صدقة التطوع

صدقة التطوع

والركن الرابع هو الزكاة لمن عليه الفريضة ومن ليس عليه زكاة عليه نفلها وهو الصدقة
والصدقة يا اخواني هي باب القرب وسر كل عطاء وقد قال الله عز وجل ( يا ابْن آدم أنْفقْ أُنْفقْ عليْك»)
ولذلك لو جاء عبد بعبادة الثقلين وكان شحيحا في الإنفاق فقل له ليس لك نصيب في كرم المليك الخلاق
[ومن يُوق شُح نفْسه فأُوْلئك هُمُ الْمُفْلحُون] وكان أحد الصالحين يقول
“تصدق ولو بنصف تمرة كل يوم تكتب في ديوان المتصدقين
وصلي ولو ركعتين في جوف الليل كل ليلة تكتب في ديوان القائمين”
إنها دواوين تفتح كل يوم ويلزم للإنسان أن تكون له صدقة دائمة لله عز وجل
[للْفُقراء الذين أُحصرُواْ في سبيل الله لا يسْتطيعُون ضرْبا في الأرْض يحْسبُهُمُ الْجاهلُ أغْنياء من التعفُف
تعْرفُهُم بسيماهُمْ لا يسْألُون الناس إلْحافا] ومن لم يتمرن على الإنفاق لا يطمع في كرم الخلاق عز وجل
” ( يا ابْن آدم أنْفقْ أُنْفقْ عليْك») لأن خلق الله الكرم و اسمه الكريم ليس من أخلاقه أو أسمائه البخيل

وهو كريم يحب كل كريم لأن الله يحب من خلقه من كان على خُلقه
(السخاءُ شجرة منْ أشْجار الْجنة ، أغْضانُها مُتدليات في الدُنْيا ، فمنْ أخذ بغُصُنٍ منْها قادهُ ذٰلك الْغُصْنُ إلى الْجنة ،
والْبُخْلُ شجرة منْ أشْجار النارُ ، أغْصانُها مُتدليات في الدُنْيا ،
فمنْ أخذ بغُصْنٍ منْها قادهُ ذٰلك الْغُصْنُ إلى النار »[2]
ومن يريد أن يكون من أهل الغرف العالية في الجنة
ماذا يفعل يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه و سلم
{ إن في الجنة غُرفا يُرى ظاهرُها منْ باطنها، وباطنُها منْ ظاهرها، أعدها اللهُ لمنْ أطعم الطعام،
و أفْشىالسلام، وصلى بالليْل والناسُ نيام }[3]
وهذه يا إخواني هي أبواب الإكرام يكفي أن
( والصدقةُ تُطْفىءُ الخطيئة كما يُطْفىءُ الماءُ النار )[4]
ومن منا بغير خطيئة وأسرع شيء لمحو الخطيئة هو الصدقة
وربما يكون الاستغفار بغير حضور قلب يزيد الأوزار
لكن ما يطفئ هذه النار وهذه الأوزار هي الصدقة..
فمن يريد أن يحبه الله عليه أن يكون من المتصدقين والمكرمين والعطاءين .
من كتاب : كيف يحبك الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى