حل لغز اجابة سؤال ما معنى ووجدك ضالا فهدى ؟ فهل ضل رسول الله قبل البعثة ؟

قال تعالى {وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى} قيل: ضالاً عن النُّبوة فهداك إليها وقيل: وجدك بين أهل الضَّلال فعصمك من ذلك وهداك للإيمان وإلي إرشادهم وقيل: ضالاً عن شريعتك – أي لا تعرفها – فهداك إليها والضلال هاهنا التحير ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يخلو بغار حراء طلباً لما يتوجه به إلى ربِّه ويتشرع به حتي هداه الله إلى الإسلام وقيل: لا تعرف الحقَّ فهداك إليه وهذا مثل قوله تعالى { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} وعن جعفر بن محمد (ووجدك ضالا عن محبته في الأزل – أي: لا تعرفها – فَمَنَنْتُ عليك بمعرفتي) وقرأ الحسن بن على (ووجدك ضال فهدي) أي اهتدي بك وهي قراءة شاذة وقال ابن عطاء (ووجدك ضالاً، أي: محبًّا لمعرفتي) والضَّالُّ: المُحِبُّ كما قال {إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ} أي: محبتك القديمة لم يريدوا هاهنا في الدين إذ لو قالوا ذلك في نَبِيِّ الله لكفروا ومثل هذا قوله {إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} أي: محبَّة بيِّنة وقالوا: ووجدك متحيِّراً في بيان ما أنزل إليك فهداك لبيانه لقوله تعالى {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ} وقيل: ووجدك لم يعرفك أحدٌ بالنِّبُوَّة حتي أظهرك فهدي بك السعداء ومن ذلك قوله تعالى {مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} والصحيح أن معناه: ما كنت تدري قبل الوحي أن تقرأ القرآن ولا كيف تدعو الخلق إلى الإيمان وقال بعضهم{وَلَا الْإِيمَانُ} الذي هو الفرائض والأحكام فكان قبل مؤمناً بتوحيده ثم نزلت الفرائض التي لم يكن يدريها قبل فزاد بالتكليف إيماناً وهو أحسن وجوهه ومن ذلك قوله تعالي: {وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} وقال الأزهري: معناه الناسين كما قال تعالى {أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا} فاعلم أنه ليس بمعني قوله {وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ} بل حكي أبو عبد الله الهروي أن معناه: لمن الغافلين عن قصة يوسف إذ لم تعلمها إلا بِوَحْيِّنَا . )))

ونذكر هنا الدليل القاطع على ضلال ما فهمه بعض أدعياء العلم وأن هذا الفهم يحتاج إلى توبة واستغفار فقد حفظ الله رسوله وعصمه من الشيطان ومن الضلال وزكاه كله
فقال سبحانه في سورة النجم الآية 2 : ” مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ”
فهل بعد قول الله ـ الذى نفى عنه صل الله عليه وسلم الضلال مطلقاً ـ قول أو فهم ؟
( ما ضل ) مطلقاً قبل البعثة ولا بعدها وهذا ما قطعت به الأدلة الصحيحة على حفظ الله له من الشيطان وأعمال الجاهلية قبل البعثة … وهى لا تتعارض مع ( ووجدك ضالا فهدى ) لأن الضلال فسره كثير من العلماء هو الحب الشديد الذى يأخذ لب صاحبه فينسى كل ما حوله ولا يعبأ بشئ غير حبيبه وهو الحب الشديد الذى يفنى المحب فى محبوبه ويستغرق فى محبته فيضل فيه أى يفنى فيه
كقوله تعالى على لسان الكفار ({ وقالوا أإذا ضللنا في الأرض}
وأصله من قول العرب: ضل الماء في اللبن إذا ذهب.
والعرب تقول للشيء غلب عليه حتى فنى فيه أثره: قد ضّل.
قال الأخطل: كنت القذى في موج أكدر مزبد ** قذف الأتيّ به فضلَّ ضلالا
وقال قطرب: معنى ضللنا غبنا في الأرض.
وأنشد قول النابغة الذبياني: فآب مضلوه بعين جلية ** وغودر بالجولان حزم ونائل
ووجدك محباً للهداية فهداك إليها، ويشهد لصحة هذا الوجه والتأويل ما يلى :
أ- ما صح من سيرة رسول الله قبل النبوة، وتحنثه فى غار حراء طلباً للهداية،
حتى نزل عليه جبريل عليه السلام بالوحى([1 ])
ب- أن من أسماء المحبة عند العرب “الضلال” قال الشاعر
هذا الضلال أشاب مني المفرقا *** والعارضين ولم اكن متحققا
عجبا لعزة في اختيار قطيعتي*** بعد الضلال فحبلها قداخلفا 14
وهناك عقلاء كثر قالوا هذة المعانى
قال الإمام الزرقانى وتأويل الضلال بمعنى المحبة منقول عن قتادة، وسفيان الثورى، فلا يضر عدم وجوده فى الصحاح وأتباعه، فاللغة واسعة شرح الزرقانى على المواهب 9/11، وينظر : الشفا 2/112، 113

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى