حل لغز اجابة سؤال شخص انعزالي وما يكلم الناس وما يخالطهم كيف موقفكم منه

الانطواء والانفتاح سمتان من الأبعاد المحورية لنظرية الشخصية.
في سياق الشخصية، عندما يستعمل الناس كلمة “المنفتح” (أو المنبسط) فإنهم يعنون الشخصية الاجتماعية الأنيسة الجازمة التي تسعى وراء الأشياء الظاهرة المثيرة، بينما تستعمل كلمة “المنطوي” لتعني الشخصية الاستبطانية الهادئة الغير اجتماعية، ليست بالضرورة منعزلة ولكن لها عدد قليل من الأصدقاء، ولا ينتج هذا من صعوبات اجتماعية لدى الشخص المقصود بل من تفضيله الاجتماعي؛ فقد لا يكون خجولا ولكنه يفضل نشاطا اجتماعيا أقل.
ولكن يرى في علم النفس أن المعنيان المدرجان أعلاه ليسا بصحيحين، ويرى أيضا أن الانطواء والانفتاح ليسا بمتناقضين ولكن لهم درجات على مقياس، حيث أن معظم الناس (حوالي 68% منهم) يقعون حول الدرجات المجاورة لمنتصف هذا المقياس فيظهرون درجات مختلفة من الانطواء أو الانبساط، وبالإمكان أن تقع شخصية في الدرجة المنتصفة فلا تكون منطوية ولا منفتحة بل مزيج من الإثنين، فيكونون متوازنو المزاج (بالإنجليزية: ambivert). ويمكن أن تقع شخصيات الناس على أقصى درجتي المقياس فيكون هنالك 16% من الناس على كل من هاتين الدرجتين.[1]
وقد تم تدريج المصطلحان من قبل عالم النفس السويسري كارل يونج[2](بالإنجليزية: Carl Jung)، وتحتوي تقريبا كل نظريات علم النفس على مفهومهما في أشكال مختلفة، ومثال ذلك علم النفس التحليلي لكارل يونج، والنموذج الثلاثي الأبعاد للشخصية لهانز أيزنك (بالإنجليزية: Hans Eysenck)، ونموذج العوامل الستة عشر لريموند كاتل، وعناصر الشخصية الخمسة، والأمزجة الأربعة (بالإنجليزية: The Four Temperaments)، ومؤشر أنماط مايرز-بريجز، والسوسيونيك،..
ولأنه ينظر إلى الانطواء والانفتاح على أنهما طرفي مقياس، يكون هذا النموذج علاقة متناسبة عكسيا بينهما، أي أنه إذا زاد انطواء الشخص قل انفتاحه، والعكس صحيح. وقد ابتكر كارل يونج ومؤلفا مؤشر أنماط مايرز-بريجز منظورا مختلفا؛ وهو أن كل شخص لديه جانب انطوائي وانبساطي، ويكون جانب منهما أقوى من الثاني فيغلب عليه. وعوضا عن التركيز على جانب التواصل والعلاقات بين الأشخاص عرف يونج الانطواء بأنه “نوع من السلوك يتميز بالتوجية في الحياة من خلال محتويات نفسية شخصانية” (أي أن الشخص يكون مركزا على نشاطه النفسي الداخلي)، بينما عرف الانبساط بأنه “نوع من السلوك يتسم بتركيز الاهتمام على الأشياء الخارجية” (أي أن الشخص يصب تركيزه على العالم من حوله).[3]
على أية حال، يتقلب مزاج الناس وتصرفاتهم مع مرور الزمن، وحتى المنفتحين والانطوائيين الشديدين لا يتصرفون على سجيتهم طوال الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى