حتى لا نسقط في الفشل !

الفشل . . . شبح التميز والإبداع .! 
تنهار المؤسسات …
وتتدمر الشعوب …
وينهزم الأفراد ….
حين يسقطون في براثن الفشل ..!!
أناس في هذه الحياة … 
يعظمون النجاح والإبداع . . . ويخشون من شبح الفشل !!
يتعثرون . . . 
ليهبوا بقوة وهمة عالية جديدة ..
مخاطرالفشل 
حين ندرك هذه المخاطر فإننا ندرك أهمية التدارك . . 
من مخاطر الفشل : – الإحباط ( اليأس ) . 
فحين نستسلم للفشل ( أفراداً أو جماعات ) نقع في الإحباط واليأس .
الأمر الذي يولّد عند الأفراد، تخوّفاً من الإبداع والتميّز . 
وهروباً من التحدّي والإنجاز .
أما على مستوى الجماعة فإنه يولّد هزيمة نفسية حين يرون الفشل يحيط بهم 
فييأسون من التغيير، وينظرون للعالم من حولهم بالفشل .
قا ل صلى الله عليه وسلم ( من قال : هلك الناس ؛ فهو أهلكهم ) ..إنها نفسية القاعدين المحبطين اليائسين . . .والمحبط لا ينتج !
– التهور واللامبالاة . 
حين نستسلم للفشل لا نبالي بأعمالنا وتصرفاتنا …
نفتقد الحكمة ..
ولذلك تجد الفاشل اليائس المحبط ليس عنده أهداف ..
خطط … وسائل … همة وعزيمة ..!
بل يتصرف ( كيفما اتفق !!) 
وكم جنت هذه النفسية على الإبداع والتميّز ..!
– عدم الانتاجية . 
لأنه يائس محبط . . .
فهو وإن عمل ..
فعمله بلا انتاج ! !
– التنازع والتفرق . 
بالمهاترات . . والتراشق . . 
والإعتداد بالرأي . . 
فحين يستحكم الفشل من الفاشل .. تراه لا يقبل التوجيه 
ولا يقبل الواقع الذي يعيشه . . 
فينازع الأمر أهله ..!
ليس عنده هدف أو وجهة ، ولا بصيرة أو حكمة !
يقدّم المفضول ويترك الفاضل . . 
ويسعى للمهم على حساب الأهم ..!
ولذلك تجده كثير التنازع والخلاف . . 
لأنه رضي بما هو عليه من الفشل .. .
فينطلق من خلال فشله .. دون أن يكلّف نفسه الصعود !
– الحسد . 
وهو داء خطير ..!
ومرض عضال . . 
يفتك بالأرواح قبل الأبدان .. 
ويقضي على الأمم والأفراد …
الفاشل … 
تتولد عنده نفسية انتقامية …
نفسية حقودة . . على كل تميّز وإبداع !
علامته :
كثرة الإنتقاد والسباب !
واللمز والتنقّص لإبداعات الآخرين ..!
قال تعالى ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً 
حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) 
فالحاسد الحاقد يكره حصول النعم …
يكره التميّز والإبداع . . 
وقد أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن هذا المرض هو وسيلة الفاشلين وسبيلهم 
قال صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب 
ولكن في التحريش بينهم )
* اسباب الفشل . 
وحتى لا نسقط في الفشل ينبغي أن نعرف أسبابه ونجسدها . . 
لنكون منها على بيّنة وحذر . . 
فمن أسباب الفشل : 
– التنازع والإختلاف . 
قال الله تعالى ( وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) 
فالتنازع باب الفشل . . 
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يوصي رسوليه إلى اليمن ( معاذ وأبو موسى ) رضي الله عنهما 
بقوله ( تطاوعا ولا تختلفا )
فالاختلاف شر كله ..!
– العجز والكسل . 
كان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه يتعوذ من ( العجز والكسل )
والسر في ذلك يخبرنا به طبيب القلوب ابن القيم رحمه الله حيث يقول : 
” وهاتان الصفتان – أي العجز والكسل – مفتاح كل شر .. فالعجز 
أصل المعاصي كلها ، فالعبد يعجز عن أسباب أعمال الطاعات وعن 
الأسباب التي تبعده عن المعاصي وتحول بينه وبينها فيقع في المعاصي ..
.وينشأ عن هاتين الصفتين فوات كل خير وحصول كل شر،
ومن ذلك الشر :
تعطيله عن النفع ببدنه وهو ( الجبن )
وعن النفع بماله وهو( البخل )
ثم ينشأ له بذلك غلبتان : غلبة بحق باستعلاء غيره عليه 
بحق وهو ( غلبة الدين )، وغلبة بباطل وهي ( غلبة الرجال ) .. 
وكل هذه المفاسد ثمرة العجز والكسل … ” 
فنعوذ بالله من العجز والكسل ..!
– الإرتجالية ( الإعتداد بالرأي ) .
على مبدأ : 
( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى ) . .
الأمر الذي يولّد الخلاف والتنازع والإختلاف . . 
فنسقط في الفشل . . 
لا أهداف . . . 
لا خطط . . 
لا استراتيجيات . . 
فوضوية في العمل والقرارات . . 
تأمل قوله صلى الله عليه وسلم ( تطاوعا ) 
إنه لم يقل لينزل كل واحد منكم عند رأي الآخر ..!
إنما ( تطاوعا ) …
أي ليكن أمركما منكما وليس من واحد منكما !! 
وحين توجد الإرتجالية … 
توجد الفتنة.
وهم الكمال . . 
الكمال الزائف .. 
أن يشعر الإنسان أنه بلغ المرحلة التي لا يفشل معها ..!
عنده قناعة بعدم التغيير ..!
ولا يسعى لذلك . .
هذه القناعة الزائفة ببلوغ الكمال .. يقف عقبة دون التطور والتجديد 
والسمو والرفعة . .
ولذلك نجد أن تربية القرآن كانت لا تعتبر للزمن اعتبار في قضية الإستقامة والتربية 
فكل مؤمن لا يزال يحتاج إلى التربية والذكير بها . . 
( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) 
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : ما كان بين اسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين ! ! 
وذلك حتى لا يسقطون في الفشل !!
– الثقة المفرطة بالنفس . 
وذلك والله من أعظم الحرمان ..
أن يكل الله العبد إلى نفسه …
فإنه الهلاك والفشل الذريع …
الفاشل يعلوه صوت الـ : ( أنا ) !
ويطربه نغم ( لي ) !!
ويطغيه . . . ( عندي ) !!! 
ولذلك كان من دعاء الصالحين : 
( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) 
قال بعض الصحابة في يوم حنين : 
لن نغلب اليوم من قلّة !!
فأنزل الله : ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ )
هذه جملة من أسباب الفشل .. تقع على الأفراد كما تقع على الجماعات.
وحتى لا نسقط في الفشل ……
انطلق من خلال ضعفك ونقصك . 
فالمؤمن خُلق مفتّنا توّاباً . . 
يخطيء ويقصر . . 
وكل ابن آدم خطّاء ..
انطلق من هنا . . 
ولا تنطلق من كمال زائف . . !
وتأمل التوجيه النبوي . . 
( سيروا بسير أضعفكم )
– اعلم أنا ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك . 
تلك عقيدة المؤمن . . . 
الإيمان والرضا بالقضاء والقدر . . 
وهو في تميّزه وإبداعه يصارع القدر بالقدر ..
( ولا يرد القدر إلا الدعاء )
نفسية المؤمن الراضي بقضاء الله وقدره . . 
نفسية تعين على الإنجاز والإبداع والتميز …
ونفسية الساخط الجازع اليائس … مهلكة العمل والإبداع .
– ما خاب من استخار ولا ندم من استشار .
وبعد الاستخارة استشارة ..
فقد جاء التوجيه في القرآن للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يوحى إليه 
بقوله : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ )
هذاالنبي الذي يوحى إليه يؤمر بالمشاورة ..
فكيف بعباد ضعفاء .. جبلوا على التقصير والنقص والخطأ !؟!
بالاستشارة :
تجمع مع عقلك عقلين وثلاثة وأربعة .. فاستقل من ذلك أو استكثر !
ورأي الجماعة أقرب للصواب والنجاح . 
فالإستخارة والإستشارة من أسباب الوقاية من الفشل .. وإن وقع الفشل 
فإنك لن تشعر بمرارته وأثره ..!
فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار ..
– فإذا عزمت فتوكل . . 
ولا تقل أنا الأول . . 
بل توكل . وأظهر ضعفك وعجزك بين يدي ربك …
فإن العبد في توفيق من أمره وسداد في رأيه 
متى ما كان على ربه متوكلاً … 
ضعيفاً محتاجاً إليه .
( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ) !!
– إبدأ من حيث انتهيت . 
وابدأ من حيث انتهى الآخرون . . 
في حياة الناجحين المتميزين المبدعين .. 
ليس هناك شيء اسمه : فشل !!
إنما هي كسب تجارب وخبرات ..
فكل سقوط تجربة ..
وكل وقوع خبرة ..!
فالفشل يزيد في رصيد الناجحين تجربة وخبرة ..!
لذلك .. استفد مما سبق . . 
فلقد كان لكم فيهم عبرة !!
سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا !!
– على عتبة النجاح .. اخلع لبوس الروتين !! 
جدد ..
طوّر ..
أبدع ..
لا تستسلم للروتين ..
أنت بحاجة أن تكون صاحب همّة .. لتبلغ القمة ..
مالم تبلغ من هذا الطريق ..
حاوله من طريق آخر .. فإن لم تستطع فجاوزه !!
إذا لم تستطع شيئا فدعه : : : وجاوزه إلى ما تستطيع !!
الروتين الرتيب . .يقضي على أعمالنا في مهدها ..
لأنه يعلمنا الكسل ..
ويصنع اليأس من العمل !!
تعددت الأسباب والهمّ واحد !!
– اجتمعوا وعوا . ! 
( فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار ) 
( وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) ! 
وبعد كل هذا . . . ابدأ لا تيأس . 
( إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) 
اليأس مقتل النجاح والإبداع …
اليأس . . هروب البطالين …
لا تيأس . . واستفد من النملة وتعلم منها .. 
وانظر كيف تصنع الأمل بمعاودة العمل !!
فإن سقطت فقل : 
– .. لعله خير . ! 
بل هو الخير . . 
ثق تماماً أن ما بذلت له سببه فلم يتحقق لك هو خير لك !!
فلا تسخط ولا تجزع ولا تيأس ..!
حتى لا نسقط في الفشل 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى