شعر جميل عن المدرس

أشعلت روحك في الآفاق مصباحا
ورحت تزرع في الأوطان أرواحـا
ورحت توقد في الأبـدان مفتخـرا
عزيمة تغمـر الأكـوان إصباحـا
ورحت تبني منارات العلا شهبـا
وتوقـد الحلـم آمـالا وأفراحـا
حملتَ همّ بنـاء الجيـل متّخـذا
من درب أحمدَ للأمجـاد مفتاحـا
وقفت نفسك في ذات الإلـه ومـا
طلبتَ شكـرا وتقديـرا وأمداحـا
فما تعبتَ ومـا كلّـت جوارحكـم
وما مللـتَ ولكـن زدتَ إلحاحـا
وما نظرتَ إلى أجرٍ وقـد نقصـت
حاجات أهلٍ وما تحدثوا: لقد باحـا
علّلْتَ نفسـك َ بالآمـال تزرعهـا
حتى غدوتَ في مواجهة النـاس فلّاحـا
ورحت تستوعب التلاميذ مصطبرا
فذا ثقيل، وذا مـا انفـكّ مزّاحـا
وذا عليل وفي عينيه بعض عمى
وذا أصمّ وعنه الركب قـد راحـا
وذا مريض، ففـي أعضائـه وجـع
وفي الخلايا دبيب منه ما انزاحـا
وذا بطـيء بطـيء فـي تعلّمـه

لا يفهم الدرس مهما كنت شَرّاحـا
وذا يعذبـه التفكيـر مـن صغـر
وذا يفكّـر إذ مـا كـان مرتاحـا
وذا هزيل، وفـي أثوابـه أسـد
حر يمور إذا ما الدرس قـد لاحـا
وذا تفوّق من عاميـن وانطفـأت
منه الذبالة حين اختيـر شتماحـا
فأنت وحدك في المجال تسعفهـم
حتى عُددت في مواجهة الخلـق جرّاحـا
تبـارك الله إذ أعطـاك مكـرمـة
فصرت للشعب قنديلا ومصباحـا
تحارب الجهل تبني الجيل مفتخرا
تقـدّم العلـم للطـلاب أقـداحـا
تطوّع الدرس كي ترقى بهم همما
حتى يصيروا لذلك الشعب أرباحـا
فاهنأ فإنك في كـل الشعـوب دمٌ
تبـثّ فيهـا بحـول الله أرواحـا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى