طاعة الزوج 2019

قال رسول الله(ص) :
“من أطاعت زوجها وصلّت خمسها وصانت فرجها …. دخلت الجنة “.
قدّم رسول الله (ص) طاعة الزوج عن صلاة الخمس وهي من أهم فروض الله عزّ وجلّ على المسلمين و هي ركن من أركان الإسلام فلماذا قُدمت طاعة الزوج عليها؟؟؟
لأننا عندما نطيع الله في أمر نطيعه لقناعتنا بأنه ربُّ يُعبد أما الزوج فيجب على الزوجة أن تطيعه وهي تراه في كثير من الأحيان إنسان مثلها يخطئ ويصيب حتى أن بعض الزوجات يجدن أزواجهن غير جديرين بالطاعة والاحترام إما لأنه كثير الأخطاء أو لأنه بعيدا عن الله أو بسبب قسوته عليها أو ظلمه لها, فتبتعد الزوجة عن طاعة زوجها وقد تنسى في كثير من الأحيان بأنها مطالبة بها وأنها سبب يسبق صلاتها في إدخالها الجنة .
ولكن الحكمة تكمن هنا … فبقدر صعوبة الطاعة للزوج وبقدر استحالة أن يكون كل الأزواج بنفس القدر من الحكمة وحسن الخلق ورجاحة العقل بقدر ما تتفاوت الزوجات باهتمامهن بتقديم الطاعة للزوج وقدرتهن عليها أو حتى اقتناعهن بوجوبها.و من هذا الاختلاف و من هذا التفاوت تنشأ الصعوبة في إتمام الطاعة له فالزوجة أقرب الناس إلى الزوج وأكثر الناس تعرضاً لظلمه وبطشه لأنه يملك السلطة عليها و يعرف نقاط ضعفها ومن هنا تصبح الطاعة أمراً يحمل أشكالاً وصعوبات عدة .
– فإن كانت الزوجة تحترم زوجها وتثق برجاحة عقله وقدرته على تسيير أمور العائلة تصبح الطاعة أمراُ سهلا وتلقائياُ.ومع ذلك نجد بعض الأزواج يطلب من زوجته طلباً سهلاُ وتمتنع هي عن تنفيذه لعدم رغبتها في ذلك (كانتظاره لتناول العشاء معه) وهذا الخطأ منها ناجم عن غفلة منها لأهمية حصولها على رضاه وهنا لو أنها تجاريه و تستعمل ذكاءها فتشعره بأنها تأكل معه وإن لم تفعل.. فتجلس وتتحدث معه وتأكل القليل لكسبت الكثير من رضا ربها بإطاعتها لزوجها.وهذه الطاعة جوهرة في يدها فلتشكر ربها لأنه يسّرها عليها ولم يجعلها صعبة أو كريهة كغيرها من النساء اللاتي يعانين الأمرين في مسايرة أزواجهن واحتمال ظلمهم وليس السبب رضا الله فقط أو إرضاءً للزوج ولكن من أجل أن تبقى العائلة ولا يهدم البيت وكي لا يضيع الأولاد.
– وإن كان الزوج لا يحمل صفات اليسر في الطبع وسهولة المطلب وحكمة التصرف ضاعت هيبته في نفس زوجته وثقتها به وهنا تصبح الطاعة صعبة وتزداد صعوبتها كلما كان الطلب صعبا على نفس الزوجة القيام به أو تكرهه, وهنا لو أن الزوجة تذكرت الجهاد في سبيل الله كم هو صعب على النفس كأن تضحي الأم بولدها ليجاهد في سبيل الله ويُقتَل, وكم هو صعب رد النفس الأمارة بالسوء عن الشهوات, لهانت عليها نفسها وألمها واستودعت الله ثواب صبرها وجهادها فكل ألم يشعر به الإنسان يؤجر عليه طالما أنه في سبيل الله ورضاه وطاعته. قال الله تعالى وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) ولكن هل يعني ذلك أن تتنازل عن حقوقها وتترك المطالبة بها كي لا يغضب منها؟؟ بالتأكيد لا ..ولكن يجب إتباع لين الكلام وحسن التصرف واللباقة في طلبها.
– فكلما ازدادت الطاعة صعوبة عظُم الثواب وهنا يأتي دور الإيمان الراسخ في قلب الزوجة فهو الذي يساعدها لتضغط على نفسها وتتقبل زوجها بأخطائه وعثراته وتحاول إرضائه ولو كان هذا على حساب سعادتها بل أنها قد تشعر بالسعادة لرؤيته سعيداً فالسعادة دائما تكون في العطاء والبذل لا في الأنانية والأخذ,و لا يكون العطاء دائماً لمن يستحق …ولكن الإنسان ذو النفس الكريمة (والكرم ليس مقصورا على المال فقط بل الكرم يكون بالأخلاق أيضاً )وكريم النفس هو من يعطي دون انتظار الأجر ممن أعطاه بل الأجر دائما من الله وحده ولا يجوز أن نعطي لمن نظنه جديراً بالعطاء فقط بل العطاء يكون أيضا لمن لا نحب والأكثر من ذلك أن نعطي لمن أساء لنا وخاصة الإنسان المقرب منا .فأن تعطي هذا الإنسان الذي يسيء لك ومع ذلك تحسن إليه هذا هو الإحسان (أعلى درجات الأيمان) لأنك عندما تعطي تعطي فقط حباً بالله وكما أمرك الله وليس لمن تحب أنت فقط,و أعلم كم يكون هذا صعباً في الكثير والكثير من المواقف ولكن يقيننا بأننا سنؤجر هو الذي يقوينا على الطاعة ولو لأنك جربت أن تتجاوز غضبك على من أساء إليك بل وتحسن أنت إليه ستشعر عندها بقوة عظيمة وستشعر بأنك انتصرت على نفسك الأمارة بالسوء وتحررت من غضبك وارتقيت إلى أن لمست عنان السماء وأرضيت ربك فتشعر بالرضا والسعادة تغمر قلبك لأنك استطعت أن تفعل ما لا يستطيع الكثيرين فعله.. الإحسان
. وأقول لكل زوجة كم ستشعرين بالسعادة عندما يسيء زوجك لك ثم تردين عليه بإحسان وكوب من القهوة كي تهدأ نفسكما, فيشعر بأنه صغير بغضبه وأنت كبيرة بحلمك و إن لم يفهم ويحس فالله شاهد يسمع ويرى
طالما أن ما يطلبه الزوج في حدود طاعة الله وما أحله فلا عذر عن عدم القيام به إلا عدم القدرة على ذلك, قال الله تعالى(لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).وهذه الطاعة هي أمر خصّ الله به الزوجة و وعدها بدخول الجنة إن نفذته ,فإن طلب منا الله جلّ وعلا أمراً ألا ننفذه بطيب نفس مهما صعب علينا أو خالف إرادتنا ولكن الزوجة قد ترفض أي طلب من زوجها لمجرد أنها لا ترغب بفعله دون أن تهتم للطريقة التي ترفض بها أو دون اهتمام لمشاعره كأن يطلب عمل وليمة لأهله أو أحد أصدقائه أو لعدد كبير من الأشخاص,فهناك زوجة ترفض والسلام و أخرى تبحث عن عذر وأخرى تناقش الموضوع وتبحث إمكانيات تحقيقه وتجعله يلمس الصعوبات وتساعده على التغلب عليها وعندها فقط يشعر بأنها تسانده وتفهمه وتحترم رغباته.
و إن أمكن للزوجة إقناع زوجها بالعدول عما يطلب مما تكره القيام به تكون فقد فازت بسعادة الدنيا وثواب الآخرة ولكن قد لا تستطيع ,وهذا يعود أولاً لذكاء الزوجة وأسلوبها و حنكتها في إقناع زوجها بوجهة نظرها أو حتى إرضاؤه بأمر أسهل على نفسها القيام به.
وثانياً يعود الأمر لاستجابة الزوج وعدم عناده و تشبثه برأيه, و قد يحتاج هذا الأمر إلى سنوات من الشد والجذب والتحاور والمسايرة حتى تثبت له خطؤه و لكي تصل الزوجة إلى المرحلة التي تمكّنها من إقناع زوجها بعدم إجبارها على فعل الأشياء التي لا تحب القيام بها.و قد يعينها الله عليه كثواب عجّله الله لها في الدنيا ,وإن لم تتمكن أبدا ًمن إقناع زوجها بالعدول عن رأيه عندها تزداد وطأة الطاعة صعوبة وألما في النفس و يكون الله عزّ وجلّ قد أخر لها الثواب إلى يوم القيامة حيث توفى كل نفس أجرها وإن ظلمت يعاد إليها حقها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى