قصيدة مترجمة عن الأمم

ضَجَتْ بِنَا التظلم فَمَا يُجْدي الخطاب من دون فِمرتفعْ؟
ما ضَرهُم لو أننا عِشْنا كراما هانئينْ
الصبح يجيء بالنسيم وبالأريج ويَاسَمِينْ
والليل تَانخفض رُسْلُه سَكَنا فَنُمْسي آمِنِينْ
ما ضَرهُم لَوْ زال عَنا هَمُنَا وخَبَا الأنينْ
لو أَن قلباً منهمُ فاضَتْ شَواطئُه حنينْ
لو أننا بِتْنَا جميعا تحت سقف حالِمِينْ

°°°°°°°°°°°°°°°

الأرضُ أُفْق حولنا ينبسط مداً بالعيونْ
والبحر ساج كامنٌ في جَوفه الدُر المَصُونْ
والنفط ذُخر نَبْعُه في أرضنا يجري عيونْ
فلم التعاسة يا تشاهد؟ أم ما لها جاعت بطونْ؟
يا أمتي واهاً لنا.. غَمَرتْ سفينتَنا دُيونْ
حَارَ الحَليمُ بِأَرْضنا ظَلتْ تُصَارعه الظنونْ

°°°°°°°°°°°°°°°°°°

مَا حَقُنا مِنْ أرضنا.. من زرعنا.. ومن الغِلالْ؟
أَمْ أن قِسْمَتَنا: نُشَيعُ حُلْوها فَوْقَ السِلالْ
ما حَظُنا مِنْ بَحْرنا، مِنْ ماء جَدْولنا الزلالْ
أتُراهُ موقوفٌ عَوائِدهُ لأصْحَاب المَعَالْ
ما سِرُ ذلك القيد يَعْصِرُنَا وهاتيك النِبَالْ
ضَجَتْ بِنَا التظلم فَمَا يُجْدي الخطاب من دون فِمرتفعْ؟

°°°°°°°°°°°°°°°°

قد أُبْدِلَتْ أحلامنا شَفقا تَلَبدَ بالغيومْ
وتتابعتْ أنفاسُنا آها.. و.. آها.. مِنْ كُلُومْ
فالصُبْح مثلُ الليل يجيء بالسكون وبالوُجُومْ
والبُلبُل الغِرِيدُ يُسمَعُ شَدْوُهُ كنَعيقِ بومْ
مَا انْفَضَ سُوقٌ كَاسِدٌ سوى بِسَاحَتِنَا يَأناسْ
صِرْنَا مَطارِحَ للمَهَانَة فالهَوَانُ بِنَا يَحُومْ

°°°°°°°°°°°°°

كَمْ غَابتِ الآمالُ عَنَا خَلْفَ سُورٍ مِنْ سَرابْ
كم شَردَتْ فينا الهزائم دون جَيْشٍ أو حِرَابْ
كَمْ رَكْبُنا ضَلَ الخُطَى والدربُ تَحْرُسُه الذئابْ
كَمْ قد غَدتْ أمْجَادُنا طَلَلاٌ تَدَثرَ بالضَبَابْ
كم صُودرتْ أرضٌ لنا مِنْ حَولنا وعَلا الخَرابْ
كم دَونَ الزمان الماضي سِفْراٌ.. ليس فيه لَنَا كِتابْ
°°°°°°°°°°°°°°
والحَقُ يظهر مِن بعيدٍ ..من بعيدٍ.. من بعيدْ
مِثْلَ النبي تَفرقتْ أتْباعُهُ خَوْفَ التهديدْ
مَذْعُورُ يَرتادُ الفيافي والصحاري كالشريدْ
فِي خَلْفِه تَعْدُو فيالق من مَوَالي.. من عبيدْ
ويَمُدهُمْ أسْيَادُهُم مدّا.. حجارةً أو الحديدْ
مَنْ يُرْجِعُ الحقَ المُضَيعَ؟ أو يُناصرُ ذا الهاربْ؟

°°°°°°°°°°°°°°

هَا إن أصحابَ الجَلالةِ في ظِلالٍ يَتكُونْ
مِثلَ الرعاةِ لَهُم شِيَاهٌ في الفَلاةِ يُسَرحُونْ
يتراقصون على الجراح.. وقد صَفَتْ لَهُمُ السِنُونْ
لا هَمَ عندهُمُ إلا ملْءِ الخزائنِ والبطونْ
من قوتنا.. من دمعنا.. حتى الأماني يقطفون
وشِعَارُهُم: “في ذاك فليتنافسِ المتنافسونْ”

°°°°°°°°°°°°°

يا قومنا إنا مللنا من حياة كالقطيع
لا طعم فيها.. أو تلون.. أو طلاوة.. أو بديع
إنا أفقنا للحياة.. فصحونا الهول المريع
ضقنا بحال ثابت، في حلبة العدو السريع

ها قد نفضنا ذلنا.. لنعانق الحلم الوديع
فاحت أزاهير الربى.. فليبتدأ عصر “الربيع”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى