في ضـــــيــــــافة الجـــــنــــــــون !!!!

في ضـــــيــــــافة الجـــــنــــــــون !!!!

تثاءبت السماء معلنة بذلك انتهاء مشهد الليل الطويل

ونوهت إلى صعود الشمس على خشبة المسرح …

كانت عيني ترقب تلك الأحداث بكل دقة …

حملت جسدي المتهالك وودعت فراشي

الذي أحتضن ضعفي لعدة أيام!!

رحت أخطط الشوارع الخاوية بقدماي وأتأمل خلوها من الحركة

حينها أعتلت شفتاي ابتسامة خفيفة تشير إلى عملية الشبة بطرفاها :

/ / الأول وهو هذه الشوارع .. والثاني ألا وهي روحي / /

بدأت بالتوغل وسط المحلات التجارية ولكن لم تبدو لي لوحاتها جذابة

كعادتها / / مصرف . . عيادة . . مقهى / /

تسربت منه رائحة القهوة لتدغدغ أنفي

سللت يدي إلى معدتي لأتحسسها ولكن

لم تستقبلني بموسيقاها المعتادة عند كل صباح

وكأنها ذابت من شدة حزني …

أكملت سيري لتستقبلني تلك المكتبة التي كثيراً ماروت عطشي للقراءة

ولكنه قتل هذا الشغف منذ أن ارتبطت به . .

ضـــــيــــــافة الجـــــنــــــــون !!!!

نفضت غبار ذكرياتي لأضع قدمي على سلمها وأدفع

جسدي بقوة إلى الداخل…

أخذت عيناي تتجولان بين الموضوعات المختلفة

حتى وقعت على ذلك الكتاب

بعـــــنــــوان

/ / مــــدمـــــن الـــحـــــب / /

ومددت يدي لألتقطه وإذا بقوة أخرى تشده . .

رأيــــتـــــه

يقف في الجهة المقابلة بملامحه الباردة

حاولت أن أنتزع الكتاب..

ولكنه أطلق سؤاله الساخر: ماذا تعرفين عن الحب ؟؟

أجبته بغضب : أهم ماأعرفه أنه بريء منك

: أ رى أنه يتوجب علينا الحديث

: لماذا وفي ماذا سنتحدث ؟

: أشياء كثيرة ….ممم منها مثلاً : لماذا اخترتِ هذا الكتاب ؟؟

: لم تعد تملك الحق لمثل هذا السؤال ثم أنه بعيداً جداً عن قضيتنا

الأساسية

: أأطلقتِ عليها مسمى قضية ؟

: بل جريمة وأنت الجاني

: ألم تكفّي بعد عن نعتي بالقسوة ؟؟؟

: لا يتراءى لي غيرها

: أمازلت تحبينني ؟ ؟

أشحت بوجهي عنه في غيظ

: حسناً سأغير السؤال . . أتكرهينني ؟

: سؤالك عن المشاعر جاء متأخراً

أجاب بلهجة عنيفة : أنت من طلب الانفصال بالرغم من حبي لكِ

أطلقت زفرة كانت كالنار تنبعث من جوفي: لقد مارست عليّ أنواع التسلط

تحت مسمى الرجولة

أخذت أجر وظيفتي بمسمى التعاون وبعد أن حسنت به أوضاعك المادية

أمرتني بالتخلي عنها ناسباً ذلك إلى الــــحــــــب…

لقد طلبت الانفصال خوفاً على مابقي لديّ من سعيرك

وسأتخلى عن ضعفي الذي لبسني كثيراً

وســــأبــــدأ من هنا من هذا الكتاب . . .

وأخذت أشدة بقوة ورد عليّ بالمثل إلى أن تمزق الكتاب

نعم تمزق بيننا مثل كل شيء جميل

ولكن كان هناك فارق بسيط . . .

فالكتاب لم يصرخ وجـــــعـــــاً ولم ينزف دمــــــاً . . .

ولكنه أكتفى بالصمت . . .

::

::

::

// نسجتها من سماء خيالي ولكن كثيراُ

مانجدها مختبأة في ممرات الواقع //

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى