عوامل التضامن العربي

كانت القبائل العربية تعيش حياةً بدويةً على شكل قبائل متناحرةٍ حتى جاء الإسلام فوّحد هذه القبائل تحت رايةٍ واحدةٍ ودينٍ واحدٍ يدعو إلى الوحدانية هدفه نشر الرحمة والمحبة بين أبناء المجتمع الإسلامي، وتوسّعت الدولة الإسلامية حتى أصبحت القوة الإسلامية من القوى الدولية المؤثرة؛ فخلال هذه المرحلة عمّ الرخاء والازدهار ربوع الدولة الإسلامية، وانتشر الأمن والأمان، وأصبحت الدّولة الإسلامية مركز استقطابٍ للعلم والعلماء.

إنّ بوادر التراجع بدأت تظهر على الدولة الإسلامية بعد أن وصل إلى سيادة الحكم خلفاء ضعاف التفتوا إلى اللهو والمجون؛ فانتشر الفساد في نظام الحكم، وعمّت الفوضى ربوع البلاد، وبدأت بعض الولايات بالانفصال عن الدولة الأم، وضعفت الدولة، وزادت أطماع الدول الأخرى بالأرض الإسلامية بعد تفرقت كلمتهم.

فرضت الدول الاستعماريّة سيطرتها على الدول العربية بهدف نهب خيراتها، ونشر ثقافاتهم الأجنبية لإبعاد المسلمين عن عقيدتهم.

عوامل الوحدة أو التضامن العربي

لا يوجد سببٌ واحدٌ يدعو إلى عدم تحقيق التضامن العربي؛ بل توجد الكثير من الأسباب أو العوامل التي تؤدّي إلى التضامن، من هذه العوامل:

  • الدين الإسلامي : يدين جميع الناس في البلاد الإسلامية بالدين الإسلامي الحنيف على الرغم من وجود بعض الأقليات بينهم، إلا أنّ هذه الفئات تعتبر نفسها عربية الأصل، وللعالم العربي تجارب سابقةٍ عندما وصلت الحضارة الإسلامية إلى مرتبة الحضارات العالمية التي تركت وراءها إنجازاتٍ علميةٍ كبيرةٍ استفاد منها العالم أجمع وبنى على هذه العلوم حضارته.
  • اللغة العربية: اللغة العربيّة هي لغة القرآن الكريم تتحدّث بها جميع الشعوب العربية؛ بحيث يسهل تواصل هذه الشعوب مع بعضها، وبمقدورها بناء قطاعاتٍ اقتصاديةٍ متطوّرةٍ تغنينا عن استيراد أغلب السلع التي نحتاجها من الخارج.
  • وحدة الجغرافيا: جميع الدول العربية توجد في قارتي آسيا وإفريقيا، وهي من قارات العالم القديم، وهي متّصلة مع بعضها، وتضاريس كل دولةٍ هي امتدادٌ طبيعي لتضاريس الدولة الأخرى؛ فلا توجد حواجز طبيعية تفصل أقطار الوطن العربي، وما الحدود السياسية القائمة بين هذه الدول إلا خطوط رسمت على الخرائط الورقية وثبتت على الأرض بموجب اتفاقياتٍ بين الدول الصناعية للاستفادة من الثروات الطبيعية الموجودة في باطن الأرض العربية.
  • وحدة التاريخ : هناك تشابهٌ كبيرٌ بين جميع الأقطار العربية بتأثّرها بالأحداث التاريخية التي مرّت على المنطقة؛ فجميعها عاشت بظروفٍ معيشيةٍ متشابهةٍ قبل الإسلام وبعده، وخضعت للاستعمار، وقدّمت التضحيات الكبيرة للوصول إلى الاستقلال.
  • وحدة المصير : إنّ الأخطار التي تتعرض لها الدول العربية هي نفسها؛ فالعدوّ واحدٌ والمستقبل واحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى