قصة أبي ذر الغفاري

من الصحابة العظماء، كان له دور بارز في الدعوة إلى الله، أرضى ربه فأرضاه الله، وبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، كان من السابقين إلى الإسلام، حتى أنه يعد رابع من أسلم من الرجال، وقد تميز بحمله لقب أول من حيّا النبي صلى الله عليه وسلم بتحية الإسلام.

إنه الصحابي الجليل جندب بن جنادة بن سكن، الغفاري، من قبيلة غفار، وهو شقيق عمرو بن عبسة لأمه.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يناديه جنديب وفي رواية جنيدب.

إسلامه

أما عن إسلامه فله قصة، وهو أنه رضى الله عنه لما سمع برجل يقول أنه نبي، ويحمل رسالة من وحي السماء، بعث أخاه ليسمع من هذا الرجل ” محمد صلى الله عليه وسلم “، فلما ذهب أخوه إلى مكة وسمع منه عاد ليقول له رأيت هذا الرجل يأمر بمكارم الأخلاق، ويقول كلامًا عذبًا ما هو بالشعر، فحمل أبو ذر أمتعته وسافر إلى مكة ليلقى الحبيب المصطفى، ولما وصله رد عليه السلام وأخبره بأنه أبو ذر رجل من بني غفار، ثم نطق بالشهادتين.

لم يكتفِ أبو ذر بالنطق بالشهادتين فحسب، بل ذهب إلى أعلى جبل في مكة، ومن أمام البيت الحرام نادى بصوت مدوي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، حينها غضب أشراف قريش وهجموا عليه ليضربوه، فأوجعوه إلا أن أبا ذر كان فرحًا وقال: لقد طابت نفسي لهذا العذاب في سبيل الله.

كان إسلامه رضي الله عنه إسلام قبيلة كاملة، وذلك أنه لما عاد إلى غفار أخبر أهل بيته بإسلامه فنطقوا بالشهادة، ثم أقبل على قومه يدعوهم إلى الإسلام فأسلموا حتى سيدهم، وذهبوا فرحين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبشروه بذلك، فقال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عبارته المشهورة في أبي ذر: “ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر”.

عُرف بإخلاصه ونقاء سريرته، ولكن في العسرة كانت تنتظره مفاجأة حينما نادى محمد صلى الله عليه وسلم بالصحابة ليخرجوا ولا يبقى إلا منافق، جهز أبو ذر أمتعته  وركب بعيره، إلا أن بعيره كان بطيء الخطى، ما جعل الجيش يصل لمنطقة تبوك وهو بعيد عنهم، فتفقدوه سائلين عنه، وما هي إلا دقائق حتى لمحوا غبارًا يدل على قدوم رجل نحوهم، فقال الذي لا ينطق عن الهوى: كن أبا ذر فلما اقترب قال الصحابة: والله هو أبو ذر يا رسول، فقال صلى الله عليه وسلم: “رحم الله أبا ذر يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده”.

وقد كان كما قال صلى الله عليه وسلم حيث كان دائمًا ما يمشي بالربذة وحده، يسكن مع زوجه وقد مات جميع أولاده، ومات رضى الله عنه وحده، وقد قيل بأنه يبعث يوم القيامة وحده بأمة.

رضي الله عن أبي ذر وكل من سار على نهجه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى