حاويات .. بقلم إخلاص نمر

السودان اليوم:

** في كاريكاتير الكاركتاريست النابه أمبدي، في صحيفة (الجريدة)، يرد الرجل على إعلان الحديث الرسمي (أن البلاد خالية من الخمور) بالقول (الخمور خلها أقرع الحاويات)..
** ما زالت تترى الأخبار بتدفق المخدرات الى السودان، وهي تعبر من ولاية لأخرى، لتستقر في المركز، حيث إبرام الصفقات والاتفاقيات والقوة الشرائية، والحاويات التي حدث فيها لغط كبير جداً، لم يظهر لها أب شرعي، فأصبحت مثار اهتمام واستفهام وشك إلى يومنا هذا، ما جعل تمدد التجارة نفسها، من الإجابة عن الأسئلة غير وافية وربما معدومة تماماً..
**يتم ضبط الحاويات، وتشهق الخرطوم بأكملها للكمية المهولة، التي تقبع بداخلها، وتتمتم الخرطوم سراً وعلانية، بأن الشر قد كفاه الخالق العظيم عنها، لكن السؤال يظل ملحاً بدواخل المدينة التي قال عنها الطبيب النفسي بلدو يوماً (الخرطوم عاصمة المساطيل) من هم الجناة..؟؟؟
**الشحنة التي تم القبض عليها مؤخراً في هذا العام، اتسمت بأنها من أخطر الأنواع وأحدثها عالمياً وهي جاقوار 2017م، وقولد وكرزتين والنخلة الذهبية، والأسماء وحدها تجعل الأسئلة تنداح أمام المستمع والمشاهد، لماذا ذهبية، ولماذا قولد، هل للتسمية دليل على نوعية (المزاج)؟؟
**أكثر من شحنة دخلت السودان، ففي عام 2015 ضبطت سلطة الجمارك بالميناء الجنوبي ببورسودان، شحنات من حبوب الكابتجون مخبأة بين شحنة أعلاف، وتمت إبادة المضبوطات، حتى ظهرت بعد ذلك أكثر من حاوية فجاءت تصريحات المسؤولين بأن (السودان ليس الدولة المعنية بتلك الشحنات) ورفض في ذلك التاريخ الدكتور ربيع عبد العاطي الاتهام، بأن نافذين بالحكومة يقفون خلف كواليس الحاويات، التي تم ضبطها ببورتسودان، وجاء حديث الفريق شرطة صلاح الشيخ المدير الأسبق للجمارك بأن المخدرات التي تم ضبطها في بورتسودان في الفترة الأخيرة، تم استجلابها من دول (الهلال الخصيب) ويريد مرسلوها إدخالها عبر السودان لجهات معلومة..
** شقي هذا الوطن، الذي أصبح (معبراً) لتجارة المخدرات وإدخال الحاويات ومعبراً للاتجار بالبشر، وفي تلاطم موجة هذا وذاك من الشقاء، يقع شباب وطني فريسة للمجرمين الذين يعدون خطة الهرب والتنصل من الجريمة، قبل الدخول اليها، لتدفع الأسر فاتورة علاج الإدمان باهظة التكاليف المادية والنفسية والجسدية..
**عناوين الصحف في العام 2017 وحدها جاءت صادمة جداً، بل كارثية، فصحيفة الصيحة تقول: (10% من طلاب الجامعات بالخرطوم يتعاطون المخدرات – ربما زادت الآن -) وشبكة الشروق تحكي عن (ضبط 24 ألف حبة ترامادول و1119 قندول حشيش) وتردف ذات الشبكة: (الداخلية السودانية: توقيف أكثر من 11 ألف متهم في قضايا مخدرات) هذا غيض من فيض في عام واحد فقط، وربما هناك ما هو تحت الغطاء والستر، ولم تكشف السلطات عنه، ووجد طريقه لبطون الشباب في الأزقة والجامعات والأسواق!!!
***الحديث عن المخدرات في مجتمع وطني، أصبح بالصوت العالي وتترى القصص عن الشباب متبوعة بالأسماء كاملة، يرزحون تحت قيود الإدمان، يأسف وطني على هذه التجارة التي أخذت منه الطمأنينة وسلبته الأمان، بينما استمتع المتاجرون بها وحلفاؤهم بمال سال له لعابهم مراراً.. يا وجعي….
همسة
وتعذر طوق النجاة..
ورجع صدى صراخها ليلاً..
يميد الحزن خلف كواليس الظلام..
فتشتهي الروح.. السكون…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى