حرب (الحضور والغياب) تشتعل بين مؤيدي ورافضي قانون الانتخابات

شرع (34) حزباً من أحزاب الحوار، في كتابة خطاب لرئيس الجمهورية لتعديل قانون الانتخابات الذي صادق عليه البرلمان الأسبوع الماضي، وانسحب (34) حزباً وكتلة التغيير ونواب مستقلون من جلسة البرلمان المقررة لإجازة قانون الانتخابات الأسبوع الماضي احتجاجاً على النقاط الخلافية حول القانون مع المؤتمر الوطني. وهدد مقرر لجنة التفاوض من جانب الـ(34) حزباً مع الحزب الحاكم حول قانون الانتخابات، عبد القادر ابراهيم علي نائب رئيس تحالف 2020، بمقاطعة القوى السياسية للانتخابات القادمة إذا لم يتراجع الوطني عن القانون الحالي للانتخابات.

وأفصح عبد القادر بحسب صحيفة الإنتباهة عن شروع القوى السياسية في إعداد قانون بديل لقانون الانتخابات الحالي لطرحه على كل القوى السياسية بما فيها المؤتمر الوطني.

مثواه الأخير

وحمّل عبد القادر الحزب الحاكم مسؤولية انسحاب (34) حزباً من البرلمان خلال جلسة إجازة قانون الانتخابات، وقال كان رأينا أن تتم إجازة القانون بالتوافق ولكن الوطني رفض التوافق وكان متشدداً ويريد من الجميع أن يبصموا على النقاط التي يريدها، وأكد أن الحزب الحاكم شيع الحوار إلى مثواه الأخير بتجاوزه لكل النصوص الصريحة في مخرجات الحوار، وعد القانون بشكله الحالي نكوصاً عما تم الاتفاق عليه في مخرجات الحوار، وقال أصبحنا لا نثق في الوطني ولا نأتمن له.

وفي ذات الاتجاه كشف المؤتمر الوطني تفاصيل جديدة عن إجازة قانون الانتخابات، مُوضحاً أن جملة أعضاء المجلس (481) غاب منهم لأسباب مختلفة 34) عضواً، ووافق على التعديلات 370 عضواً يمثلون أحزاب الحوار الوطني بتوافق 99.7% وعدد المنسحبين بلغ 29 نائباً، ومرر البرلمان الأربعاء الماضي مشروع قانون الانتخابات للعام 2018 في مرحلة العرض الأخير، بالأغلبية رغم انسحاب 71 نائباً من الجلسة احتجاجاً على عدم تضمين تعديلات.

في الأثناء عقدت القوى المنسحبة التي تشمل مجموعة الـ(34) حزباً بقيادة المؤتمر الشعبي وكتلة التغيير في البرلمان التي تشمل المستقلين، اجتماعاً مساء أمس بمقر حزب المؤتمر الشعبي في الخرطوم. وأبلغ عضو مجلس الولايات القيادي في المؤتمر الشعبي تاج الدين بانقا (المصدر) أن القوى المنسحبة اتفقت على مخاطبة الرئيس البشير باعتباره راعياً للحوار الوطني وإبلاغه بأن القانون تمت إجازته بلا توافق سياسي.

اللحظات الأخيرة

بالمقابل جدد رئيس الهيئة البرلمانية لنواب الوطني، عبد الرحمن محمد علي، لـ(المصدر) التزام حزبه بمخرجات الحوار الوطني، مؤكداً سعي المؤتمر الوطني والكثير من القوى السياسية لتحقيق وفاق حول قانون الانتخابات، وأضاف (القانون شهد أطول فترة نقاش امتدت لأكثر من خمسة أشهر، تم خلالها استعراض المواد من المواد التفسيرية وحتى آخر مادة وحدث تباين حول مادتين)، مبيناً أن اللحظات الأخيرة شهدت توافقاً حولهما، وتراضي ولكن بعض القوى السياسية لم تحسم مواقفها، وفصل عبد الرحمن الخلاف حول مدة الاقتراع والتي تم استصحاب التجربة السودانية ولم يشهد التاريخ إجراء انتخابات في يوم واحد وتابع (الواقع العملي يستحيل معه إجراء الانتخابات في يوم واحد).

وأفاد أن الحزب بذل جهوداً كبيرة وسعى للتوافق مع القوى السياسية حول إجازة قانون الانتخابات ويرى أن انسحاب بعض الأحزاب جاء دون مبررات تذكر وأبى أسفه لانسحاب بعض الأحزاب، ونوه بأن الخلاف كان حول ثلاث نقاط هي ترشيح الوالي، وكيفية تصويت المغتربين والخلاف حول عدد أيام الاقتراع مضيفاً استحالة إجراء انتخابات خلال يوم واحد في السودان مقارنة بالانتخابات التي أجريت بالسودان منذ الخمسينيات، بجانب الظروف البيئية والاجتماعية المتعارف عليها، وقال عبر الرحمن إن فترة النقاش استغرقت خمسة شهور و13 يوماً بمشاركة كل القوى السياسية، وإن هذا القانون من أكثر القوانين التي نالت مساحة كبيرة للنقاش خارج البرلمان، وأكد أن النقطة الجوهرية للانسحاب هي الخلاف حول عدد أيام الاقتراع، قاطعاً بحرص الوطني على التوافق السياسي مع جميع الأحزاب والقوى المشاركة، وأن الفرصة ما زالت مواتية لتعديل موقف الأحزاب من الانسحاب وأن التوافق هدف استراتيجي ومحوري في القانون.

من جانبه قال نائب رئيس القطاع السياسي بالحزب، محمد مصطفى الضو، إن النقاشات حول القانون توصلت لتعديل 49 مادة في 23 اجتماعاً استغرقت 292 ساعة، وإن لجنة الحوار لمست الحرص على توافق جميع الأحزاب المشاركة إلا القلة، وقال الضو إن الوطني مد حبال الصبر للقوى السياسية الرافضة، ممتدحاً موقف بعض قادة الأحزاب الرافضة لخطوة الانسحاب، وقال إن الشراكة السياسية غاية وهدف استراتيجي.

مذكرة احتجاج

وفي ذات السياق أكد تاج الدين أن لجنة مشكلة من القوى الرافضة لقانون الانتخابات بنسخته الحالية ستطلب لقاء مع البشير، رئيس اللجنة العليا لإنفاذ مخرجات الحوار الوطني، وإن تعذر ذلك ستعمد إلى رفع مذكرة تتضمن الاحتجاج على إجازة القانون بالأغلبية، ويتمحور الخلاف في الفترة الزمنية المحددة للاقتراع حيث تطالب كتلة التغيير وغالب قوى الحوار بأن تقتصر على يوم واحد، عدلت للمطالبة بأن تكون يومين. لكن المؤتمر الوطني، صاحب الأغلبية في البرلمان، تمسك بأن تمتد لثلاثة أيام فضلاً عن النص الخاص بتصويت المغتربين، حيث يرى المؤتمر الوطني أن يقتصر تصويتهم على منصب رئيس الجمهورية. وبرغم أن البشير كان قد استبق إجازة البرلمان بتمسكه بثلاثة أيام للاقتراع ثم عاد بعد إجازة البرلمان للقانون واعتبر أنه أجيز بالتوافق، لكن تاج الدين بانقا قال إنهم غير معنيين بحديث البشير في هذه الفعليات.

وتابع تاج الدين (لطالما وعد البشير في عدة مناسبات بإنفاذ مخرجات الحوار.. هذه الوعود الآن على المحك لأنه الضامن للحوار. أجازة قانون الانتخابات بدون توافق خطر على الحوار الوطني).

برامج مقاومة

وأشار بانقا إلى أنهم في انتظار تقرير اللجنة المعنية بمخاطبة الرئيس لتحديد خياراتهم، موضحاً أن لجنة مشتركة أخرى بين مجموعة الـ(34) حزباً وكتلة التغيير ستبدأ مناشط وبرامج لمقاومة القانون بشكله الحالي على أن تشرح للرأي العام موقفها كاملاً خلال مؤتمر صحفي بدار المؤتمر الشعبي صباح غد، وأفاد أن ثمة كيان جديد يتشكل الآن وهو أقرب لكتلة معارضة داخل البرلمان نتيجة التنسيق والتعاون بين مجموعة الـ(34) حزباً وكتلة التغيير التي تضم النواب المستقلين وقال (سنرتب الأولويات للمرحلة القادمة وستكون هناك اجتماعات دورية.. الكل يرى ضرورة تنفيذ مخرجات الحوار بمن فيهم النواب المستقلون.

ويمثل النواب المنسحبون كتلة التغيير التي تضم (37) نائباً مستقلاً بالإضافة إلى ممثلي أحزاب الأمة بقيادة مبارك الفاضل، والمؤتمر الشعبي وحركة (إصلاح الآن) وحزب (السودان أنا) وأحزاب وحركات دارفور، حيث يمثلون جميعاً 34) نائباً. وكان حزب المؤتمر الوطني قد شن هجوماً عنيفاً بعد ساعات من إجازة قانون الانتخابات الأربعاء الماضي، على بعض حلفائه ممن عارضوا إجازة القانون.

تقرير: (عبد الرحمن صالح)

الخرطوم: (صحيفة الإنتباهة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى