راى علم النفس فى الخرافات 2019

يقول د. حمدي ياسين خبير الصحة النفسية أن انتشار مهنة العرافة، خاصة قارئة الفنجان والكف وضرب الودع عرفها الإنسان من قديم الأزل ولها مدلول تاريخي، حيث كان هناك شخص يدعى خرافة يختفي لفترة عن الناس ثم يطل عليهم وعندما يسألوه عن سر غيابه يحكي لهم حكايات من المجهول.

ويضيف ياسين أن هذا الشخص كان يقول أنه تزوج جنيه وقضى معها تلك الأيام في سعادة وهناء حتى طلب لقائهم ملك الجن الذي رفض زواجهم وأصر على طلاقه منها وعودته للأرض بالاضافة لحكايات أخرى من هذا القبيل كان يسمعها الناس للتسلية وللدعابة وللسخرية أيضا، ومات خرافة لصبح كل ما يتعارض مع حياتنا ومفاهيمنا يعرف على أنه خرافات نسبة.

خرافة

ويرى ياسين أن الإنسان بطبيعته يميل لمعرفة جزء من المجهول، خاصة في الأمور التي فشلت في تفسيرها المختبرات والنظريات العلمية، وهو ما يعرف بسلوك الحيرة، وهو جزء من حياة البشر ولا يقتصر على طبقة معينة من الناس، فهناك علماء تصل إلى درجات علمية كبيرة وينتابها من وقت لآخر هذه الأفكار لأنها موروث قديم ما يزال راسخا في سلوكياتنا البشرية، يظهر بوضوح عند الأميين والبدو وأقل ظهورا عند الأكاديميين.

خطورة الخرافة

ويرى ياسين أن خطورة هذه المعتقدات تكمن في الارتماء في أحضانها لأنها تعوق تقدم البشرية، فهناك بعض الناس تفسر كل سلوكياتها على الخرافة والحظ وقراءة الفنجان والكف.

وأوضح د. ياسين هناك أمور لا يجب البحث فيها مثل الله، الخلود، الموت، الحياة وغيرها من المسلمات، بينما هناك أشياء يجب على الإنسان البحث في أسبابها مثل طلاق إحدى السيدات فلابد من البحث على الأسباب التي أدت إلى طلاقها وهنا العلم يبحث في 80% فقط من الأسباب والباقي يجهله فيرجعه لإرادة الله تعإلى ويعترف بذلك في صورة أمثال الشعبية مثل ـ ربنا يوفق رأسين في الحلال ـ و ـ ربنا عاوز كده ـ و ـ تبقى في الكوشة وتقسم لغيره ـ وغيرها من الأمثال الشعبية التي تؤكد عجز العقل البشري على تفسير ما يحدث في حياته.

قدرات خاصة

ويوضح ياسين أن من يقوم بممارسة الخرافات كقارئة الفنجان والكف والودع وغيرها لهم قدرات خاصة في الإيحاء والتلاعب بمشاعر وأحاسيس الناس فضلا على الاستعداد النفسي عند بعض الناس لسماع تلك الخرافات والاعتقاد فيها لأننا نسلم بأن هناك فكر غيبي وأن حياتنا الملموسة التي نعيشها ليست هي الحياة كاملة فهناك عالم غيبي يعيش معنا وهو ما يعرف في العلوم النفسية بعلم الميتافيزيقيا الذي يشير إلى كل ما يتعارض مع مفاهيم العقل البشري.

وعلى النقيض له علم الفيزيقا الذي يشير لكل ما يخضع للعقل البشري، ولأن العقل ناقص لتبعيته لمخلوق الإنسان وهو ناقص فكيف يصل إلى الكامل ـ الله ـ فالإنسان ينتقل من جزئيات وقحة إلى شيء جميل فلا يوجد في الحياة

البشرية خير مطلق ولا حق مطلق وهكذا تكون الدنيا، ومن ثم لا ينبغي أن نخلط بين الميتافيزيقا والفيزيقا وقال الله تعإلى في كتابه العزيز ” يا أيها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدو لكم تسؤكم”.

اسباب الظاهرة

ويرجع ياسين أسباب تفاقم تلك الظاهرة في المجتمعات العربية، خاصة في مصر إلى انعكاس حالة القلق عند المواطن ، وتعرضه لضغوط كثيرة بسبب قضاياه الحياتية وضعف العقل البشري في تفسير أسباب مشاكله ومواجهتها فيهرب من مشاكله إلى البحث في الأوهام واستشعار الخطر الذي يتوقعه.

التصدي لظاهرة العرافات

ويقترح ياسين للتخلص من هذه الظاهرة تكاتف فيها كل الجهات بداية من تخليص مناهجنا التعليمية من الخيال الذي يتعارض مع العقل البشري.

كما يقترح التوقف عن رواية الامهات لحكايات الرعب للأطفال مثل أبو رجل مسلوخة وغيرها من الحكايات المفزعة التي تدفع للطفل بالتفكير في الخيال المخيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى