دور الزوج فى تربية الأبناء و الحياة الأسرية 2019

السيناريو المتكرر بداخل غالبية الأسر هو أن الأم هي القائمة بغالبية الأعمال التي تخص الأسرة والأولاد، ويقتصر دور الأب – للأسف – علي توفير الدخل المادي للأسرة، وربما بعض المسئوليات النثرية الأخري، فهل الزوجة أيضاً ملامة أنها لم تجلس مع زوجها في بداية الزواج ليضعا معاً أسس العلاقة الزوجية والتربية والخطوط الحمراء التي لن يقبل كل منها للأخر بتخطيها؟ بما أن الأم دائما هي الملامة، فلماذا لا تكون هذه المرة أيضا؟!

نظرة واقعية

فلنعترف جميعا بحقيقة لن يختلف عليها أحد، وهي أن المجتمع القوي الفعال لا يقوم إلا علي وحدة متكاملة، وهذه الوحدة هي الأسرة، وبما أن الأسرة هي أب وأم وأبناء، فينبغي أن يقوم كل واحد منهم بدوره كاملاً، حيث أن أي إخلال بالدور الذي عليه، يؤدي عاجلا أو أجلا لحدوث خلل ومشاكل تطال أفراد الأسرة جميعا، وقد أثبت الواقع والدراسات العلمية أن عدم مشاركة الأب في تربية الأبناء وفي مهام الأسرة وتخليه عن دوره في الاهتمام بزوجتة، هو سبب مباشر وحتمي لحدوث خلل نفسي عند الأم والأبناء، يتمثل في مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، وقد يؤدي لأمور متعددة من بينها تشويه الصورة النمطية لدور الأب والأم عند الأبناء، والعدائية عند الأطفال وتنشئة الطفل علي الأنانية واستغلال الآخر، وعدم المشاركة وعدم تحمل المسئولية عموما، وربما يصل بهم لكره أحد الأبوين.
لذلك فمن الضروري أن تضعي قواعد هامة منذ اليوم الأول بينك وبين زوجك، وإذا كان الأوان قد فات علي ذلك فابدأي الآن.. فإن تبدأي متأخرا خير من أن لا تبدأي أبداً! وتذكري أن الأمر ربما أسهل بالنسبة عليكِ مما هو علي زوجك، فغريزة الأم عادة ما تكون أقوي بكثير، وهي تقودك نحو الاتجاة الصحيح في أغلب الأحيان، بينما يحتاج الرجل والأب لبعض التوجيه والتذكرة والتشجيع لكي يتمكن من فهم المطلوب منه تحديداً والاعتياد عليه تدريجياً.
علاقتكما تأتي أولاً

لا تسمحي منذ اليوم الأول لزواجك أن يعاملك زوجك بطريقة مهينة أو غير مناسبة، أو يقلل من قدرك أمام الأهل أو الأبناء أو الأصدقاء، ولا أن يعامل أهلك معاملة سيئة، وحتي إن كان لا يرتاح في التعامل معهم، فلتكن العلاقة في أضيق الحدود، ولكنها يجب أن تظل في حدود الاحترام والود المتبادل، ولا تتجاوز ذلك في يوم من الأيام.
تحدثي مع زوجك عما يحبه وعما تحبينه أنتِ، فربما هو لا يحب أن تتحدثي بطريقة معينة أو لا يحب أن تزوري صديقة معينة، وكذلك أنتِ قد لا تحبين قضاء الوقت مع زوجة صديقة المقرب، إذ ينبغي علي كل منكما احترام رغبات الآخر وما يريده، كما ينبغي أن يكون هناك قدر من التنازلات من كلا الطرفين، فأنتِ أحياناً قد تتحملين زيارة زوجة صديقة والجلوس معها من أجل أن يوافق هو علي زيارة ابنة عمتك التي لا يحب زيارتها، فهو يفعل ما يسعدك أحياناً وإن خالف رغبته وكذلك أنتِ.. وهكذا، ينبغي أن تكون الحياة سلسلة من التنازلات من أجل من نحب.
ينسي الرجال دائما أن المرأة كائن رقيق يهتم دائما بالمشاعر والحب والرومانسية، لذلك تحدثي دوما مع زوجك عن تلك الحقيقة، وعن سعادتك بأي كلمة حب أو شكر علي مجهوداتك، أو علي أكلة شهية أو لون شعرك أو طريقتك في التصرف أو غيرها من الملحوظات التي تدخل عليكِ السعادة، وربما يري الزوج أنكِ مقصرة في أمور كثيرة، ولكنه يجب أن يتفهم أن الاهتمام والمشاعر الطيبة يحفزك علي مزيد من البذل والجهد وليس العكس.

أنتِ و أبنائك أولاً

لا تسمحي لزوجك أن يضعك أنتِ وأبنائك في المركز الثاني في قائمة أولوياته، فأنتِ بلا شك يجب أن تحترمي اهتماماته والتزاماته نحو أهله وعمله وأصدقائه، ولكن هذا لا يعني أن تأتي أنتِ والأبناء في المركز الثاني، قد يحدث بعض التقصير أحيانا، لكن الموازنة بين كل جوانب الحياة تظل ضرورية لكي تستقيم الحياة.

المشاركة ثم المشاركة

شجعي زوجك علي مشاركتك ولو أقل القليل في أعمال المنزل، والهدف هنا ليس راحتك فقط – فمن السهل أن تأتي بمن يساعدك، ولكن الهدف الأساسي هو إشعاره بأهمية وصعوبة ما تقومين به، إذ يصعب علي الرجل أن يشعر بأمور كهذه، لكنه وقتها سيقدر ما تفعلينه ومقدار الإرهاق الذي تشعرين به، وأن حياته لن تستقيم بدونك!
الرجل عادة يفكر في احتياجاته قبل كل شىء بعكس المرأة، لذلك اتفقي معه علي أوقات معينة يخصصها للجلوس معكِ للحديث أو الذهاب معاً في نزهة مع الأولاد أو بمفردكما، قد يكون الأمر صعب في البداية، ولكن ثقي أنه لن يضيع حق ورائة مطالب!
التزامات الحياة لا تنتهي، ولكن لا مانع من أن يخصص لكِ زوجك مصروف شهري، حتي وإن كنتِ امرأة عاملة، لا يهم أن يكون هذه المصروف كبيراً، فقد يكون عشرين أو خمسين أو مائة جنية بحسب مقدرته، ولكنه دليل علي مراعاته لكِ وإقرارا بحقك عليه، كذلك شجعيه منذ بداية زواجكما علي أن يتذكر كل منكما الآخر بهدية، وإن كانت بسيطة، فهي كفيلة بتجديد المشاعر بينكما.

القناعة بوابة السعادة

هذه مقولة ينبغي أن تتنفسيها أنتِ و زوجك و أبنائك. فبمبدأ المقارنات مرفوض في الأسرة. فلن يتقبل أي منكم أن يقارن بمن هو أفضل منه.
لذلك فضعي قاعدة أن مبدأ المقارنة مرفوض و أن كل منا له مميزات و عيوب ينبغي أن نتعامل معها بحكمة و بنصح و بقناعة كي تسير سفينة الحياة الزوجية بلا مشاكل و لا منغصات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى