قصة كل يوم 2019

تفيق في الصباح الباكر ، قرابة الساعة الخامسة والنصف صباحاً لتبدء بتجهيز نفسها؛للذهاب إلى المدرسة ، فتستغرق ساعة كاملة وهي ترتدي ملابس المدرسة وتمشط شعرها مرات عدة قائلة: إن هذه التسريحة لا تليق بي وهذه تليق ولا تليق …!!! ،تبدأ بالبحث عن الحذاء فتنتقي كل يوم حذاء ، ثم تضع زجاجة من العطور على نفسها ، تذهب إلى والديها لتاخذ مصروفها ، لا ترضى بالقليل وكيف سترضى وهي تشتري كل يوم بطاقة لهاتفها النقال !!!،تتجاهل صلاة الفجر قائلة لنفسها : لقد تأخرت سؤصليها عندما أرجع إلى البيت وعندما ترجع تتجاهل كل الصلوات .
تخرج الساعة السادسة والنصف مع أن الدوام المدرسي يبدأ بعد ساعة والطريق إلى المدرسة لا يستغرق سوى ساعة ، تسير على أطول طريق يؤدي إلى المدرسة ،تبدأ بالإلتفات يمنةً ويسرةً ؛ لعلها تجد من يآنسها وحدة الطريق ، تجد شاباً في طريقها قد أبدا لها اهتماماً ،فتبدأ بالغمز والهمس ، وقد يتحول هذا الهمس الى كلام ، وتكمل معه بقية الطريق ،ومع أنها تخرج باكراً إلا أنها تصل متأخرة إلى المدرسة ، تُسأل كل يوم عن سبب تأخرها فتعطي حجةً : لقد استيقظت متأخرة ، تمضي جميع الحصص وهي تتحدث مع صديقاتها ، فتسبب الإزعاج لزميلاتها في الصف ولا تأبه لذلك لأنها أنانية ولا يهما سوى مصلحة نفسها .
عند خروجها من المدرسة تجد الشاب الذي شاركها الطريق في الصباح قد وقف عند بوابة المدرسة فتعتقد أنه ينتظر بها لكنه في الحقيقة ينتظر جميع الطالبات في المدرسة ، يخدعها في الكلام المعسول الذي خالطه الكذب ، تتجاهل كلام زميلاتها بأنه يضحك عليها كي يأخذ منها ما يريد ثم ينصرف عنها إلى فتاة أخرى .
ترجع الى البيت بعد ساعة من الموعد المحدد ، تسألها أمها عن سبب تأخرها فتقول : امي لقد أخذنا حصةً اضافيةً ، فتصدق أمها كلامها لأن قلبها امتلئ ثقةً بابنتها التي خدعتها مرات ومرات ، تبدأ الكلام في الهاتف الذي لا يفارق أذنها ، مع شبان يريدوا أن يدمروا سمعتها لا بل يريدوا أن يدمروها هي وهم فيما بينهم يستهزءون بها ولا تعجبهم سوى الفتاة المهذبة .
هذه هي قصة الفتاة التي لم تعرف طريق الصواب ولم تتبعه واتبعت طريق الضلال ، فتاة نسيت الله فنسيها ، ألهتها شهوات الدنيا الزائلة وملذاتها عن شهوات دار القرار والبقاء ،و جعلت من نفسها فريسةً للذئاب ، فتاة تركت حجاب الألباب ولم تدري بأنها لؤلؤةً وهذا الحجاب هو الصدفة التي تحميها من عيون الأعداء ، واتبعت صديقات السوء اللواتي سيجعلونها تتيه في صحرا مظلمةً لن تجد فيها طريق لإ كمال مسيرتها في الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى