قصيدة أشح بوجهك للشاعر الدكتور غازى القصيبى,من روائع الشاعر الدكتور غازى القصيبى

أشح بوجهك .. لا تبدو لها ندما

واكتم دموعك .. أغلى الدمع ما كُتِما

إنَّ الحبيبة إنْ ودَّعتَ مكتئباً

غير الحبيبة إنْ ودَّعتَ مبتسما

دعْ الأسى لليالٍ عقب فرقتها

لا ترتجي قمراً فيها ولا حُلما

صيفية العين ! غاب الصيف.. وانصرفتْ

أيامه.. أجمل السن الذي انصرما

يسافر الصيف في عينيك .. يتركني

على نيوب خريفٍ لم يزل نهِما

أيرجعُ الصيفُ.. والفودين من لهبٍ

والفؤاد صمْتُ رمادٍ ودَّع الضرما

أيرجع الصيف .. والخمسون مطبقةٌ

عليَّ لا رحمة أبدتْ ولا ندما

ليتَ الشبان كهذا البحر.. شيبته

تنداح في زبدٍ … والقاع ما علما

ليت الشبان كهذا البدر .. مفرقهُ

يزدان إنْ ضجَّ فيه الشيب واحتدما

ليت الشبان بعمر الحبِّ يا امرأةً

لا يزال حبي لها طفلاً.. وما فُطِما

تجري الأعوام بروقاً إنْ طوت ابتهاجاً

ويزحف اليوم دهراً إنْ حوى سأما

الغدر أوجعُ ما ذقنا .. وأوجعهُ

غدر الأخ الذي علمته … فرمى

أهوى بطعنته النجلاء ..فاندفعتْ

تبخُّ وجهي.. وثوبي ..والطريق دما

يدنو الفراق كذئبٍ جائعٍ نصحٍ

إذا رأى غِرَّةً من خصمه هجما

وخصمه حَمَلٌ .. يجتاحه وجلٌ

لو أبصر الذئب في أحلامه جثما

يدنو الفراق .. فقولي كيف أدفعه؟

أيدفعُ الرهابُ مقدوراً إذا اقتحما

لو يعلم الذئبُ ما ألقاه .. أمهلني

وهل سمعتِ بذئبٍ جائعٍ رحما

أتذكرين إذا ما غبتُ في سفري

أني خلعتُ على عينيك سحرهما

وأنني قلتُ في عينيك قافيةً

ما استوطنتْ ورقاً لولايَ أو قلما

وأنني كنتُ في المحبين .. أعشقهم

وكنتُ في الشعراء المفرد العلما

وكنتِ بين حبيباتي الأعفَّ هوىً

الأجملَ .. الأنبلَ.. الأصفى.. صعوبة النومَّ فما

شعري كحسنكِ لا يخبو شبابهما

لم تشكُ ليلى ولا مجنونها هرما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى