ظاهرة (الاسترجال) تغزو المجتمع الخليجي 2019

من رانيا إلى ريان.. ظاهرة (الاسترجال) تغزو المجتمع الخليجي
– الرياض – ميدل ايست اونلاين

هناك العديد من الظواهر الاجتماعية التي تشغل ذهن المجتمعات الخليجية، غير أن ظاهرة “الاسترجال” أو تشبّه الفتيات بالرجال أخذت تنتشر بين عدد كبير من الفتيات في الخليج، الأمر الذي دعا عددا كبيرا من الباحثين للتحذير من هذه الظاهرة والبحث عن أسبابها وآلية حلها.
وتشير صحيفة “الوطن” السعودية إلى الظاهرة التي تصفها بـ”الغريبة والقبيحة” عبر استطلاع آراء عدد من الفتيات اللائي انغمسن بهذا السلوك، مؤكدة أن نتائج الاستطلاع أظهرت أن أغلب الفتيات مقتنعات بأفعالهن على اعتبار أن كل شيء مباح.
وتؤكد بعض المصادر الطبية أن الفتاة التي تمارس سلوك “الاسترجال” تتمتع بشخصيتين متناقضتين واحدة تظهر بها أمام العلن وأخرى خفية تظهرها فقط بين أوساط فئة المسترجلات أو “البويات” كما يطلقون عليهن.
وتشير هذه المصادر إلى أن الفتيات اللواتي ينجرفن إلى مثل هذا السلوك يقمن باختيار فتيات أخريات ضعيفات الشخصية وغير قادرات على الدفاع عن أنفسهن ليفرضن عليهن نوعا معينا من السلوك ويمارسن عليهن التسلط الذكوري.
وتقول رانيا (22 سنة) التي تُطلق على نفسها اسم “ريان” إنها بدأت تكتشف منذ الصغر معالم الرجولة في مشيتها وحديثها وسلوكياتها وتؤكد أنها فضلت تقمّص السلوك الذكوري لكي تكون قوية وقادرة على صد الأذى عن نفسها بعد مشاهدة والدتها وهي تتعرض لصنوف متنوعة من الأذى والعنف الجسدي من قبل والدها.
وتضيف: “أشعر بالرضا والسعادة كما أنني أشعر بأنني رجل في كل شيء وليس أنثى، وأنا لا أرغب في مناداتي باسمي المتعارف عليه في المنزل فهو يشعرني بالضيق وقد اشتهرت في المدرسة وبين قريناتي باسم ريان، وهو الاسم الذي اختارته لي إحدى المعجبات بي في المدرسة”.
وكانت وسائل إعلام محلية في عدد من دول الخليج ناقشت ظاهرة الاسترجال، مؤكدةً أنها تنتشر بشكل كبير في الجامعات والمدارس. وتشير مصادر صحفية إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية في الإمارات أطلقت حملة “عفواً أنا فتاة” بهدف ثني الفتيات عن التشبه بالرجال، مؤكدة أن الحملة حققت نجاحا ملحوظا.
وتشير صحيفة “سبق” السعودية إلى وجود حالة قلق وترقّب اجتماعي لظاهرة الاسترجال مع توفر وسائل اتصال حديثة تهدد بتغلغلها في مختلف الأوساط وخاصة مواقع الإنترنت “حيث يبحن بكل ما لديهن، بما في ذلك شذوذ بعضهن ورغباتهن الغريبة”.
وتنقل عن الشيخة فريحة الأحمد، رئيسة الجمعية الكويتية للأسرة المتميزة، تحذيرها ممن أسمتهن بـ “الجنوس” و”البويات” ومطالبتها دول الخليج بأن تنتبه لهذا الخطر الذي يزحف على كل مجتمعات المنطقة ليهدد خصوصيتها وأمنها.
ويؤكد المحلل النفسي د. هاني عبد الله الغامدي أن انتشار “الاسترجال” بين الفتيات يشير إلى دوافعهن لأنهن يعانين من الحرمان العاطفي، و”هو الدافع الأبرز لظهور مثل هذه الحالات”.
ويرى أنه ينبغي على أولياء الأمور الالتفات لبناتهن والاهتمام بمعالجتهن مع ضرورة عرضهن على الاختصاصيين “فقد يكون وراء هذه التصرفات إفراط هرموني، وقد يكون وراءها ظروف أسرية دفعت بهن لسلوك هذا المسلك، والعلاج هنا يختلف تبعاً لدواعي ومسببات الحالة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى