سُبل الوقاية من الطلاق 2019

التركيز على التَّربية السليمة منذ الصِّغر، ثم الاهتمام والتركيز على تعليم كل شاب وفتاة أسسَ الاختيار السليمة لطرفه الآخر، ثُم الاهتمام بالتجهيز الفكري والعلمي للزَّوجين قبل الزواج، فكما يتم فحص الدَّم قبل الزواج، ولا يتمُّ العقد إلا به، يجب ألاَّ يتمَّ العقد إلاَّ بعد حضور دورات مُتخصصة في الزواج، وقد سمعت وشاهدت في الأخبار أنَّ هذا النظام طُبِّق في مصر على الطائفة القِبطية – النَّصرانية – ولاقى نجاحًا باهرًا، وفي خلال 6 أشهر لوحظ انخفاض كبير في نسبة الطلاق، ثُمَّ بعد الزواج، وهو لا يقلُّ أهمية عمَّا قبله، فالمشاكل تبدأ، وهنا يَحتاج الزوجان لاختصاصي أُسري لحلِّ مشاكل عدم التوافُق الزَّوجي، وهذه من أكبر المشاكل، فللأسف لا توجد مراكز كافية، وإذا وُجِدت، فالاختصاصيُّون غير مُؤهلين بكفاءة وخبرة عالية، أو يعتمد المركز على الشخصيَّات والأسماء المعروفة بغَضِّ النظر عن كفاءتها، فليس كلُّ داعية، أو خطيبِ مسجدٍ، أو كاتبٍ قادرًا على حلِّ المشاكل الزوجيَّة”.

و نؤكد علي أهميَّة الحوار؛ لتكوين علاقة زوجيَّة ناجحة رغم ما ينتابُها من مشاكلَ، فتقول: “الحوار مُهم والهدف منه:
أن يفهم كلُّ طرف شريكَ حياته، ويفهم اهتماماتِه، وأحلامَه، وطموحاتِه، فيتفهَّم كل طرفٍ حاجاتِ شريكه، ويسهل عليه الدُّخول إلى عَالمه؛ وبالتالي اختصار كثير من المسافات بينهما.

ويفهم العوامل التي بَنَت شخصيَّة الطرف الآخر مُنذ صِغَره، فالحوار مُهم لمعرفة فترة الطفولة والمراهقة، فالكثير من المشاكل ستنتهي لو – مثلاً – عَرَفتِ الزَّوجة سرَّ تصرُّفات زوجها في مواقفَ مُعيَّنةٍ، عندما تكتشف أنه مُتأثر ببعض الأحداث والمواقف الصَّعبة التي مرَّت به، فسبَّبت له رَدَّ فعل عنيفًا تجاه بعض الأمور؛ وبالتالي يساعد كلُّ طرف الآخرَ على تخطِّي هذه العقبات، أو على الأقل تفهمها ومُراعاتها”.

ولكي ينجحا معًا في تخطي المشاكل والعقبات، لا بُدَّ من تَمثل قِيَمٍ ومُثُل ومكارم أخلاق الإسلام، في ضبط ردود الأفعال، وعدم التوقُّف عند كل شاردة وواردة، وأنْ تتوفر ثِقة بينهما، وحرص على التوادِّ والتَّواصل، والاستقرار والاستمرار، واستبعاد أنْ يتنافرا أو يتباعدا تَحت أيِّ ظرف، وقبل ذلك على كلٍّ من الزَّوجين الدعاء، وكل منهما يدعو للآخر أنْ يرزُقَه الله حبَّ شريكه، وألاَّ يحرمه تلك النِّعمة، التي تؤلف القُلُوب، وتربط عليها صبرًا على الصِّعاب، وتحمُّلاً للأذى، وأن يلتقيا على طاعة الله، وأن تضبط خلافاتِهما أحكامُ شرعه سبحانه، وأنْ يتوفر كثير من الحرص على التوافق والتَّفاهُم من أجل استقامة الحياة، وصلاح الذرية، برًّا ووعيًا، أمَّا عن تفشِّي الطلاق بما يخيف ويُهَدِّد استقرارَ المجتمعات المُسلمة، حتى إنه ليبدو كما لو كان الأصل، فإن استهانة الرجُل والمرأة بالحياة الزوجية، وعدم تَمثلها في شيء من التقدير، الذي يعطي انتماءً وولاءً وحرصًا على الاستمرار والاستقرار، فثَمَّ سلوكٌ مستهتر يُنهي الحياة الزوجيَّة، دون اعتبار لعواقب ذلك، ولعلها أيضًا تفاهة الاهتمامات، وتنافر الطِّباع، وغرور أيٍّ منهما واستكباره على الآخر، واحتقاره في سلوكيَّات بغيضة ومقيتة، ولعلها الحياة الخاصة حين يعجز أحدهما أو كلاهما عن تحقيق أيِّ درجة من درجات التوافُق الجنسي بينهما، فينعكس ذلك على مشاحناتٍ، ظاهرُها غير دوافعها، يبدو أيضًا أن الترويج للمطلقات باعتبارهِنَّ الشريحة الأكثر عطاء ونشاطًا على كل المستويات الثقافية والاجتماعية، يبدو أنَّه فتح الشهية لكلِّ من تعيش مع زوجها على حرف للطلاق، فقد وجدت ذريعة ومخرجًا مشجعًا، نلحظ أيضًا تغيُّرًا في القناعات بشكل سلبي تجاه استقرار الزوجيَّة، فعلى حين كانت المرأة دومًا هي مَن يضرب بها المثل في المحافظة على البيت واستقراره، والوصول بالزوجيَّة إلى بَرِّ أمانها؛ بتجنيبها المشاكل، في ظلِّ رجل، لو لم يكن لدى المرأة ذلك الحرص وتلك القُدرة على رَأْب الصَّدع، لانفكَّت العُرَى باكرًا، إلاَّ أن المرأة اليومَ صارت أكثرَ قابليةً واستعدادًا للانفكاك عن الرجل، لمجرد أنَّها لا تراه يحقق لها توازنها النفسي، ولو لم يكن بدرجة السوء التي تقتضي الانفصال، المرأة اليوم صارت تُلجئ الرجلَ للطلاق في كثير من الحالات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى