قياس قوة الزلازل بمقياس ريختر

الزلازل

الزلازل أحد الظواهر الأرضيّة التي تحدث نتيجة حركة داخل القشرة الأرضيّة، أو الصفائح الأرضيّة، أو المحيطيّة أو بسبب البراكين، وتنتج عن هذه الحركة اهتزازات تتولّد في الداخل، وتظهر على سطح الأرض على شكل الزلزال، وتتكون الزلزال من الموجة الزلزاليّة والموجة الارتداديّة وبؤرة الزلزال، وبوصف الزلزال بطريقة مبسطة يمكن تمثيل حدوث الزلزال برمي حصى في بحيرة، فالحصى عندما تلامس البحيرة هي بؤرة الزلزال والموجة الناشئة هي موجة الزلزال الرئيسيّة، والموجة المرتدّة هي الموجة الارتداديّة التي تلحق الزلزال، وتُقاس الزلازل بمقياس رختر العالميّ والذي سمّي بذلك نسبة للعالم الذي اخترعه (تشارلز فرانسيس رختر) والذي اخترعه منذ العام 1935م.
تؤدّي الزلازل إلى حدوث الكثير من الكوارث، فالزلازل الأرضيّة تظهر آثارها فوراً، من قتلى وجرحى وانهدامات وتشقّقات وتراكم للأنقاض، وتتريث الآثار البحريّة حيث يتشكّل موجٌ كبير(تسونامي) فيتحرّك عبر البحر حتّى يتلاشى بلا كوارث أو يتعاظم حتّى يصل إلى شاطئ ما ليضربه مشكّلا كوارث هائلة، كان أكبرها التسونامي الذي ضرب شواطئ أندونيسيا في السادس والعشرين من كانون أول للعام 2004م، ومن أعنف الزلازل حسب مقياس رختر كان زلزال اليابان في 2011م حيث تشكل منه تسونامي هائل كاد يكون كارثة نوويّة في المنطقة.

رختر

قام العالم تشارلز رختر كما ذكرت باختراع جهاز لقياس مدى قوّة الزلزال، ويقوم مبدأ عمل هذا الجهاز على تثبيت قلم على نابض قابل للحركة وثابت عاموديّاً حيث إنّ تحرّكَ الجهاز يتحرّك النابض مُحرّكاً القلم ليرسم خطوطاً تتشابه مع الخطوط التي نراها حديثاً في جهاز تخطيط القلب، وتتراوح هذه الخطوط حسب قوة الزلزال، فتخيل أنّك تمسك بنابض وتضربه بإصبعك بخفّة، ثمّ تضربه بقوّة ، وسيختلف مدى حركته فالضربة الثانية ستأخذ مدى أكبر وهذا ما يحدث عند الزلازل، ويكون الجهاز مثبّتاً بمنصّة اسمنتيّة كجزء لا ينفصل عن الأرضيّة والجهاز مثبّت أيضاً بشدّة، فيكفي أن يحدث زلزال على هذا المكان فيتلقى النابض الصدمة على منصّة ثابته تتحرّك كما يحرّك الزلزال الأرض ذاتها وفور انتهاء الزلزال تجد أنّ الجهاز قد رسم خطوطاً على ورقة يتمّ تحليلها.
لكلّ قياس دلالته وهذه الدلالة يعبّر عنها بالأرقام فمقياس رختر تتدرّج قيمه بين الرقم واحد وحتّى عشرة، فمن القياس واحد وحتّى القياس أربعة على مقياس رختر لوحظ أنّ الزلزال بالكاد يتسبّب بالأضرار وهو أحياناً غير محسوس، وأحياناً يشعر به البعض فقط، أمّا من القياس أربعة وحتّى ستة على مقياس رختر فهو زلزال معتدل التأثير يقدر أنّه متوسّط قد يسبّب أضرار ويشعر به البشر، أمّا من المقياس سبعة وحتّى عشرة فهو زلزال قادر على تدمير المُدن وتشقّيق الشوارع وقتل الآلاف.
وللعلم من المستحيل التنبّؤ بحدوث الزلزال فهو يحدث نتيجة محصّلة قوى عديدة على قشّة الأرض الداخليّة ممّا يعني أنّه من المستحيل حساب الضغط الواقع عليها، وحساب مدى ليونتها وتقبّلها للضغط ووقت الكسر، لكن في التاريخ حالة واحدة فقط تمّ التنبؤ بها بحدوث الزلزال لا بل تمّ إخلاء المدينة قبل ساعات من حدوثه وحدث بالفعل، وأنقذ الملايين بسبب استنفار غير طبيعيّ للحيوانات في المدينة والتي غادرت جحورها وهربت فما كان من الحكومة في (هايتشنغ) إلا تقليدها وإخلاء المدينة حتى قبل أن يخمنوا السبب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى