرفوا ما لهم وما عليهم وما يفخروا به، وتمت كلمة ربك والحمد لله رب العالمين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى