قصّة يأجوج ومأجوج

الإيمان بالغيب

ممّا يؤمن به المسلمون في حياتهم أمور الغيب وعلامات السّاعة الصّغرى والكبرى التي تحدّث عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه، وذكرها النّبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام في سنّته الشّريفة، ولا شكّ في أنّ هذه العلامات هي علامات حقيقيّّة نؤمن بها كما ذُكرت ووُصِفت انطلاقًا من إيماننا بالوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن تلك العلامات التي استحوذت على اهتمام العلماء والباحثين منذ قديم الزّمان علامة خروج يأجوج ومأجوج، فما هي تلك العلامة الكبرى؟ وأين هو سدّ يأجوج ومأجوج؟

قصّة يأجوج ومأجوج

ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز قوم يأجوج ومأجوج في قصّة ذي القرنين، فقد جاء هذا الملك العادل ليحمي قوماً من شرورهم وإفسادهم فأعان القوم ببناء سدٍ عظيم بين جبلين ليكون حاجزًا يمنع إفساد يأجوج ومأجوج في الأرض، وقد ذكر النّبي عليه الصّلاة والسّلام صفة قوم يأجوج ومأجوج ومن صفاتهم الجسديّة أنّهم قصار القامة صغار الأعين عراض الوجوه، كما ذكر النّبي الكريم إفسادهم وذكر شأنهم وكيف أنّهم يحاولون كلّ يومٍ أن يخترقوا هذا السّدّ العظيم الذي يحجزهم، ولكن يمنعهم من ذلك أنّهم في كلّ مرّةٍ ينتهون فيها من عملهم يقولون سنعود غدًا لنحفر فيه بدون أن يستثنوا أيّ بدون أن يقولوا إن شاء الله، فيعودون صبيحة اليوم التّالي ليجدوا عملهم هباءً منثوراً.

خروج وهلاك يأجوج ومأجوج

وفي اليوم الذي يشاء الله تعالى أن يخرج فيه يأجوج ومأجوج يخرج هؤلاء القوم ليفسدوا في الأرض، وينتشروا فيها ناشرين الخوف والرّعب بين النّاس، ولا يمرّون بماءٍ إلاّ شربوه ولا خضرة إلاّ أيبسوها، ويتأذّى النّاس منهم حتّى يدعو عليهم المسيح عليه السّلام فيرسل الله تعالى عليهم النّغف في أقفائهم فيموتون وبذلك ينتهي إفسادهم وغيّهم .

مكان السّدّ روايات لا تصحّ

أمّا عن المكان الذي يوجد فيه السّدّ فقد اختلف المؤرّخون والباحثون فيه، فقد تحدّثت الرّوايات عن إرسال الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان بعثةٍ إليه، فهو بين بلاد أرمينيا وأذربيجان، كما أرسل الخليفة العبّاسي الواثق بالله كذلك بعثة إليه، ولكن لا تصحّ القصّتان ولا تعطينا دلالةً حقيقيّة على مكانّ السّدّ. وقد تحدّثت بعض الرّوايات أنّ مكان السّد هو بين بحر قزوين والبحر الأسود في سلسلة جبال توقان، حيث يوجد هناك جدار طبيعيّ كأنّه من صنع البشر، وهي كذلك رواية لا تُعطي دلالة على مكانه حقيقة.

حقيقة مكان السّدّ

أمّا الحقيقة التي يجب أن يؤمن بها المسلم أنّه لا يوجد مكانٌ معيّن معروف لهذا السّدّ، وإنّما قد يكون هذا السّدّ في مكانٍ أخفاه الله تعالى عن البشر، أو يكون في بحرٍ من البحار وجزيرة من الجزر التي لم تصلها رحلات المستكشفين، وإنّ غياب العين والوجدان عن رؤيته وإدراكه لا يعني أنّه غير موجود حقيقةً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى