قصيدة عن ام الشهيد2019 , ابيات شعر عن ام الشهيد , رثاء ام الشهيد

يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
وعاد في كفن
ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب
لأمه: الوداع!
ما قال للأحباب… للأصحاب:
موعدنا غداً!
ولم يضع رسالة… كعادة المسافرين
تقول: إني عائدٌ… وتسكت الظنون
ولم يخطّ كلمةً…
تضيء ليل أمه التي…
تخاطب السماء والأشياء،
تقول: يا وسادة السرير!
يا حقيبة الثياب!
يا ليل! يا نجوم! يا سحاب! :
أما رأيتم شارداً… عيناه نجمتان؟
يداه سلتان من ريحان
وصدره وسادة النجوم والقمر
وشعره أرجوحةٌ للريح والزهر!
أما رأيتم شارداً
مسافراً لا يحسن السفر!
راح بلا زواًّدة، من يطعم الفتى
إن جاع في طريقه؟
من يرحم الغريب؟
قلبي عليه من غوائل الدروب!
قلبي عليك يا فتى… يا ولداه
قولوا لها، يا ليل! يا نجوم!
يا دروب! يا سحاب!
قولوا لها: لن تحملي الجواب
فالجرح فوق الدمع… فوق الحزن والعذاب!
لن تحملي… لن تصبري كثيرا
لأنه…
لأنه مات، ولم يزل صغيرا
أروع ما سطر في حال أم الشهيد …
يا أمه!
لا تقلقي الدموع من جذورها!
للدمع يا والدتي جذور،
تخاطب المساء كل يوم…
تقول: يا قافلة المساء!
من أين تعبرين؟
غصًّت دروب الموت… حين سدّها المسافرون
سدّت دروب الحزن… لو وقفت لحظتين
لحظتين!
لتمسحي الجبين والعينين
وتحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا… أحبابنا المهاجرين
يا أمه ! لا تقلقي الدموع من جذورها
خلّي ببئر القلب دمعتين!
فقد يموت في غد أبوه… أو أخوه
أو صديقه أنا
خلي لنا…
للميتين في غد لو دمعتين… دمعتين!

قصيدة عن ام الشهيد , ابيات شعر عن ام الشهيد , رثاء ام الشهيد

اليوم وحدك أيتها العظيمة تحتفلين بجدارة…
فكل أم في هذا الوطن سيعايدها ابنُها وهو يشعر نحوها بالامتنان والفضل، أما أنت فسيعايدك كل قلب حرٍّ من أقصى هذا البلد الجريح إلى أقصاه، سيعايدك ويترك على جبهتك ويدك قبلة امتنان وعرفان، أنك لم تكوني ككل الأمهات تنجب من يحيا لذاته ويموت لذاته بل أنت وحدك التي أنجبت من يحيا لغيره ويموت لغيره لتزهر الحرية في أرضنا والبسمة في مستقبل أطفالنا…
*** اليوم وحدك أيتها الرضية تحتفلين بجدارة…
ففي الوقت الذي ترنو فيه كل أم إلى ابنها وهو يعايدها فتبتسم بسمة يشوبها الخوف والقلق على مستقبل لا تدري ما ينتظره فيه من ألم أو وهن أو انكسار، وحدك ينبض قلبك مطمئناً على فرح أبدي يعيش فيه ولدك وهو حي عند ربه ينعم بما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ويتمنى لو يعود إلى الدنيا فيستشهد ثم يعود فيستشهد ثم يعود فيستشهد….
*** اليوم وحدك أيتها الأبية تحتفلين بجدارة…
فبينما كل حر في هذه الأرض النازفة يعاني من سياط ضميره ويهرب من عيون المكلومين والمعذبين واللاجئين ويشعر أن آهاتهم تملأ رأسه وتلاحقه على وسادته لتحرم عينيه المنام وحدك تطلقين زفرة ارتياح وترفعين رأسك نحو الشمس أن غرستِ في تراب هذه الأرض بذرة أمل وشعاع حرية وطبعتِ على جبينها بصمة حمراء تسطرين بها فصلاً في سفر تاريخها القادم….
*** في هذا اليوم ربما نتماهى مع أطفالنا حباً وعشقاً، ولكن كل ذرة تراب في هذه الأرض وكل قلب ينبض بالحرية يتماهى معك أنت… أنت وحدك… ويلثم التراب تحت قدميك ويقول لك: لقد سرتْ دماء ابنك في عروقنا فصار لك في كل شبر من هذه الأرض ابن وابنة، فغدوت كهذا الوطن أماً لنا نأوي إلى عينيها لنستمد القوة وإلى قلبها لنستمد العزيمة وإلى روحها لنستمد الحياة…
*** إليك يا أم الشهيد تهنئتنا أن ابنك واحد من الذين هم وحدهم اليوم بخيـــــر….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى