حتى المجنون !!.. بقلم صلاح الدين عووضة

السودان اليوم:

*بماذا نسمي (حالتنا) الجديدة هذه؟..

*هل هي سذاجة ؟…أم طيبة ؟…أم شعور بالنقص؟..

*أم هم كل أولئك معاً لنصير (الشعب السوداني المنبهر) ؟!..

*وأعني حالة الانبهار التي تصيبنا إزاء كل زائر لبلادنا من الخارج..

*ننبهر حكومة…وشعباً…وإعلاماً…و………قصرا..

*زارتنا واحدة سمراء زعمت أنها من سلالة فراعيننا..

*فانبهرنا إلى حد التكفل بنفقات إقامتها بفندق الهلتون (سابقاً)…ونفقات ترحالها..

*وانهالت على (الأميرة) دعوات الاحتفاء بها من كل صوب..

*وحملناها على أكفنا إلى أي مكان تمنت رؤيته ببلادنا…بما في ذلك قصرنا الرئاسي..

*ثم اكتشفنا إنها تستحق الضرب بهذه الكفوف التي حملناها بها..

*فقد (طلعت) مجرد نصَّابة استغلت طيبتنا…وسذاجتنا…وإحساسنا بالنقص..

*بينما نحن الذين نستحق الضرب…والطرح…والجمع..

*زارنا خواجة أمريكي وأوهمنا أنه شخص مهم…وذو صلة بدوائر التشريع ببلده..

*فقمنا له…وقعدنا ؛ وأقمنا الدنيا له…وأقعدناها..

*وجرينا به يميناً ويساراً…وشمالاً…وجنوباً…وشرقاً…وغرباً ؛ ونحو القصر..

*ثم اكتشفنا أننا قمنا…وقعدنا…وجرينا……(في الفاضي)..

*فهو مجرد مواطن أمريكي (فاضي) استغل طيبتنا…وسذاجتنا…وشعورنا بالنقص..

*زارتنا خواجاية تحمل قميصاً لميسي من سوق (سعد قشرة)..

*فـ(قشرنا) بها – وبه – و…….بنادي برشلونة..

*ثم هرولنا بها – وبه – إلى الشاشات…والإذاعات…والصفحات…والردهات ؛ الرئاسية..

*وضحك العالم من طيبتنا…وسذاجتنا…وشعورنا بالنقص..

*كما ضحك ميسي…وقميصه…..وذات العينين الخضراوين..

*زارتنا الشيخة موزة فصحنا : زارتنا الملائكة..

*و(قطرت) كاميراتنا أميرة (قطر) حتى طغت أخبارها على أخبار الفقر و …القصر..

*وقالت لنا : أنتم أصل الحضارة……..فكبرنا..

*وأن بلادكم هي أم الدنيا……فهللنا..

*وأن آثاركم هي الأجدر بالسياحة…….فصفقنا…ورقصنا…وطربنا..

*وتفاخر (العباسيون) منا بأصلنا النوبي…لأول مرة..

*ثم اكتشفنا أنها اكتشفت مدى طيبتنا… وسذاجتنا… وإحساسنا بالنقص..

*زارنا الإعلامي الشامي جورج قرداحي..

*فاستضفناه في برنامج مسابقات تلفزيوني سُرقت فكرته من برنامج له مشابه..

*ومارس على مقدمه أستاذية تقبلها بدونية (رحبة)..

*وفرشنا له طريق الفوز بأسئلة يضحك لها…ومنها…وفيها حتى شافع الروضة..

*ثم فرشنا له الطريق نحو القصر…بكل ورود الطيبة..

*وبفضل طيبتنا هذه…وسذاجتنا…ونقصنا…..صار جورج قرداحي (جورج الخامس)..

*زار حكومة ولاية سنار(مجنون)…..من مستشفى المجانين..

*نعم ؛ مجنون…سوداني…محلي….وليس زائراً أجنبياً (عاقلاً) هذه المرة..

*وكتب زميلنا التاي – ابن سنار – عن هذه الزيارة..

*وتظاهر المجنون بأنه مستثمر قادم من الخارج..

*فاحتفى به عقلاء حكومة الولاية……..أو من يُفترض أنهم كذلك..

*وجابوا به مناطق الاستثمار في أرجاء الولاية كافة..

*وأكرموه…وضيفوه…وفسحوه…و ونسوه….وضحَّكوه……و(دلعوه)..

*وكادوا – من شدة الفرح – أن يأتوا به إلى القصر..

*ثم اكتشفوا أنه (مطوفش)….(طفش) من مشفى الأمراض العقلية..

*واكتشف هو مدى طيبة…وسذاجة…ونقص (عقلاء) وطنه..

*رغم إنه…….مجنون !!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى