حيوانات (مكتئبة).!.. بقلم احمد دندش

السودان اليوم:

طالعت قبل أيام حديثاً لأحد أخصائيي التغذية أكد خلاله أن من أهم أسباب عدم استمتاعنا بتناول اللحوم مؤخراً هو أننا نأكل في الأصل حيوانات وطيور مكتئبة، ولا أدري لماذا وجد حديث ذلك الأخصائي هوى في نفسي، خصوصاً عندما جئت وألقيت نظرة سريعة على الحيوانات والطيور في السودان، وخلال المساحة التالية سأوضح لكم وبالتفصيل أسباب اكتئاب حيواناتنا السودانية.
الدجاج:
من الطبيعي جداً أن يكتئب الدجاج في السودان، فهو لا يمر على الإطلاق بمراحل نموه الطبيعية، ويجد نفسه فجأة قد تحول ما بين ليلة وضحاها من (كتكوت) إلى ديك بالغ بسبب المواد (الغريبة) التي توضع له في الطعام لكي ينمو بسرعة ويتم ذبحه وبيع لحومه، و…(على الأقل ياجماعة كان تخلوهو يعيش فترة المراهقة بتاعتو).
الخروف:
فجأة، وجد الخروف أن أسعاره قفزت في السودان من 500 جنيه إلى 5000 جنيه.!…وذلك كان سبباً منطقياً جداً لتصاب كل الخرفان السودانية بحالة اكتئاب حادة، فالخروف الذي يتم شراؤه يكون حزيناً جداً جداً جداً لأنه سـ(يؤكل) بعد أن وصل إلى ذلك السعر الخرافي.!…و…(بيني وبينكم معاهو حق، خروف بالسعر دا مفروض يساعدوهو يحضر الماجستير مش يأكلوهو).!
العجل:
أسباب اكتئاب العجل في السودان مختلفة تماماً، فهي أسباب نفسية تتلخص في المعاملة السيئة التي يتعرض لها العجل طوال أيام ربطه أمام (بيت العرس)، حيث يظل في حالة من القلق والتحفز بسبب أطفال الحي الذين يحاصرونه طوال اليوم ويطبقون فيه كل نظريات (الشقاوة)، ابتداءً من إطعامه (القرقوش الناشف) وانتهاء بربط ذيله مع عمود النور.!…(بالمناسبة…في تيران عادي ممكن تنتحر بالبيحصل ليها دا).
الحمار:
(شفتو الاستغراب الجاكم لما قريتو الكلمة دي هو نفسو الاستغراب البعيشو الحمار لما جزار (ماعندو ضمير) يسوقو عشان يضبحو).!
الكلب:
انظر (الحمار).!
شربكة أخيرة:
(الكدايس) أيضاً صارت تتعرض مؤخراً للاكتئاب وذلك بعد أن اختفت اللحمة من كل الموائد، حيث يظل القط يموء ويموء ويموء بالقرب من المائدة، قبل أن يتفاجأ بأحدهم يرمي له (قعر عيشه)-هذا بالطبع إن توفر العيش من أساسو-.!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى