(كاس) وكأس والمريخ.. بقلم عبد المنعم شجرابي

السودان اليوم:
الرسالة أدناه وصلتني على الواتساب) من الأخ الواثق بالله من نيوزيلندا.. انشرها من أجل الفائدة وللمزيد من الثقافة القانونية ويبقى الباب مفتوحاً للتعليق (القانوني).. أكرر القانوني لها وعليها..
× كتب الدكتور مزمل أبو القاسم كثيرا مبشرا أهل المريخ بكسب قضيتهم المستأنفة لدى محكمة التحكيم الرياضية بلوزان السويسرية (كاس) ضد الاتحاد السوداني لكرة القدم في لاعب مريخ لفاشر (هشام جنية).. تحدث باسهاب وتفاؤل لا بخلو من سخرية عن كل الخطوات التي اتبعها نادي المريخ والمراسلات االمتبادلة مع (كاس)..كتب متفائلا (هذه القضية تحوي دروسا قانونية وإدارية بالغة التميز ستبقى للتاريخ بحول الله وهي عمل بالغ الاتقان نتفاءل بان يثمر قريبا بإذن الله).
× أما عن النقاط التي استند اليها في مذكرة الاستئناف فقد كتب (هناك عشرات السوابق المماثلة، إذ سبق لكاس أن نظرت قضية مشاركة اللاعب سيف مساوي مع منتخب السودان ضد منتخب زامبيا، وأفتت بعدم قانونية مشاركته، واعتبرت السودان مهزوماً صفر ثلاثة، مع أن المنتخب الزامبي لم يتقدم بأي شكوى).. يتضح من الاستشهاد بسابقة اللاعب مساوي ان المريخ يعول كثيرا في مذكرة استئنافه على المادة (8) البند (3) من لائحة الدوري الممتاز لموسم 2018-2017 التي تنص على (يعتبر النادي وحده هو المسئول عن قانونية اشراك أي لاعب ضمن فريقه في اي مباراة والنادي الذي يشرك لاعبا يتضح أن اشتراكه غير قانوني في أي مباراة عند تقديم شكوى ضده يفقد نتيجة المباراة 2/0 بالاضافة الى اي عقوبات أخرى).
× وعلمنا كذلك أن المريخ طالب “كاس” بتطبيق لوائح الفيفا على النزاع مدعيا أن تطبيق لوائح الفيفا مقدم على لائحة الدوري الممتاز في المادة (6) البند “1” الذي ينص على (يجب تنظيم المباريات وفقا للقوانين واللوئح الصادرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم ولائحة هذه المنافسة). وذكر ان اللجنة المنظمة بمعاقبتها للاعب وناديه تكون قد اقرت بوجود المخالفة وبالتالي كان يجب عليها أن تمنح نقاط المباراة للمريخ. أما عن صياغة وتجهيز مذكرة الاستئناف لكاس فقد كتب الدكتور مزمل (نعم.. لنا رأي سالب في المجلس الذي يتحكم فيه قريش، لكن ذلك لم يمنعنا من المشاركة في تجهيز وصياغة وإرسال دعوى المريخ التحكيمية إلى كاس بخصوص قضية مريخ الفاشر، بل إننا تفرغنا لها تماماً، وأفردنا لها ساعات طويلة طيلة الأسبوعين الماضيين على حساب أعمالنا الخاصة وأسرنا ومهامنا الأخرى).
× مما سبق يتضح جليا خطأ نادي المريخ في عدم تكليف مكتب محاماة متخصص في النزاعات الرياضية ليتولى ملف القضية. إذ أن الاستناد الى المادة 6 البند 1 من لائحة الدوري الممتاز لمطالبة “كاس” بتطبيق لوائح الفيفا على النزاع، والاستشهاد بسابقة اللاعب مساوي، والتعويل على معاقبة لجنة المسابقات للاعب وناديه لاثبات علم وإقرار اللجنة بالمخالفة كل تلك تمثل نقاط ضعف يسهل على الطرف الآخر وهو الاتحاد تفنيدها بكل يسر. فالمادة 6 (تنظيم المباريات) يتضح من عنوانها انها تختص فقط بالأمور التنظيمية للمباريات ولا علاقة لها بالحالات الانضباطية التي تندرج تحتها حالة لاعب مريخ الفاشر.. كما أن تقديم اللوائح الدولية على لائحة الدوري الممتاز في نص هذه المادة يعتبر أمر طبيعي لأن الأمور التنظيمية في المباريات تخضع في الاساس للقوانين الدولية..
× فتطبيق قوانين اللعبة في المباريات، وان المباراة تتكون من شوطين 45 دقيقة لكل شوط تتوسطهما فترة راحة لا تقل عن ربع ساعة، وتحديد ألوان قمصان الفرق، وقياسات الملعب..ألخ. كل ذلك قوانينه دولية وبالتالي فان تقديم القوانين الدولية على لائحة الممتاز في نص المادة أمر غير مستغرب بل طبيعي ولا ينسحب على الحالات الانضباطية التي خصص لها المشرع مواد أخرى منفصلة.. وحتى لو سلمنا جدلا بأن تقديم اللوائح الدولية على لائحة الدوري الممتاز في نص المادة يعني اولوية تطبيق الأولى فان المريخ لا يجوز له المطالبة بتطبيقها على النزاع بعد أن انتهى الموسم. لأن المريخ وافق على اختيار الاتحاد تطبيق لائحة الدوري الممتاز قبل بدء الموسم وتسلم نسخته منها بل ومارس هذه الموافقة (فعليا) يوم أن احتكم للجنتي المسابقات والاستئنافات اللتين نظرتا طعنه في لاعب مريخ الفاشر وفقا للوائح الاتحاد وليس اللوائح الدولية.. وبالتالي لا يستقيم لا عدلا ولا قانونا ان يرضى المريخ منذ البداية بان تحكم مشاركته في الدوري الممتاز لوائح الاتحاد ثم يأتي في آخر الموسم ويطالب بتطبيق اللوائح الدولية لمجرد ان رفض طعنه في لاعب مريخ الفاشر لم يعجبه!
× كما انه لا يستقيم عدلا ايضا ان تطبق لوائح الاتحاد على شكاوى الاندية الأخرى كلها وتميز شكوى المريخ وحدها بتطبيق اللوائح الدولية.. اما معاقبة لجنة المسابقات للاعب هشام (جنية) وناديه بدون أن تمنح المريخ نقاط المباراة فذلك كان قرارا صائبا تم وفقا للمادة 8 البند 2 من لائحة الدوري الممتاز والذي ينص على (اذا اشترك اي لاعب موقوف تحتسب له مدة الايقاف مرة أخرى من تاريخ آخر مباراة اشترك فيها بعد تقديم طلب لتصحيح مساره بواسطة ناديه أو اكتشاف المخالفة بواسطة اللجنة المنظمة لمسابقات الاتحاد ويجوز للجنة زيادة مدة الايقاف أو توقيع غرامة مالية..ألخ).. فهذا النص اضفى الشرعية على قرار لجنة المسابقات بمعاقبة اللاعب وناديه بدون منح المريخ نقاط المباراة لأن اللجنة “اكتشفت” المخالفة من خلال شكوى المريخ الذي اضاع على نفسه فرصة الحصول على النقاط لعدم تقيده بشروط تقديم الشكاوى وإخلاله بنصها الوجوبي الوارد في المادة 14 من لائحة الدوري الممتاز.. أخيرا: هل يحصل المريخ هذه المرة على كأس الدوري من مكاتب (كاس)؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى