خواطر عن الشتاء

مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة

ويطول فيه الليل للقيام

ويقصر فيه النهار للصيام

رغم هدوء ليالي الشتاء

إلا أنك تجد ضجيجاً داخل قلبك

أينما ذهبت .. عيونك لا تحكي .. سوى الحزن .. تجلس، وحيداً حائراً ، بأحزانك

محملاً بهمومك وأشجانك

في غرفتك المظلمه ،لاتسمع سوى ، صوت وقع المطر

أجمل مافي الشتاء…ذلك السكون التام

وكأن العالم يعيش في سبات

أتأمل الشارع من نافذتي

إنه خال … وكأن الجميع نيام

ما أجمل هذا السكون ….وهذا الهدوء

على نافذتك

تتناثر قطرات المطر

بهدوء ورقه

وكأنها تهمس .. في آأذاننا

بصوت خافت

تفاءلوا

متاعب .. الحياة والأوقات القاسيه .. وليالي السهر الحزينه

تذكر كل .. ماكنت، تفعله

قبل ان يدخل شعور البؤس إلى قلبـــك .. بسبب

حب انتهى ، أو حلم .. تلاشى

أو صدمات .. إخترقت .. قلبك ومنها تشبّع .. وارتوى ..

تذكّر أنك .. كنت رائعـــاً وما زلت كذلك .. لكنك نسيت .. نفسك بين ، متاعبك

وتركتها ضحية لأحزانك..ولظلم غيرك

فلا تظلم نفسك، بأن تقيدها…بالحزن

ألا يكفيها قهر الزمن .. وظلم البشر ..!!

ما زال المطر ينهمر.. ويشتد وقع صوت تلك ،القطرات على نافذتك

سيأتي الشتاء . .

وَ يلفظ الكون أنفآسّه المتسربله بأحلام . .

وَ تمسح الشمس بكُل لطف على جبَينْ الأرض ، وَ تخفض إشتعَالها

سيأتي الشتاء…!

محملاً باللقاءات…

وَ الصّباحَـات البيضاء…

سيأتي الشتاء…!

وَ أكون برفقه صديقاتي ..

سنحتّسي القهوه ، ونتحدث عن أشياء لآ تليق إلا بنا ..

سنضحك حَتى البكاء . .

في شتاء ماض ٍ كنا معاً ، قبل أن يبتلعنا الزحام انهمرت قطرات المطر على الطريق الرمادي ، كأنّ تلك القطرات دموعي ، وذاك الطريق وجهي .. شعرت ببرد قارص في تلك الأمسية الشتائية التي ابتلعت ريحها صوتي ، لكن ثمة صوتاً بعث الدفء إلى قلبي إذ احتوى غربتي وضياع خطواتنا بين آلاف الخطوات .. كان ذاك صوت فيروز.

ما زالت الحياة مستمره ومازال ، الأمل ، موجوداً

ما زالت ،تلك القطرات، تنهمر

وتطرق نافذتك بلطف

فتذهب، لتتأملها عن قرب

وتقف، أمام ، النافذه.

تراقب، جمال المطر فترتسم عليك

الابتسامه ..

وتنسى، همومك

ولو للحظات بسيطه .. وستشعر ، بالحنين إلى كل شي…إلى ، طفولتك وإلى تلك، السنوات

التي، مضت، من عمرك

ستحن إلى، قلوب إفتقدتها وأحاسيس نسيتها

ستغمض عيـنك

وتسترجع شريط…أحلامك…بحب

ستنسى، كل، مابقلبك

من، نقاط، سوداء

عندما ترى ،نقاء المطر

تذكّر كل ،صفاتك ،الجميله

التي نسيتها .. بفعل

في الشتـــــاء…

يتساقط المطرُ فيغسل أحقاد الصدور وسواد القلوب ..

في الشتـــــاء…

ترعدُ السماءُ فتذكر كل طاغٍ بقدرة الجبار ..

في الشتـــــاء…

يدركُ كل قاسٍ أن البرودة … قاسيةٌ جداً !

أنا أعشق الشتاء دون الصيف…

أعشق الشتـــــاء…

لأنه عندما يسقطُ المطر تُزال الأصباغ عن الوجوه فيعود كل شيء لأصله دون خداع أو تصنُّع !

أعشق الشتــــاء…

لأن المطرَ دائماً يشعرني بالطمأنينة فهناك رب لن يضيّعنا !

أعشق الشتـــــاء…

لأن دفء مشاعر تلك الصديقة ينتقل إلى كفيّ عند مصافحتها فيدفئني !

أعشق الشتـــــاء…

لأن تلك القوة التي تجعلك تتخلص من أغطيتك الدافئة في جنح الليل لتتحمل برودة المياه – تشعرني بدفء حب الله !

أعشق الشتـــــاء…

لأن احتساء شرابٍ دافئ في ليلةِ صقيع وسط أناس يحبوك وتحبهم كافٍ لأن يملأ الأرض دفئاً !

أعشق الشتـــــاء…

لأنه دائماً يذكرني بأنّ من فقدَ الله وفقدَ الحب …مسكين !

أعشق الشتـــــاء…

لأنه فيه فقط أستمتعُ بجمال البحر وجمال مدينتي بعد نزوح (المصيّفين)!

لا عاشقان .. يتذكّران … قلبي على قمر

تحجّر في مكان .. و يقال.. كان!

و أنا على الإسفلت .. تحت الريح و الأمطار

مطعون الجنان .. لا تفتح الأبواب في وجهي

و لا تمتد نحو يدي يدان .. عيني على قمر الشتاء ..

لم يَحن الوقت بعد للفراق

فما زال لدينا وقت

للأخذ والعطاء

فلو امتليء قلبي عتاباً وحزناً

فلن يطغى على قلبي شوقاً وحباً

فإني أغرق بحب ما حولي

كغرق العشب تحت قطرات المطر

فيختفي الغبار من حولها وتغدوا ناعمه براقه

كضوء الشمس وسط غيوم السماء

ينبئني شتاء هذا العام أن داخلي .. مرتجف برداً

و أن قلبي ميت منذ الخريف .. قد ذوى حين ذوت

أولُ أوراق الشجر .. ثم هوى حين هوت .. أول قطرة

من المطر .. و أن كل ليلة باردة تزيده بُعدا .. في باطن الحجر

إذا أتى الشتاء .. وحركت رياحه ستائري

أحس يا صديقتي .. بحاجة إلى البكاء

على ذراعيك .. على دفاتري ..

إذا أتى الشتاء .. وانقطعت عندلة العنادل

وأصبحت .. كل العصافير بلا منازل

يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي .

سماء ملبدة بالغيوم وذاذ أمطار يغسل الوجوه … حركة الطرق مستقرة … تدب الشوارع بالناس ..

فلا يوقفهم قليل من أمطار عن قضاء حوائجهم …

لكن منهم من تقلقه هذه الأجواء ومنهم من تجده فرحاً سعيداً نشيطا في هذه الأوقات

لكنهم على يقين بأنه يوم من أيام ليل الشتاء

آه ما أكأب الشتاء لياليه .. وأيامه وما أقساه

حين أخلو لنار موقدي الخامد .. والقلب مغرق في أساه

لست أصغي إلّا إلى ضجة الإعصار .. بين النخيل والصفصاف

تنهمر الأمطار بغزارة …

ارتبكت الشوارع … أقفلت المتاجر …

الكل مسرعاً باحثاً عمّا يحميه من ما المطر …

وها هم الأطفال هاربين لبيوتهم احتماءً من ماء المطر …

غلقت الأبواب وأحكم إغلاق النوافذ

أتذكر حبَّكِ الشتائي ..

وأتوسّل إلى الأمطار .. أن تُمطِرَ في بلادٍ أخرى

وأتوسّلُ إلى الثلج .. أن يتساقطَ في مُدُنٍ أخرى

لأنني لا أعرف .. كيف سأقابل الشتاء بعدك ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى