فقدان الأجداد أمر صعب… كيف نتجاوزه؟ 2019

في أحيان كثيرة يكون ارتباط الأحفاد بالجد أو الجدة كبيرا، وعميقا، حيث تربط بين الأجداد والأحفاد صداقة رائعة، تتعمق أواصرها مع مرور السنين.

وفي مرحلة المراهقة في الغالب تتوتر علاقة الأبناء مع الآباء بشكل كبير، لكن تبقى العلاقة صافية وجميلة ومتينة مع الأجداد، لذلك فإن فقدان الأجداد لوفاة أحدهم أو كلهم واحدا تلو الآخر، يكون بمثابة صدمة كبيرة للمراهقين. وحتى لو حدث التعافي من الصدمة الأولى، يبقى الفراغ الكبير الذي يتركه الأجداد خلفهم في حياة الأحفاد، ولفترة طويلة. فكيف يمكن ملء هذا الفراغ، لتعويض فقدان الأجداد في حياتنا؟

التقرب إلى من تبقى من الأجداد
لو فقد المراهق الجد المقرب منه جدا، فأفضل ما يمكنه عمله لتعويض العلاقة الجميلة التي فقدها برحيله، هو محاولة التواصل وتقريب المسافات بينه وبين من تبقى على قيد الحياة من الأجداد، حتى لو كانوا يعيشون في مكان بعيد. العصر الذي نحيا فيه الآن أصبحت المسافات المكانية فيه لا تكاد تعني شيئا. فمن يحيا في مدينة أو حتى بلد آخر، يمكن التواصل معه عبر الهاتف أو الإيميل أو محادثات برامج الدردشة على الإنترنت، التي تتيح كذلك التواصل بالصوت والصورة وليس الكتابة فقط. بهذه الطريقة يمكن للمراهق أو المراهقة ملء الفراغ الكبير الذي تركه الجد الراحل.

مساعدة كبار السن من الغرباء
بعد رحيل الأجداد عن الحياة، يحدث أن يرى الإنسان في كل مسن أو مسنة ما يذكره بجده أو جدته. يمكن للمراهق المرتبط للغاية بجد متوفى أن يملأ فراغ حياته ومشاعره بزيارة دور المسنين من وقت لآخر وتبادل الحديث مع بعضهم، وسماع ذكرياتهم مع أحفادهم. وإذا انتظمت هذه الزيارات، ربما يجد المراهق ضالته في شخص ما من المسنين يشعر بالتقارب نحوه، بشكل قد يعوضه إلى درجة كبيرة عن صداقته بالجد الحقيقي المتوفى.

البحث عن جد بديل في الأشخاص المحيطين
يتعلم الأحفاد الكثير والكثير من حكمة أجدادهم وخبراتهم الواسعة في الحياة، وهدوئهم وتناولهم لأصعب الأمور ببساطة، كما يعشقون حكاياتهم المسلية ويشكون إليهم همومهم ومشاكلهم مع الوالدين ويستشيرونهم فيها. يمكن تعويض هذه العلاقة الجميلة إلى حد ما بالتقرب إلى أحد المحيطين من أفراد الأسرة الكبار في السن، كأعمام أو خالات الوالدين مثلا… جارة مسنة ووحيدة… معلم أو معلمة في عمر مقارب لعمر الأجداد. تكوين علاقة وطيدة مع أي شخص من هؤلاء، يمكنه أن يملأ الفراغ الموجود في حياة الأحفاد، ويعيد البسمة إلى شفاههم من جديد.

التقرب أكثر من الوالدين
يمكن للمراهق استخدام علاقته المتينة بالأجداد المتوفين، كجسر متين وآمن يعبر عليه وصولا إلى والديه. بمعنى أن تكون علاقة الصداقة والحب الجميلة التي جمعت بينه وبين جده أو جدته، طريقه لفتح حوار ودي مليء بالحب والمشاعر الجميلة مع الوالدين، فيقوم كل طرف بسرد أجمل ذكرياته ولحظاته التي لا تنسى مع الشخص المتوفى، والمواقف الرائعة التي تقاسمها معه. يمكن كذلك استعادة الذكريات مع الأجداد الراحلين من خلال مطالعة صورهم بشكل منتظم، والدعاء لهم بالرحمة. الحوار الودي الجميل ومشاركة الذكريات والمشاعر مع الوالدين يمكن ببساطة أن يذيب الجليد بينهما وبين الأبناء المراهقين، فيكون الأمر بمثابة إعلان للهدنة، ونهاية لسوء التفاهم والخلافات، ومن ثم بداية لصداقة قوية ومتينة تجمع بين الآباء والأبناء المراهقين، وتعوضهم عن الحنان والاهتمام والصداقة التي فقدوها برحيل الجد أو الجدة عن الحياة.
نتعشم أن تكون الأفكار التي ذكرناها في هذا المقال كافية لمساعدة أي مراهق أو مراهقة على تجاوز محنة فقد الجدين أو أحدهما، ومواصلة الحياة دون الشعور بفراغ كبير فيها بعد مغادرة الأجداد للحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى