طبة عيد الفطر , خطبة عيد الفطر الرسمية مكتوبة

خطبة عيد الفطر اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلّا اللهُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ اللهُ أكبرُ كلّما صلّى مصلٍ وكبَّر، اللهُ أكبرُ كلّما صامَ صائمٌ وأفطر ، اللهُ أكبرُ كبيرا، والحمدُ للهِ كثيرا، وسُبحانَ اللهِ بُكْرَةً وأصيلا . اللهُّمَ لكَ الحمدُ كُلُّه ولكَ الشكرُ كله وبيدِك الخيرُ كُله و إليك يُرجعُ الأمرُ كله علانيتُه وسِرُّه ، لك الحمد بكلِّ نعمةٍأنعمتَها ولك الحمد بكل حسنةٍ تقبَّلْتها ، ولك الحمد بكل سيئةٍ غفرتَها لك الحمد بكل كُربةٍ كشفتَها ولك الحمدُ بكلِّ مُصيبةٍ رفعتها ، لك الحمدُ بكل مالٍ رَزقتَه ولك الحمد بكل مرضٍشفيتَه ولك الحمد بكل ولدٍ أصلحتَه لك الحمد كثيراً كما تُنعمُ وتتفضلُ كثيرا لك الحمد عددَ خلقِك لك الحمد رضا نفسِك لك الحمد زِنَةَ عرشِك لك الحمد مِدادَ كلماتك لك الحمد حمداً كثيرا طيباً مُباركاً فيه كما تُحب ربُّنا وترضى ، لك الحمد على نِعمِك الكثيرة و آلائِك الجميلة ، اللهم لك الحمد كله بما يَسَّرتَلنا من صيامٍ وقيامٍ وتلاوةٍ ودعاء لك الحمد كثيراً كما تُنعمُ كثيرا. وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له جل عن الشبيه والمثيل و الكُفءِ و النظير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،أدّى الأمانة و بلّغ الرسالة ونصح الأمة وتركنا على الـمَحجَّة البيضاء ليلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، هو أفضل من صلّى وصام ووقف بالمشاعر و طافَبالبيت الحرام فصلواتُ الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين ما اتصلت عين بنظر ووَعت أذنٌ بخبر وسلم تسليما كثيرا. أما بعد : أيُّها الإخوةُ المسلمون : أيها الإخوةُ الكِرام الذين مَنَّ الله عليهم بصيامِ رمضان وقيامه ,أيها الإخوة الكرام الذين أتـَمّوا عبادتهم وتقربوا إلى ربهم، هذا يومُ الجوائز من ربِّنا الرحمن جل وعلا، قال الله تعالى لما ذكر عِدَّة رمضان: }وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ {فأمرنا الله تعالى بالتكبير شُكراً له وتعظيماً على أن يسر لنا عدة شهر رمضان المبارك. فالله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد . أيها المسلمون : إننا نتعبد لله ونتقرب إليه جل وعلا بالفرح والابتهاج كما نتقربُإلى الله تعالى بالخشوع والبكاء ، كان النبي صلى الله عليه و آله وسلم يفرح في يوم العيد ويُظهر البهجة والسُرور وكان يستبشر بمن يظهر ذلك، قال أنسٌ رضيَ الله تعالى عنه: دخلَ النبي صلى الله عليه وسلم المدينةَ ولهم أيامٌ يحتفلون فيها ، يعني كان عندهم

أيامٌفيها مآثركانت عندهم، يذكرونها فيفرحون ويحتفلون، فهذا يومُ بُنيَ فيه صنمُ اللات ، فيحتفلون به في كلِّ سنة ، وهذا يومٌ بُنيَتْ فيه العُزّى فهم يحتفلون به في كل سنة ، وهذا يومٌ انتصر فيه الأوسُ على الخزرج أو قَتل فيه الخزرجُ من الأوسِ، فهم يحتفلون احتفالاتٍ تحيي ذكرياتٍ شرِكيةٍ أو انتقاماتٍ قتاليةٍ ، فلما رآهم النبي عليه الصلاة والسلام يحتفلون بذلك مما يذكِّرُهم بفتنٍ وشركٍ، منعهم النبي عليه الصلاة والسلام من ذلك ، ولما كان الناسُ لابُدَّ لهم من أيامٍ يخصِّصونها للفرحةِ والسرور والابتهاج أمرَهم عليه الصلاة والسلام بالاحتفال بيومين وهما عيدِ الفطر الذي يَعقُب رمضان وعيدِ الأضحى الذي يَعقُب يوم الحجِّ الأكبر، العاشر من شهر ذي الحجَّة المبارك. فالله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد . وكان عليه الصلاة والسلام يبتهجُ في هذا العيد ويلبس أحسنَ ثيابه فكان له حُلَّةٌ يلبسها في العيدين ويَظهرُإلى الناس بصورةٍ حسنةٍ متطيباً مُغتسلاً مُتقربا إلى الله تعالى بمثل هذا التزيُّن دلالةً على أن هذا اليوم يختلف عن غيره من الأيام فرحاً بهذا اليوم وابتهاجاً بإتمامِ الله تعالى لنا عدةَ رمضان الذي نسأل الله تعالى قَبولَه ، بل إنه صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى مُبتهجاً في يوم العيد فرحَ واستبشر بذلك ، جلس عليه الصلاة والسلام في بيته في يوم عيد فسمع صوتاً في المسجد فقام وأطلَّ من فَوق الجدار -وكان جدارُ بيته ملاصقاً للمسجد فلا يفصلُ بينهما إلا هذا الجدار، وربما إذا وقف رأى الصحابة رأسَه أحياناً- وإذا بقومٍ من الحَبشة يلعبون بحرابهم ، فلما رآهم عليه الصلاة والسلام يفرحون بالعيد ويلعبون بحرابهم يرمونها ثم يلتقفونها يلعبون بها،ابتهج عليه الصلاة والسلام وابتهج بالمنظر وإن كان لعباً في المسجد لكننا في يوم عيد، ابتهج عليه الصلاة والسلام وفرحَ وقال عليه الصلاة والسلام لعائشة ملتفتاًإليها: تحبين أن تنظري ؟ قالت: نعم ، فأقبلت رضي الله عنها متكئةً عليه ، عليه الصلاة والسلام وهي تنظر إليهم وهو مسرور بسرورهم مبتهجٌ ببهجتهم فرح بفرحهم ، رواه البخاري ومسلم،لأن هذا اليوم يختلف عن غيره من الأيام ولتعلم الناس أن في ديننا فسحةٌ وسعادةٌ وأنه يدعوا إلى الفرح وتهنئةِ بعضِ الناس لبعضٍ، فنحمدُ الله تعالى على أن يسرَ لنا مثل ذلك . فالله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد. أيها الأحبة الكرام : قام الناس في شهر رمضان متعرضين لرحمة الملك العلام جلَّ في علاه وربنا سبحانه قد وصف رحمته فقال: } إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ {وقال جل في علاه: } وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ { وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعرض لرحمة الله ويطلُبها وينشدها ويسأل ربَّه جل وعلا أن يُنزل عليه رحمته وكذلك غيرَه من الأنبياء، ومن أصابته رحمةُ الله تعالى أفلحَ وأنجَح،ألم ترَ أن ربَّنا جل وعلالما ذكر قصص الأنبياء كما في سورة الأنبياء ذكر قصصهم وما أصابهم ثم ذكر الله

تعالى أنه رحمهم فكانت النعمة تتحول إلى نعمتين والفضل يزيد إلى فضلين قال جل وعلا عن أيوب عليه السلام وهو يصف حاله قال جل وعلا: }وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {قال جل وعلا: }فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا {لما رحمناهم آتيناهم مثل هذا الفضل فأيوب كان يطلبُ شيئاً واحداً أن يشفيَ الله مرضَه لكنَّ الله شفى مرضه وآتاه أهله ومثلهم معهم لما هلكوا،آتاه ضِعفَ ما كان عنده من مال وولد قال:{ آتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا}ولما قال الله تعالى ليونس:{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ {قال الله تعالى: } فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ {ثم ذكر الله تعالى زكريا لما دعا في شدة العقم قال الله تعالى: }وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا {فجعل الله تعالى له الرحمة، فإذا غلبت على الإنسان وشملته أفلح وأنجح ، نحن في رمضان تعرضنا لرحمة الله تعالى وسألنا رحمته، سألنا سؤال العبيد المنكسرين الذليلين الفقراء المحتاجين لربهم سبحانه وتعالى وقد أمرنا الله تعالى بالدعاء ووعدَنا بالإجابة وربنا جل وعلا له فضل عظيم فاستبشروا برحمة الله تعالى، استبشروا بفضل الله عليكم لما صُمتم ودعيتم وتعرضتم لرحمة ربكم ولنفحات خالقكم، استبشروا أن قد غُفرتْ لكم ذنُوبكم ورفعت عنكم سيئاتِكم فضلاً من الله تعالى ونعمة وكرماً. أيها المسلمونأحـــــــــــسنوا الظـــــــــــــــــن بربكماليوم، بمغفرته ورحمته: } قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ {. الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد. أيها المسلمون : في هذا العيد ينبغي أن يَنسى الناس الأحقادَ والضغائِن ،كم يوجد من الأرحام بينهم وبين أرحامهم القريبة مشاكلَإما بسبب إرثٍ،أو بسبب مشكلاتٍ في زواجٍ،أو خطبَ منه فلم يوافق أو ما شابه ذلك، أو بسبب مشاكلَ وقعت بين زوجاتهم ، وربما مرَّ عليهم الأشهرُ أو ربما مرت عليهم السنوات وهو متقاطعٌ معه وربما إذا لقيَه لا يمدُّإليه يدَه مصافحاً وربما رنَّ جرسُ هاتفه فلا يردُّ على مكالمته وربما مرَّ يرسلُ رسائلَ تهنئةٍ إلى جمعٍ من أصحابه فإذا مرَّ على اسمه تجاوزَ عنه، هذا يومُ السماحةِ هذا يوم التسامُحِ هذا يوم إزالةِ الأحقادِ و إذا كنتَ ترجوا أنْ يُسامحكَ اللهُ تعالى على خطئِك و أن يتجاوزَ عن خطئِك وسيِّئَتك فسامحْأنت خلقَه، وتجاوز عن أخطائهم واجمع اليوم القلوب ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام ):إنَّ الشيطانَ قد يَئِسَ أنْ يعبُدَه المصلّون في جزيرة العرب (الشيطان يئسَ أن يتقرَّب إليه المصلون عبادةً وشركاً به من دون الله ، قال عليه الصلاة والسلام ) لكنه رضيَ بالتحريشِ بينهم (رواه مسلم، رضيَ أن يُحرِّش بينهم وكما قال الله تعالى:} وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {لماذا ؟}إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيْنَهُمْ { .إن الشيطان يُحدث بينهم المشكلات والمحدثات ليَنزغُ بينهم .

اليوم عليك أن تطأَ على أنفِ الشيطان فيه و أن تتصل و أن تزور و أن تنسى كل ضَغينةٍ كانت في قلبك، ولله تعالى في كل اثنين وخميس مغفرةٌ وعتقٌ من النار إلا رجلين بينهما شحناء فيقال:( أنظرا هذين حتى يصطلحا , أنظرا هذين حتى يصطلحا , أنظرا هذين حتى يصطلحا( رواه مسلم . إن كان مرّ عليك اثنين وخميس مرارا ،وقد قيل أنظرا هذين حتى يصطلحا وتأخرت عنك المغفرة فلا ينبغي أن يفوتك ذلك اليوم بل طَءْ على أنفِ الشيطان وأحسِن ما بينك وبين الناس، وأصلح لعلّ الله تعالى إذا رآك تتجاوزُ عن الناس وتُسامح أن يتجاوزَ الله تعالى عنك ويسامح . الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. أقولُ ما تسمعون وأستغفرُ الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنبٍ فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم . الخطبة الثانية الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد . الحمد لله حمداً كثيرا طيبا مباركا فيه كما يُحب ربُّنا ويرضى،وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثرَه و استنَّ بسُنته إلى يوم الدين أما بعـــــــــــــــد: أيها المسلمون : إنَّ من علامات قَبولِ العمل الصالح أنْ يُوفَّقَ الإنسانُ إلى عملٍ صالحٍ بعدَه كما بيَّن العلماءُ ذلك، فالحجُّ المبرورُ الذي ليس له جزاءٌ إلا الجنة، هو الذي يكون حالُه بعد الحج خيراً من حاله قبل الحج والحسنةُ تقول: أختي أختي، والسيئةُ تُنادي: أختي أختي، والصومُ المبرور الذي يتقبلُه الله تعالى والذي ينطبق عليه قوله عليه الصلاة والسلام: (من صام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم، هو الذي يكون حالُه بعد الصيام خيراً من حاله قبلَه ، فيكون الإنسان بعدرمضان في عبادته وفي قربته وفي حرصه على صلاة الوتر ولو ركعة واحدةً وفي حرصه على تلاوة القرآن ولو صفحةً واحدة في اليوم وفي حرصه على مواصلة الصيام ولو ثلاثة أيامٍ في الشهر وفي حرصه على أنواع الطاعات أن يستمر بعد رمضان في ذلك وألّا يكون كما قال الأول: رمضانُ وَلّى هَاتِهَا يا ساقي ** مُشْتاقَةٌ زُفَّتْ إلى مُشْتاقِ فلا يكونُ عابداً لرمضان كلّا بل أنْ يكونَ عابداً لربِّرمضان.

أيها المسلمون: إنَّ نبيَّنا عليه الصلاة والسلام لما فرغَ من خُطبةِ العيد توجَّه صلوات ربي وسلامه عليه إلى النساء فوعظَهُن وذكَّرَهن ولا شك أن وعظَ النبي صلى الله عليه وسلم للنساء ، وأن نزولَه من منبرِه وأن توجُّهَه إليهن مع كثرة مشاغله عليه الصلاة والسلام وكثرةِ أعماله في يوم العيد إلّا أنَّ تفرُّغَه لذلك يدلُّ على أهميةِ العنايةِ بالمرأةِ في الإسلام، فهي أمُّنا وهي أختُنا وهي ابنتُنا وهي زوجتُنا والمرأةُ هي نصفُ المجتمع وهي التي تلدُ النصفَ الآخرَ؛ لذلك تجدُ أنَّ كثيراً من المجتمعات إذا أرادَ المفسدون أن يُفسدوا فيها بدؤوا من خلال المرأةِ، فأفسدوها ، فإذا فسدَت المرأةُ فسدَ بعد ذلك أولادُها وأثَّرت على زوجها وأشغلت أباها وإخوانَها، وربَّما أفسدت ما هو أعظمُ من ذلك ، إنَّ عنايةَ الأبِ ببنتهِ وعنايةَ الأخِ بأخته وعناية الزوج بزوجته بل إنَّ عنايتَنا عُموماً بنسائِنا لتجعلُ للإسلامِ شأواً بعيداً وقدَماً سابقاً. ولا يستطيع الـمُفسدون أن يُفْسِدُوا عنايتك بزوجتك وبناتِك؛ومن العناية بهم أنْ تُشركَهم في حلقاتِ حفظِ القرآن ومدارسِ التحفيظ، أن تعتنيَ بإحضارِ ما ينفعُهن في البيت من كتابٍ وشريطٍ أن تعتني بنوعية القنوات التي يتابعنَها أن تعتني بعواطفِهن وأن تراعِيَ سرورَهن وحُزنَهن وبشاشَتهن وفرحَهن، أن يكون لك عنايةٌ بذلك حتى لا يتسلّطَ عليهن غيرُك من شياطين الإنس؛ لإفسادهن، إنّ عنايتك بذلك أمرٌ هامٌ وإن عنايةَ المرأة بنفسها وعنايتها بحجابها وحرصها على ألّا تبديَ زينتَها وعنايتها على تعبدِها لربها وعلى طلبها للعلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنَّ هذا كلَّه من أصول الإسلام . أيها الإخوة الكرام : كان صحابةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى بعضُهم ببعضٍ في عيد الفطر قالَ بعضُهم لبعضٍ : تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا و مِنْكُم فكانوا يرجون الله تعالى أن يتقبلَ منهم صلاتَهم وصيامَهم ودعاءَهم , فلا بأسَ أن يُهنِّئَ الناسُ بعضَهم بعضاً بقولهم: تقبل الله منا ومنكم أو من العايدين أو عيدُكُم مُبارَك أو ما شابهَ ذلك من الألفاظِ التي فيها بهجةٌ وسرورُ، يقولها كلُّإنسانٍ للآخر، الكبير والصغير والجميع يتلفَّظون بها إظهاراً لمثل ذلك . كما أنه يُسَنُّ اليومَأيها المسلمون أن يُوَسِّعَ الإنسانُ على من تحتَ يدِه، أن يُوسع لأولاده في النفقَةِ أنْ يُشعرَهم أنَّ اليومَ يختلفُ عن غيره ،أن يوسع عليهم في الهديَّةِ، أن يوسع على بعض الضُّعفاءِ والفقراء فيحسنَإليهم بدراهمَ معدودةٍ أو بهديةٍ يسيرةٍ يُدخلُ بها عليهم الفرحَ.

إنَّ الذي يرحمُ الضُعفاء وينكسرُ لهم ويُدخل السرورَ على قلوبهم قد جاء بثوابٍ عظيم جزيلٍ،يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ) أحب الأعمال إلى الله تعالى ثلاثة – ثم ذكر أولها – أن تدخل على قلب أخيك المسلم سرورا أو تقضي عنه دينا أو تطعمه خبزا (رواه الطبراني , يعني إن كان جائعاً. فأدخِلْ السرورَ على قلبِأخيك المسلم، بتهنئةٍ أو هديةٍ أو سدادِ دَينٍ عنه، هذا من أعظم القُربات التي يَتقربُ بها العبدخاصةً إذا كان في عيدٍ شُرعَ فيه الفرحةُ والسرور. نسألُ اللهَ سُبحانه وتعالى أن يتقبَّل منا ما مضى من صيامٍ وقيام، أسأل الله جلَّ وعلا أن يتقبل صيامنا وقيامنا اللهم اجعلنا ممن ختمتَ لهم شهرَ رمضان بالرضوان والعتقِ من النيران، اللهم اجعل موعدَنا بَحبوحَة الجِنان وعُمَّنَا جميعاً بالمغفرة والإحسان. وأسألُ الله تعالى أن يعيدَ العيد على أمتِنا وهي في ثوبِ الصحة والعافية والأمن والأمان،أسأل الله جلَّ في علاه أن يكشفَ ما بإخواننا المسلمين في كل مكان . اللهم وإنا نسألك لإخواننا في كل مكان أن تُتم عليهم فرحتهم في كل أرضٍ من أرضك، اللهم إنا نسألك أن تشمَلهم جميعاً بالأمن و الإيمان ،اللهم صُبَّ عليهم الخيرَ صباً ولا تجعل عيشَهم كَدَّاً كدا يا رب العلمين يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم اجمع أمَّتنا على الخير. اللهمّ لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا همّاً إلا فرّجْته ، ولا دَيناً إلا قضيته ، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته ، ولا عقيماً إلا ذرية صالحةً رزقته، ولا ولداً عاقّاً إلا هديته وأصلحته يا ربَّ العالمين . اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين. اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما صليتَ على إبراهيم وعلى آلِإبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما باركت على إبراهيم وعلى آلِإبراهيم إنك حميدُ مجيد. سبحانَ ربِّك ربِّ العِزَّة عمّا يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى