خير البر عاجله

“فإذا عزمت فتوكل على الله”

أمر من الله (عز وجل) بالتوكل على الله فور العزم على الأمر، بمعنى أنه من الضروري جدًا عندما تفكر في أمر ما وتجد أنه مفيد لك وسيحقق لك طموحك وما تفكر فيه، فتوكل على الله وباشر العمل ولا تتردد فيه، فخير البر عاجله، وتأخيره ليس في مصلحتك، بل ربما يكون فيما بعد عبء عليك.

 

إنّ الذي يمنع المضي قدمًا في اتخاذ أي قرار أو المباشرة في أي عمل هو التردّد الذي يصيب الإنسان عند كل مفترق طرق يتعرض له، وهذا الأمر ليس سلبيًا بشكل عام، فالتأني في اتخاذ القرار، والتفكير مليًا في جميع جوانبه واستشارة من له الخبرة ثم اتخاذ القرار المناسب، هو ضرورة واصل في المباشرة بأي عمل، ولكن المماطلة في اتخاذ القرار، والتردد “المرضي” في عدم المباشرة بأي عمل جديد، فهذا ما يحق في قوله “خير البر عاجله”.

 

ومن صفات التردد، التسويف: وهو تأجيل الشخص لأموره واتخاذ القرارات بشكل ملحوظ ومرارًا وتكرارًا دون وجود أي من المبرّرات، بالإضافة إلى التهرّب من اتّخاذ القرار بخلق الأعذار والأسباب، وهذا يكون بسبب عدم رغبته أو قدرته على تحمل تبعات القرار. ومن الضروري أن يحدد الإنسان أهدافه، وماذا يريد في حياته، فهذا يجعل الإنسان يركّز كثيرًا على ماذا يريد في حياته مما يسهل عليه اتخاذ قراراته والمضي سريعًا في أموره.

مقالات ذات صلة

 

ولكي يحقق الانسان فعلًا “خير البر عاجله” في حياته عامّة، يجب عليه أن يتخلّص من القلق الذي يصاحبه في كل قرار يود اتخاذه، وأن يعلم أن الانسان قد يصيب وقد يخطئ في حياته، ولكن الأهم من هذا كله أن يعمل ويطور من نفسه وأن يكون في حركة دائمة بحيث لا يبقى ساكنًا في مكانه، وهذا لا يكون إلا إذا كان الانسان واثقًا من نفسه معتزًا بقدراته ومتوكلًا على الله في جميع أموره.

 

ومن الضروري جدًا أن يسعى الانسان دائمًا إلى تطوير مهاراته، فيتعلم فن اتخاذ القرار، وكيفية صياغة الأهداف وتحديد الأولويات، وأن يستعين بأقاربه وأصدقائه وذوي الخبرة في مساعدته في اتخاذ القرار المناسب والمساعدة في العمل فيما بعد.

 

ومن الأمور المعينة على أن يكون الانسان سريعًا في اتخاذ قراراته الأقرب للصواب، هو أن يقوم الشخص بتحديد قائمة الايجابيات والسلبيات التي قد تصاحب القيام بعمل ما، ومدى تأثير هذه الأمور على حياته عامة والمحيط الذي يعيش فيه، ومن ثم يقوم بتحليل هذه الإيجابيات والسلبيات بحيث يعزز الأمور الايجابية ويضع البدائل الممكنة للأمور السلبية وبالتالي يسهل عليه اتخاذ القرار المناسب.

 

ولا تنسى في نهاية هذا الموضوع التفكر في عواقب الجمود في الحياة، وعواقب عدم الرّغبة في التحرّك وخوض التّجارب الجديدة، وعواقب التّسويف الكثير، فكلّها أمور لو اجتمعت على الانسان أهلكته وجعلته بعيداً عن واقعه، وبعيداً عن أي إنجاز يذكر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى