تفوقي الدراسي يثير غيرة زميلاتي، فماذا أفعل؟! 2019

يتساءل البعض عن طبيعة الغيرة، هل هي مرض نفسي أم شعور صحي ينتاب البعض منا عند مواجهة بعض التحديات الخارجية؟ والإجابة هي أن الغيرة شعور طبيعي يصيبنا عند الشعور بتهديدات خارجية قد تنال من مكانتنا الشخصية أو من بعض المحبين والمقربين، وهي ليست مكروهة في جميع الأحيان، بل على العكس المُطلق، فهي محمودة إذا ما دفعت المرء منا للإبداع والتميز، خاصة إذا ما كانت في مجال العمل أو الدراسة. تُصبح الغيرة غير مقبولة إذا ما زادت عن حدها واتخذت شكلا من أشكال الكراهية والبُغض، وأثرت على تعاملات صاحبها مع المحيطين بخلق جو من النفور والعدائية. قد تظهر الغيرة في شكل الانتقاد المستمر للطرف الآخر وتعمد الإقلال من شأنه وتشويه صورته وترجمة أفعاله بصورة سلبية، وربما يتطور إلى حد إطلاق الشائعات وإثارة الأقاويل الباطلة بهدف تعكير صفو حياته.

تدب الغيرة في نفوس المراهقات عند اختلاطهن في المجتمع المدرسي لأسباب متعددة، وإن كان التفوق الدراسي هو السبب الأبرز. لا تقدر بعض الفتيات- لقلة خبرتهن في الحياة ولأنانيتهن أحيانا- روح المنافسة، ولا يدركن أن الاجتهاد في الدراسة هو الأجدر بالاتباع، ما يتسبب في مشكلات تفقد بعضهن القدرة على مواصلة الدراسة بالقدر المطلوب من التركيز، خاصة مع فقدانهن الثقة بالذات.

الغيرة كأي مشكلة لها حلولها، ولكن قبل رصد هذه الحلول، من الأفضل التركيز على أنواع الغيرة وكشف أبعادها لطرح الحلول المناسبة:

تصبح الغيرة غير منطقية إذا ما كانت نابعة من مخاوف لا وجود لها أو بسبب تقدير غير منطقي للأمور. هذا النوع من الغيرة غير صحي بالمرة، فهو يتطور دائما إلى البارانويا، أو جنون الارتياب، الذي يدفع الإنسان إلى الاعتقاد بأن هناك شيئا ما مريب يهدد مسيرته الشخصية دون مبررات مقنعة. تُصاب المراهقة بهذا النوع من الغيرة إذا ما كانت تخشى على تقدم مسيرتها في الدراسة وتأمل الاستمرار في إحراز أعلى الدرجات وحصد إعجاب المدرسات، الأمر الذي يدفعها إلى خشية اقتراب أي منافسة من مكانتها داخل المجتمع المدرسي.

يتطور الأمر مع المُصابين بهذا النوع من الغيرة إلى الاكتئاب الذي يدفعهم بدوره إلى الانزواء عن المحيطين، مما يعني أن الشفاء منه يحتاج إلى علاج نفسي عند متخصصين.

غيرة مدمرة

أسباب هذا النوع من الغيرة منطقية ولها جذور في واقع المُصاب بها. تصبح الغيرة مدمرة عندما تهدد مستقبل المُصاب بها من المراهقات في الدراسة، فهي تدفعهن أحيانا إلى الاصطدام بالطرف المثير للغيرة والقيام بأعمال انتقامية.

في هذه الحالة تحتاج الفتاة إلى مشاورة طرف ثالث على دراية بأبعاد المشكلة ويمكنه توجيه نصيحة فعالة تقضي على روح العدائية بينها وبين الطرف الآخر، وإن كان الاقتصار والتركيز على الشؤون الشخصية هو الحل الأمثل دائما.

كيفية التحكم في الغيرة

الشعور بالغيرة أشبه ما يكون بالشعور بالغيظ ولا فرق بين كيفية السيطرة على أحدهما. إذا ما شعرت بغيرة من إحدى زميلاتك بسبب تفوقها، احذري الاصطدام بها واحرصي على ألا يجمعك بها مكان واحد. اكظمي غيظك وفكري في أمر مختلف واعلمي دائما أن التفوق من نصيبك إذا ما اجتهدتِ.

أما إذا ما كنت أنت الطرف المثير للغيرة فاحرصي على التودد للطرف الآخر وحاولي امتصاص غيرتها قدر استطاعتك.
#

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى