طرق القضاء علي الظلم

إنّ من أشدّ الأمور على النّفس الإنسانيّة أن تتعرّض للظّلم، فالظّلم هو ظلمات يوم القيامة، وهو نقيض العدل، وقد حرّمه الله تعالى على نفسه حين خلق السّموات والأرض وجعله بين العباد محرّماً، كما تعهّد الله سبحانه وتعالى بنصرة المظلوم وإنّ دعوته لترفع من فوق الغمام وتحملها الملائكة ويقول الله تعالى ويقسم والله لأنصرنّك ولو بعد حين، لذلك كان الإتكال على الله تعالى في مسألة التّخلص من الظّلم ودفعه هو أوّل خطوةٍ يخطيها المظلوم، ذلك بأنّه لا يوجد أحدٌ أعظم من الله تعالى في نصرة المظلوم، فهو ربّ البشر، وهو القادر على كلّ شيءٍ، وأمره تعالى بين الكاف والنّون، فمن ظلم في هذه الحياة الدّنيا بأكل ماله أو أخذ حقّه، أو التّعدي عليه بأيّ صورةٍ من صور التّعدي والبغي فإنّ عليه أن يوكل أمره إلى الله تعالى بقوله حسبي الله ونعم الوكيل، وإنّ الاتكال على الله تعالى وتفويضه في دفع الظّلم لا يعني أن يتكاسل الإنسان عن أن ينتصر لنفسه ويدفع الظّلم عنها بكلّ وسليةٍ متاحةٍ مباحة، لأنّ الله تعالى يلوم العبد على العجر والجبن والتّخاذل، ومن الأساليب والطّرق التي ينبغي للإنسان أن يسلكها في رفع الظّلم عن نفسه نذكر :

  • أن يستعين الإنسان بالمهارة والحذاقة التي تمكّنه من ذلك، ذلك بأنّ الظّالم يستولي عادةً على أموال النّاس أو يظلمهم باتّباع حيلٍ أو باستخدام سلطةٍ ماديةٍ، وحين يتسلّح الإنسان بالذّكاء والفطنة فإنّه قد يفوّت على الظّالم الكثير، كما أنّ الذّكاء وحسن التّدبير تساعد الإنسان على التّخلص من الظّلم الذي يقع عليه، وكم نسمع عن قصص أناسٍ تمكّنوا من استخدام الحيلة المشروعة للتّخلص من الظّلم الواقع عليهم.
  • كذلك فإنّ استخدام لغةٍ واضحةٍ فصيحةٍ في الدّفاع عن النّفس ممّا يساهم بشكلٍ كبيرٍ ومؤثرٍ في رفع الظّلم عن الإنسان، لذلك أجازت الشّريعة أن يوكل الإنسان محامياً للدّفاع عنه إذا وجد في لسانه عجزاً عن مجاراة خصمه الذي قد يتغلّب عليه بفصاحة لسانه وخطابه.
  • وأخيراً على الإنسان أن يكون حذراً في التّعامل مع الظّالمين وأن لا يتعرّض لهم بل يسأل الله تعالى دائماً العفو والعافية، ذلك بأنّ بعض الناس قد يتقرّبون من الظّالمين رغبةً فيما عندهم من مالٍ أو جاهٍ فينقلب الظّالم عليهم يوماً، فمن حدث معه ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى