خاطرة : أتنفس أملاً

سأخيطُ ردائي يوماً بشعاعِ الشمسِ الذهبي، وألتحِفُ بضياءِ القمر، سأسلك كل دروبِ الخيرِ، أناجي الحقَّ، أقاومُ الشّوكَ، أتحدّى الحجر، سأسعى وأسعى، وإلى بارِئي سترنو عيوني، وبجلالهِ سأحسن ظنوني.

فيا نفس هبي تقدمي ثوري تنمري، علِّقي يديكِ بأطرافِ السماءِ؛ كي يجعل بارئُك حرَّ النارِ في دروبكِ سلاماً وبرداً، ويُصيّر الأشواكَ لكِ ورداً.

ويا نفس بغير حب الله لن تنعمي، فلغير دربِهِ لا تُقْدِمي، هذي خُطاكِ يحسبها القدر، فبهدي الله اهتدي، وصوني الحس الأخلاقى، وبسُنَّةِ المصطفى استرشدي فإلى الله المصير، وإياكِ والسير في ظلام الكبر والجفاء فهما أخطر داء، درب لا يسلكه سوى العبيد، درب لا يعي خطره الجهلاء.

شهيقي أملٌ، شهيقي ثقة برب الوجود، زفيري وراءَ ظهري جحودٌ ونُكْران، فيا من عددت أحلامي ضرباً من الأوهام، انظر باتجاه الأفق سترى روحي المهاجرة، فلا العجز أرضاه سجناً ولا خفافيش الخيبةِ سجّانيه. ولا تعجب إذ تراني على الأرضِ سائرة، فهذا مجرى مائيٌ من الحليب قد غاصت فيه قدماي اسمه “منتهى الثقة”، ومنه قد ارتوت طيورُ آمالي فإذا هي في علياء محلقة شامخة مترفعة عن حياةِ الجبناء.

أتنفس أتنفس أملاً كالسحرِ يسري في جسدي يُنْعِشُ أوصالي، فيا أمطار سمائي ارويني، أزيحي غُبارَ الكَسَلِ، واسقي في بُستاني بذورَ العزْمِ وحبّاتِ الهِمَمِ، فمن أجل وطني وبسبب ديني سأسيرُ ضد تيار القهرِ، أشقُ شِباكَ الغدرِ، أُحَطِّمُ قيودَ الظُّلمِ، أتخطى كل المصائد.

فيا أنوار الإله احتويني، ويا نور على نور أشهدك أنّي أحبك، فأحب عبداً من صُنعك، بلغ على المصطفى وبلغه سلامي فإني كأبي ليلى أرتقي سلم العلياء طامحة صوب الجنة بحبك يا رسول الله وبرضا الإله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى