حديث القـــــمر

حديث القـــــمر

ناجيت القمر ذات ليلة
وأخبرته عما قد جرى
أخبرته عن قلب قد هوى
وعن دمعة عانقت صرخات الهوى
وعن ريحِ لامست جرحا قدا دمى
و لاطفت بكاء طفلا في داخلي قد يتما
ثم قلتٌ … يا قمر الليل الطويل
هل علمت عن نور شمعةً قد طُفئ ؟؟
وعن قلب في أرض العشق قد هوى
وعن بكاء جرحاً على صفحات العمرِ
قد لطخت من دمعات عين البكاء
و حلماً رسما في داخلي ثم ذبحا
على يد من كان يسكن الذكرى
فأجابني القمر بصوت حزين
مالكِ للهوى من سبيل
قلت … ماذا أفعل بدمع العين على
الفراق قد سال على الخدين ؟؟
وهو يعُانق صرخات القلب الحزين

ثم قلتُ … يأيها القمر هلا أخبرت
من كان يسكن الأفق عني
أن أسهم شعرهِ قد حزت وريدا
وأبكت فؤاداً وأعينا
وقل له عن دمعة الحزنِ في عيني
قد سقطت من عين الهوى
وهي تحمل في طياتها الآهات
وعن قلبا ينزف ألماً من الحسرات
وعاتبه … عن طول غيابه في سماء الألمِ
وأخبره … عن أرضاً من بعده
قد تصدعت من طول انتظارِ
قال لي القمر أرى قلبكِ
قد أصابهُ ألم الشكوى
وقلتُ …. يا قمر الليل ومالي سوى
قلب يعشق ويهوى
وفؤاداً من ألأحبه لا ينسى
ثم قلت … يا أيها القمر ولا تنسى
وأنت تعاتبه أن تقل له
يا صاحب القلم الناطق عن غير الأقلامِ
يا من يكتب الحروف درراً
والكلمات أبيات وأشعاراً
يا من يرسم بالحروف حب وطناً
و خطى بالكلمات عشق أرضاً و
بنا بالأشعارِ للعالم جسرا
وأضاء في عيون العشاقَِ نورا
يا من حدثنا حديث الزهرتين
يا من كان أقرب للقلوب من الوجنتين
يا من جسدا صرخته أبيات
وأعلن عن حبه حروفاً وكلمات
ثم رحل في خياله حتى عانق نجوم السماء
وخاطب القمر و حاكى شمس الأفاق
وأبحر في بحر شعور واللاشعور
و قل له يا قمر يا من سكن سواد الليل
يا من تاهت في وصفه الكلمات

ثم وقفتُ لحظةً عن الكلام الناطق
وأخذت أنفاسي من الهم متتابعا
وإذا بالقمر في لحظات سكونِ
يهمس في إذنِي ويقول
هل من عتاب جديد؟؟
ثم قلتُ يا قمر ماذا عسى أن
قول في ذكره وأعاتبه ؟؟
هل أحدثك يا قمر عن حال دنياي
بعده قدت مظلمةً
أو عن دمع على خدي بعده قدا منهمراً
كنهر قد سال في الوديةً بعد نزول المطرِ
ففجرا في داخلي ألماً وحزناً
أو أبكى طفلا تربى في القلب يتيماً
ثم نظرة للقمر الراحل ودمعة سالت من عيني
تعاتبه على رحيله في بزوغ الفجرِِ
وقلباً مُلئ شوقاً له قبل الرحيلِ
وهو يقول قولي فقولك عنه الدرر
وعشقك له ذهباً وجوهراً
و عطائك من الوصفِ له نسج عطرِاً
حتى فاح منه رائحة العودِ والعبرِ
قلتُ للقمر في رحيله وهو يعانق الأرض
وكأنه رسما من خيال

كأعناق الأحباب لقبر للأحباب
مع رحيلك أيها القمر بلغ سلامي
لم يعيشون في ركب الأ سفاري
وأخبرهم عن فؤاداً من كثرت الألمِ
والأحزان على بعدهم
قد مات القلب بين الأضلاعِ
وشعرا قد كتب فيهم من غِير أوزانِ
و أخبره أني لا أعرف سوى حروف وكلمات
تتمنى لو أنها على ضفاف نهر المودة لقائه
وعن لسان لا يملك سوى الدعاء له
وعشق صرحاً عاش فيه أناس وأحباباً
حينها اختفى القمر في أحضان الأرضِِ
وعندها أغمضت عيني على أحان الطيورٍ
لتطوي صفحةً من ذكريات الليل الدامي
وتعلن عن إشراق شمس النهارِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى