شرف يدعيه وتهمة لا ينفيها.. بقلم طه مدثر

السودان اليوم:

(1)
هل أتى على المواطن السوداني حين من الدهر فأصبح كآلة
صماء بكماء ومطلوب منه عدم التفكير وعدم التغيير، بل وعدم تحديثه حالات معاناته ومصائبه اليومية فإذا رأى ارتفاعاً في سعر سلعة ما فعليه أن يحمد الله ويشتري ولا يسأل الارتفاع دا سببه شنو؟ وإذا رأى صفاً من الصفوف المتعارف عليها والمتداولة والمشتركة بين كل مواطني الولايات فعليه أن يأخذ موقعه ولا يتذمر ولا يتضجر ولا يحتج ولو سراً، وإذا رأى عدم توفر السيولة فيحمد الله ويشكره ويضرب لنفسه مثلاً بأن الأمريكان (أصحاب الدولار الأصليين) ما قاعدين يشيلوا القروش في جيوبهم!! يعني أنت عاوز (تتفلقص) وتملأ جيوبك بالفلوس، وتكون أحسن من الأمريكان؟
(2)
أيها العزيز (والي أي ولاية لا يهتم بمعاش الناس) لا شك أنك ستموت يوماً ما طال عمرك فإنك ميت مع وقف التنفيذ فهل تشك في أمر الموت؟ أعرف أنك تعرف الموت ولكني حاولت أن أذكرك بالحديث النبوي (من شق على الناس شق الله عليه) فإن الذكرى تنفع المؤمنين أم إنك غير مؤمن بالسنة واليوم الآخر والبعث وحساب منكر ونكير؟ وحاول قبل الموت أن تعمل عملاً نافعاً ولو أن تُقدم استقالتك من المنصب لأنه أكبر من قدراتك وإمكانيتك الإدارية!!
وأيها العزيز الموت يعمنا والقيامة تجمعنا (لا عندك اجتماع ولا مسافر في مأمورية ولا معزومة ملوحة بقراصة) والله يحكم بينا، ولكن قبل ذلك فكر في مقولتهم: (بارك الله فيمن راح واستراح)!! واستمع واستمتع بالأغنية الوطنية (بلا وانجلا)!!
(3)
الله عالم كل شيء وكثير ما يورد لنا أحداث الطغاة وعتاولة الإجرام والمستبدين دون أن يذكر أسماءهم فليس في ذكر الطاغية أو المفسد أي فائدة ومثلاً يقول الله تعالى: (ذرني ومن خلقت وحيداً)، وهنا الوحيد الذي ذكره الله عرفه المفسرون بأنه الوليد بن المغيرة، بالسودان لدينا حزب يزعم أنه الحزب الوحيد الذي أدخل المسلمين في السودان الى المساجد وهذا أمر لا أساس له من الصحة، فالمسلم السوداني الصغير ومنذ مولده يقرأون على أذنيه الأذان والإقامة، ثم يذهب إلى الخلوة طائعاً مختاراً، ثم يواصل بعد ذلك مسيرته الإسلامية التي فطره الله عليها، وهذا الحزب يدعي هذا الشرف لنفسه والشرف منه برئ، وذات الحزب يزعم أنه وبعد أن أدخل الناس المساجد دخل هو إلى الأسواق وهذه تهمة كبيرة لا يستطيع أن ينفيها وهو دخل الأسواق وعاث وجاس في الأسواق (ربا وكسراً وكتفلي وبيع الكاش بالشيك) فأي شرف تدعيه وأي تهمة تنفيها؟
(4)
أشكال وأحجام المدارس التي تشبه (كبسولات بسط الأمن الشامل) أو تشبه (الحاويات) تجعل من تلك المدارس مكاناً لا يحبه أغلبية التلاميذ والدليل الحزن والكآبة وعدم الرغبة في الدراسة تفيض من وجوههم وهم يدخلون إلى المدرسة وهم يجرجرون أرجلهم وكأنهم يساقون إلى الموت ولاحظ الفرح والسرور والبهجة التي تعلو الوجوه عند نهاية اليوم الدراسي وعند الإجازات والعطلة الرسمية ويروي لنا من نثق في روايته أنه سأل مجموعة من التلاميذ (آخر مرة ذهبتوا رحلة لأي حديقة تشموا هواء نقي ونظيف متين)؟ فسأل أحد التلاميذ: يا أستاذ شنو يعني رحلة؟ وسأل ثانياً شنو يعني حديقة؟ وسأل ثالث شنو يعني هواء نقي ونظيف؟)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى