خاطرة تحفة , Thoughts from the heart

حكاية لوحة…على رف مكتبي

ياْتي الليل بسكونه وباْسراره الدفينه وبنجومه المصطفه في سماه العاليه البعيده…
ذلك الليل الذي تسرد فيه تلك الحكايات القديمه
حكايات ترويها الجدات
للاحفاد وترويها الامهات للابناء…حكاية السمسماني تلك الفتاه
الحالمه..وحكاية فاطمه التي غدت في الجبال هائمه من ظلم زوجة ابيها
وجبروتها..
في رف مكتبي صوره قديمه رسمتها منذو زمن بعيد لعجوز تجلس على كرسي ممسكه بكتاب صغير..ولطالما تسائلت في نفسي ماذا تقراء تلك العجوز؟
اتراها تقراء اساطير الزمن القديم؟
ام تراها تقراء سطور من حكايه منسيه…
لقد رسمتها دون ان
اعرف ماذا كان في ذلك الكتاب..ورغم انها اي العجوز وماتحمله بين يديها من
نسج خيالي إلا اني اتوق وانا انظر إليها إلى معرفت ماذا كانت تقرا…
ولطالما رسمت لوحات كثيره وبعد الانتهى منها انظر إليها متمعن في شغف بالغ منتظراً ان تحدثني تلك اللوحات عن مايجول في ارجائها..
وتمر الايام تلو
الايام ثم الشهور والسنين..وتاْتي الفصول الاربعه فتراني انظر الى لوحتي
هل ارئ تغيرها…هل زقزقت عصافيرها في فصل الربيع وهل تساقطت اوراق
اشجارها في فصل الخريف….هل سارعو اؤلائك البشرفي لوحاتي الى جمع الحظب
عند اقتراب الشتاء ليشعلو بها مواقدهم ليقو انفسهم برد الشتاء…
وهل ذهبو الى قراهم في عطلااتهم الصيفيه فزارو الجد والجده واستمتعو برفقاء الطفوله والصباء..كيف تكون افراحهم واحزانهم…..
رسمت اطفالاً فتسائلت هل كبرو..هل بدئو يتعلمون حروفهم الاولئ في مدرستهم..
رسمت فتيات فجلست
انتظر متى سياْتي ذلك الفارس الممتطي حصانه الابيض فيخطف قلوبهن..ولبرهه
من الوقت تخيلت اني مدعو الى حظور عرس في قرية من تلك القرى التي صورتها
بريشتي لفتاة زفت الى شاب وسيم..
وفي خيالي كم كان ذلك العرس غاية في الجمال والروعه…
لطالما رسمت ازقه وشوارع وكنت في خيالي اتمشى في طرقاتها..بين اسواقها وحوانيتها..
ولكن اشد مايحزني
ويفطر قلبي اني رسمت وجوه عزيزه على قلبي قد مر الزمان عليهم واراني
بالامس قد ودعتهم..ذهبو وشدو الرحال لحيات اخرى….
لقد طواني الحزن لرحيلهم لكني انظر اليهم في لوحاتي وقد كستهم تلك الابتسامات الرائعه وملئت ارواحهم بهجت الحياة واكسيرها…
انظر الى لوحاتي الى
وجوههم التي بالامس كالنت معي واليوم لم يعد لهم وجود إلا في لوحاتي
فاْذرف دمعه غزيره صامته تخفي خلفها لوعة وحنين واشتياق صارخ……
فياإلاهي ماابلغ حكمتك ومااضعفنا نحن بني البشر.
اهداء خاص الى عسولة دوعن..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى