سقوط الأندلس

الأندلس

فُتحت الأندلس على يد المسلمين في سنة اثنتين وتسعين للهجرة، وانتشر الإسلام فيها بشكل كبير بعد فتحها، وأصبحت من أهمّ الدول الإسلامية في ذلك الوقت، وبقيت هذه الدولة لمدّة لا تقل عن ثمانية قرون وبعد ذلك سقطت، وتميّزت بوجود العلم والحضارة والجمال والرقي الذي ميّزها عن غيرها من الدول، ووُجِد فيها جميع مقوّمات الحياة المريحة، فهي كانت تحتوي على الأرض الخصبة والمياه العذبة الوفيرة، والخضرة الرائعة التي كانت تكسوها، ومناخها المعتدل والمناسب في جميع الفصول، وقد تغنّى بجمالها الكثير من الشعراء، ونظّموا العديد من القصائد الخاصة بها.

أسباب سقوط الأندلس

في فترة من الفترات تعرّضت الأندلس لحالة من الضعف والعجز، والذي أدّى إلى جعلها دولة ضعيفة وغير قادرة على مواجهة أعدائها وخصومها، والنتيجة كانت سقوطها وانهيارها، ويعود ذلك للعديد من الأسباب وهي:

  • الابتعاد عن الله تعالى: من أهمّ أسباب سقوط الأندلس هو البعد عن العبادات التي أمر بها الله تعالى، والسير على النهج الإسلامي المستقيم والسوي، والانحراف إلى القيام بالأعمال المحرمة وغير المقبولة، كشرب الخمر وانتشار الغناء والرقص والطرب والجواري، وغيرها من المفاسد التي انتشرت في ذلك الوقت، فكلّ هذه الأمور أصبحت مباحة في دولة الأندلس، والجميع له حرية القيام بها دون وجود حسيب أو رقيب على ذلك، فاختفت القيم الإسلاميّة في ذلك المجتمع، ولم يعد لمخافة الله والحساب والعقاب حسباناً لديهم، ممّا أدّى إلى شيوع الفساد وعدم الاستقرار، الذي أدّى إلى القتل والشتم وعدم الخوف على الأعراض التي تدنّس.
  • الترف: انشغال سكان الأندلس وحكامها وسلاطينها بالترف والإنفاق المفرط على الحياة الدنيا، كالملبس والمأكل والمشرب، وغيرها من الأمور، أدّت إلى تجاهل الدفاع عن بلدهم من أيّ خطر يهددهم من قبل الأعداء، لأنّهم انشغلوا في حب الدنيا وملاهيها، ونسوا الدفاع والجهاد في سبيل الله تعالى، وسبيل الدفاع عن الأرض، وهذا سبب قوي في سقوط الأندلس وانهيارها.
  • موالاة أعداء الأمّة من الصليبين: من الأخطاء التي قام بها حكام الأندلس في ذلك الوقت، والتي أدّت إلى دفعهم ثمناً غالياً لذلك، وهي إقامة علاقات ودّ واحترام بينهم وبين ألد أعدائهم وهم الصليبين، وأصبحوا من الأشخاص المقرّبين لهم، وسعوا لمجاملتهم ومجاراتهم، وطلبوا المساعدة منهم في الكثير من الأمور الخاصة بهم، مما أدّى إلى معرفة الصليبين بكل ما يتعلق بهم، وكان سبباً في سقوطهم.
  • التنازع بين المسلمين على الدنيا: تعرّضت الأندلس لحدوث الكثير من النزاعات والخلافات بين أفرادها، وذلك للحصول على المناصب التي يريدونها، مما أدّى إلى إضعاف القوة التي كانوا يتمتعون بها، عندما كانت صفوفهم موحّدة.
  • تقاعس كثير من العلماء عن دورهم: للعلماء المسلمين دور كبير في سقوط الأندلس، وذلك لأنّهم تركوا الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله، ولم يهتموا بالدعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل أصبحوا مواليين لحكامهم على الحق والباطل وتأثروا بهم كثيراً، مما أدّى إلى ضياع الأندلس وانهيارها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى