سطور

سطور
مفقودة
من
رسالة
المتنبي
إلى
جدته
1966
مارس
16
ربما ..
لو رمَّدَ الغيمُ
جفونَ الفجرِ
أو أزجى المدى النشوانُ
أشواقي إليكِ
وضيَّعَ السفرَ الطريقْ ..
ربما عدتُ صبيًّا ..
أرشفُ الأحلامَ
من عينيكِ
أستلقي على العشبِ النديِّ
فلا أفيقْ ..!
آه.. ياأنت التي
تبقين مابين ضلوعي
شهقةً أخرى
وأقمارًا تنامى
من جبينِ الأفْقِ
في نهرِ مساءاتي
فيصتكُّ البريق ..!
ربما .. ألقاكِ
وعدًا نائمًا
يسْتفزُّ الصحوَ
يسعلُ في كهوفِ الغيبِ
كالشيخِ العتيقْ !
لوَّنَ الوجدُ
ثيابَ المجدِ
وانثلَّ التطوُّسُ في فمي شعرًا
ومازلتُ الفتى البدويَّ
يشهقُ من جدارِ الضوءِ
تأسرُهُ الشموسُ الحارقاتُ
فيلجِمُ القلق َ
المحالْ !
لو …
ساختِ الأقدامُ
في وحلِ التملُّقِ والخنوعِ
أيستقرُّ بنا السؤالْ ؟!
أو غيَّرَ التاريخُ
وجهَ الأرضِ
فانساقت جموعُ الجندِ
خلفَ الشعرِ
واندثرَ النزالْ !
هل يستقرُّ بنا السؤالْ ؟!!
لاكانَ هذا الشوقُ
لاارتعدتْ فرائصُه
ولاكانَ الوصالْ ..!!
***
أوَّاهُ ..لو تدرين
ياأمي التي تحنو كما أقسو
وتشربُ كأسَها العفْويَّ
في فرحٍ
وترقبُ فارسًا
يأتي على كتِفِ الرياحْ ..!
أوَّه لو تدرينَ
ماتَ الشوقُ ..
خانَ الليلُ مخدَعَهُ
فما ولدَ الصباحْ ..!!
آتيكِ ..
قبل الموتِ
بعد الموتِ
أو تأتين في وجعِ القصيدةِ
في احتضارِ الشوقِ
في رحم الجراحْ !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى