عالم نفس سعودي يحدد تقنيات الحب! 2019

قال الدكتور ميسرة طاهر أستاذ العلاج النفسي والصحة النفسية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة ان الحب العائلي هو اساس لبناء اسرة قوية متماسكة .

واوضح في محاضرة بعنوان ‘تنمية الحب العائلي ‘ القاها في المجلس الرمضاني للشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي ان فقدان الحب بين الابناء والوالدين يشتت العائلة ويدفع بالابناء الي العنف والتشرد والفشل.

وتحدث عن تنمية الحب بين الوالدين وأبنائهما، وعن تنمية الحب بين الزوجين.

وقد بدأ محاضرته بالسؤال التالي: ما الذي يطالب به الأبناء آباءهم وأمهاتهم؟

ويجيب بالقول أن الأبناء يطالبون بأمور كثيرة أهمها اثنين:

الأول: حب حقيقي لا نرجسي.

وقد ركز المحاضر على خطأ شائع يكمن في أنه ليس كل حب حقيقيا، فكثيرون هم الذين يمنحون غيرهم الحب ولكنه حب لذواتهم، حب مشروط يدوم ما دام المحبوب يلبي ما يريده المحب، حب يلازمه كشف حساب بما قدمه المحب لمحبوبه.

وقال ان هذا النوع من الحب لا تبدده إلا صور الحب الذي نراه من أمهاتنا في طفولتنا، والسؤال المهم: هل يبقى الآباء والأمهات يمنحون أبناءهم هذا الحب الحقيقي حتى نهاية الحياة، أم أنه يتحول إلى حب نرجسي، أو ما نسميه حب كشف الحساب حين يكبر الأبناء ويشيخ الآباء والأمهات؟

واشار الي ان من يريد أن يعرف كيف يكون الحب الحقيقي فلن يحتاج لأكثر من مراجعة لبعض مواقف المصطفى عليه الصلاة والسلام مع الصغار والكبار، وسيجد الكثير من الأمثلة ربما أوضحها قصة زيد بن حارثة، وهو طفل تم سبيه وبيعه عبدا في سوق عكاظ وانتهى به المقام في منزل النبي عليه الصلاة والسلام، وحين جاء أبوه وعمه لاسترداده عرضا على النبي عليه الصلاة والسلام أن يدفعوا له فدية ويحرروا زيدا، فرفض النبي عليه الصلاة والسلام الفدية واستبدلها بهذا القولفأنا من قد علمتَ ، ورأيت صحبتي ، فاخترني أو اخترهما، فكان جوابه: ما أنا بالذي يختار عليك أحدا، أنت مني مكان الأب والعم).

وقال ان المتتبع لسلوكه عليه الصلاة والسلام مع زيد سيجد أنه لم يقدم له مالا ولا ذهبا ولا عقارا، وإنما قدم له حبا حقيقيا، تمثل بقول وفعل جعلا زيدا يفضله على أبيه وعمه وأهل بيته، ولم يكن محمدا نبيا آنذاك. وربما كان هذا أحد الأسباب المهمة التي دفعت صحابته ليبادلوه الحب بالحب، ولتنطق ألسنتهم عشرات المرات بعبارة: (فداك أبي وأمي يا رسول الله).هذا الحب هو في حقيقته عطاء، تمثل في الفعل والقول، وليس بالقول فقط. ويمكن لأبنائنا أن يشعروا بهذا الحب ببساطة لو استخدمنا معهم تقنيات الحب الاثنا عشر التالية:

نظرة الحب. كلمة الحب. قبلة الحب. لقمة الحب. دثار الحب. ضمة الحب. دعوة الحب. لمسة الحب. نبرة الحب. شربة الحب. حفظ الغيبة. ابتسامة الحب. وقدم شرحا مفصلا لكيفية استخدام هذه التقنيات داخل الأسرة، وأوضح الفوائد النفسية لكل تقنية منها، والآثار التي تتركها على شخصية الأبناء والبنات على المدى البعيد.

يقول الدكتور ميسرة طاهر: إن الخلط بين أخطاء أبنائنا وبناتنا وبين شخصياتهم يجعلهم يكبرون وهم يخلطون بين سلوك الناس وبين شخصياتهم، فيكرهون الآخرين ويحبونهم في كثير من الأحيان فقط لخطأ بسيط يقعون فيه، لذا فإن هذا الخلط ينبغي تجنبه، لأننا حين ننجح في التمييز بين أبنائنا وبين أخطائهم نعزززززززززززز لديهم ثقتهم بأنفسهم، ونزيد من قدرتهم على مواجهة ضغوط الحياة، كما نزيد من قدرتهم على الإبداع والعطاء.

ثم طرح سؤالين مهمين:

هل هناك تربية بدون أوامر ونواهي؟

وهل عتابنا لأولادنا ضروري دائما؟

وقد أجاب عليهما بالنفي، وأوضح بعد ذلك كيف تكون التربية بدون أوامر ونواهي وبدون عتاب، وإن حدث ذلك فيمكن أن يكون بالحد الأدنى منهما. وفي الجزء الثاني من المحاضرة تناول المحاضر سبل تنمية الحب بين الزوجين وركز على الاختلافات النفسية بين الرجل والمرأة، وقد ذكر أن النساء أعلى درجة من الرجال في الحدس، فقد تواجه إحداهن زوجها بخطأ ارتكبه حتى لو لم تمتلك دليلا ماديا على ذلك ويعود هذا لما تملكه من حدس، وأوضح أن المرأة أمام المشكلات تحتاج لمن ينصت لها أكثر بكثير من احتياجها لمن يقدم لها الحلول، وبالمقابل فإن الرجل أمام المشكلات يحتاج أن تعطيه زوجته مساحة ووقتا حتى يستطيع الوصول للحل حيث يتمكن بعدها من العودة لطبيعته، وتناول ما يقارب من خمسة عشر صفة يختلف فيها الرجل عن المرأة إضافة إلى العديد من مسببات الغضب المتباينة لدى كل منهما، وبين كيف يمكن ببساطة تجنب أسباب الخلاف بينهما لو امتلك كل منهما وعيا بطبيعة الطرف الآخر.

وبين أن أكثر الخلافات بين الزوجين والتي تحرمهما السعادة إنما ترجع إلى جهل الزوجين بهذه الاختلافات، وأوضح أن هذه الاختلافات حين تكون واضحة في ذهن كل من الزوجين يصبح كل منهما قادرا على منح الحب للطرف الآخر، إضافة إلى قدرته على تجنب المشكلات وحلها في حال حدوثها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى