قضية المؤتمر الوطني ليست قضيتنا! .. بقلم: عثمان محمد حسن

السودان اليوم

* إغتالوا الوطن بليل.. و إختزلوه في حزب أسموه المؤتمر الوطني، و جيروا اللوائح و القوانين لمشيئة الحزب.. و وجهوا كل الموارد المادية و البشرية و المعنوية لصالحه طوال عقود..

* و من أجل إستمرار سلطانهم تجاوزوا الحدود.. و أرسوا مفاهيم جديدة تتخطى اللا معقول بسهولة.. فلا غضاضة في توليف قانون جديد للانتخابات على مقاس إرادتهم.. قانون لا يعالج أمراض الوطن و مآسيه المتوطنة بقدر ما يركز على قضايا الحزب و تعديل الدستور لتمديد دكتاتورية البشير سنوات و سنوات بؤس و شقاء أخرى!

* و ليس بخاف على الشعب أن اهتمامات المنتسبين للحزب تصب في الذات السفلى المتمثلة في شخص رئيسهم.. و هي ذات لا تعلو على سطح الأنا.. و الأنا دائمة الحضور في جميع اجتماعات اللصوص الوالغين في الإناء الملوث بدماء أبرياء السودان و أنين المرضى و الجوعى المنتشرين في كل مكان..

* إن أوجاع السودان تكمن في حقيقة أن قضاياه تقف في مواجهة غير متكافئة مع قضايا المؤتمر الوطني و المنتسبين إليه من اللصوص و المنافقين و الأرزقية و السفلة الذين هللوا و كبروا و رقصوا باستهتار داخل المجلس المتعوس بهم عقب تمرير قانون الانتخابات الجديد..

* و الشعب يصب لعناته على الأغبياء ممثلي أحزاب ( الفكة) الذين ما انفكوا يأملون خيرا في الحزب المخاتل.. و يواصلون الخضوع لأوامره المدمرة للوطن إلى ما لا نهاية..

* سعدنا بما أقدم عليه ممثلو ال ٣٥ حزبا الذين انسحبوا قبل إعلان فوز المؤتمر الوطني بالأغلبية الميكانيكية.. لأنهم استوعبوا ما كان يدور في المجلس الموبوء بالدسائس و المؤامرات ضد الوطن لصالح المؤتمر الوطني..

* و تلك صحوة نتمنى أن تعقبها صحوات تسعد الشرفاء و تخرس ألسنة الخونة أعداء السودان الحقيقيين من أمثال ذلك المأفون الذي تفاخر أمام الكاميرات معلنا أن المجلس لا زال (ممتلئا) بالنواب رغما عن انسحاب من انسحبوا؛ في إشارة إلى أن وجود المنسحبين وعدم وجودهم سيان!

* أيها النواب المحترمون المعارضون لقانون الانتخابات ( المكبوس)، لماذا لا تتقدمون باستقالاتكم و أنتم تعلمون أن الأغلبية الميكانيكية تذبح رؤاكم للعملية السياسية السوية في السودان.. و أن المؤتمر الوطني يصادر قراراتكم، غصبا عنكم.. و يستخف بوجودكم على نحو يؤكد عدم وجودكم في الحياة السياسية، بكل ما تعنيه كلمة عدم وجودكم من معنى؟!

* إنهم يصرحون بأن بعضكم استمات لتقديم آراء متطرفة بغرض التعجيز، و هذا يعني أن الرأي السديد هو رأيهم هم لأنهم الأوصياء على السودان و مصائر أهله.. و لأن قدحهم هو القدح المعلى في كل ما يتعلق بالدين و الدنيا والآخرة..

* لماذا لا تستقيلون من المجلس أيها النواب المحترمون، ؟! إستقيلوا، و اتركوا لهم دينهم و دنياهم و آخرتهم.. و فكروا معنا مليّاً في كيف ( نجيب آخرتهم) في أسرع فرصة تسنح لنا!

* نعلم أن كل هموم بعضكم تتكدس في قطعة الكيكة التي أنعم بها المؤتمر الوطني على الكثيرين منكم.. فاختذلوا الوطن، كل الوطن، في المؤتمر الوطني..

* و يعتقد نائب القسم السياسي للمؤتمر الوطني أن بعضكم أصحاب غبائن شخصية يتولون تفريغ غبائنهم على قضايا الوطن! ما يؤكد على أن هؤلاء المهووسين يتوهمون أن قضايا المؤتمر الوطني هي قضاي الوطن، ما أكذبهم!

* إن أجمل ما سمعت من طرائف حول سوءات حزب المؤتمر الوطني طرفة يتداولها السودانيون عن لص تقدم للانضمام إلى الحزب بغية الإستفادة من قدرات منتسبي الحزب في السرقة و التحلل.. و لما سألوه عما إذا كان قد انضم،من قبل، إلى حزب يعمل ضد الوطن، أجاب أن هذه هي المرة الأولى له..!!

* إستقيلوا أيها النواب المحترمون.. و إلا فسوف تفاجأون، عما قريب، بمقترح تعديل الدستور و من ثم فوز المقترح بالأغلبية الميكانيكية، و أنتم صاغرون!

osmanabuasad@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى