جزيرة أرواد السوريه

جزيرة أرواد

أرواد تقع في الجمهورية العربية السورية، على بعد خمسة كيلو مترات من شاطيء مدينة طرطوس، تبلغ مساحتها 0.2 كيلو متر مربع، وكانت سابقاً مملكةً فينيقيّة عريقة قامت بالسيطرة على عددٍ من المناطق في شمال الساحل السوريّ، ورد اسم الجزيرة في رسائل (تل العمارنة) وكذلك في حوليّات ملوك آشور، وفي الآثار الفينيقيّة على المتوسّط، حيث كان يطلق على الجزيرة سم (أرادوس).

تمتاز الجزيرة بشوارعها المتعرجة وممراتها، فيها قلعةٌ صليبيّة وقلعة إسلاميّة (البرج الأيوبي وبقايا السور الضخم)، كما تمتاز ببيوتها المتراصّة، واشتهرت منذ القدم بصناعة السفن حتى يومنا هذا، وكانت الجزيرة قديماً تمتلك أسطولاً بحريّاً حارب فيه سكان الجزيرة الإغريق اليونانيّون في معركةِ (سلاميس) البحريّة.

جزيرة أرواد في التاريخ

كانت جزيرة أرواد إحدى الممالك الفينيقيّة البحريّة، وبسطت مملكة أرواد نفوذها على عدّة مناطق في الساحل السوري، ويطلق على الجزيرة باليونانيّة اسم (أرادوس)، و بالفينيقيّة اسم (أرفاد)، وكانت جزيرةً منيعة متحصّنة بأسوارها التي تحيط بالجزيرة بحجارتها العملاقة، والتي مازالت آثارها ماثلةً حتى يومنا هذا، وتشهد شوارع وطرق أرواد على تاريخها العريق الذي يتجسّد أمام الزائرين أثناء تجوالهم في تلك الطرقات والأزقة للجزيرة القابعة في وسط البحر.

فرّ الصليبيّون إليها قادمين من طرطوس بعد أن حررها السلطان (الأشرف خليل) عام 1291م، حيث بقيت الجزيرة معقلاً لطائفة فرسان المعبد حتى حررت من أيديهم سنة 1302م.

أرواد في الحاضر

تظهر أرواد من شاطيء مدينة طرطوس كجوهرةٍ تتلألأ فوق مياه البحر الأبيض المتوسّط ببقايا سورها الهرقلي المنيع، ومساكنها التاريخيّة العريقة، ومينائها المكتظ الذي يغصّ بعشرات القوارب والمراكب التي تقوم بنقل الركاب من وإلى طرطوس، وتنتشر على شواطئها الساحرة المقاهي والمطاعم التي تزدحم بالزوار صيفاً.

يقدّر عدد سكان الجزيرة بأكثر من عشرة آلاف نسمة، يعملون في الصيد وصناعة القوارب والمراكب، وتضمّ الجزيرة العديد من المرافق والخدمات كالمدارس والمستوصفات الصحيّة، يوجد بها أيضاً متحفٌ تاريخيّ، وتنتشر بها المحلات والمقاهي والمطاعم.

تقسم الجزيرة إلى نصفين جهة قبليّة، وجهة شماليّة، ويختلف سكان الجهتين في لهجاتهم على الرغم من أنّ المسافة بين الجهتين عددٌ من الأمتار، تزوّد الجزيرة بالكهرباء والهاتف عبر كابلات ممدودة في قعر البحر، يطلق عليها سكان الجزيرة اسم الزيرة، واشتهر فيها العديد من البحارة، ومن أشهرهم القبطان عبدالله محمد سليمان الذي بقي يبحر حتى بلغ الخامسة والثمانين من عمره، حيث عمل كرئيسٍ للمرشدين البحريين في مرفأ مدينة اللاذقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى