حسابات خاصة ومكايدات سياسية قد تكون دافع الرئيس التونسى لاستقبال ولى العهد السعودى

السودان اليوم

في الوقت الذي يتواصل فيه التحرك والرفض الشعبي لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المرتقبة الثلاثاء لتونس، تثار تساؤلات عن الأسباب التي تدفع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي لهذا الاستقبال، الذي يأتي في وقت تشير فيه أصابع الاتهام لمحمد بن سلمان بالتورط في مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول مطلع الشهر الماضي.

وتتعدد القراءات والتفسيرات بشأن هذه الزيارة المثيرة للجدل؛ فالبعض يرى أنها تتسق مع مواقف الدبلوماسية التونسية، في حين يرى آخرون أنها تأتي في سياق سعي السبسي لإحياء علاقاته الإقليمية التي أسهمت في إيصاله سنة 2014 إلى قصر قرطاج (الرئاسة).

وبينما تتحرك منظمات وشخصيات تونسية (سياسيون وصحفيون ومحامون) لمنع الزيارة أو التشويش عليها؛ يبدو أن هناك حسابات أخرى تدفع السبسي لهذا الاستقبال، بعضها مرتبط بسياق خاص بالدبلوماسية، وآخر مرتبط بحسابات انتخابية وداخلية.

ويلقي التوتر الذي تشهده تونس بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ممثلة في يوسف الشاهد بظلاله على هذه الزيارة، حيث يرى بعض المراقبين أن هذا الانقسام أحد الأسباب التي أفرزت هذه الزيارة.

ويفسر هؤلاء وجهة نظرهم بأن رئيس البلاد يسعى من خلال لقاء محمد بن سلمان إلى حشر رئيس الحكومة في الزاوية؛ على اعتبار أن الأخير مسنود من حركة النهضة، وفي حال لقائه ولي العهد السعودي فإن ذلك سيفقده الكثير من الدعم السياسي الداخلي، بالإضافة إلى ضرب صورته كمرشح مستقبلي لرئاسة الجمهورية كونه يلتقي من تلوح حوله الاتهامات بقتل الصحفي خاشقجي.

أما في حال رفض الشاهد لقاء ولي العهد السعودي، فإن ذلك أيضا سيعني القطيعة نهائيا مع المعسكر السعودي الإماراتي، وهو ما يعني فقدان ممولين ومستثمرين محتملين يمكن أن يساعدوا الشاهد في الخروج من أزمة اقتصادية خانقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى