تجارب ناسا لمحركاتها الصاروخية تنتج غيوما ممطرة حقيقية في واحدة من أغرب التجارب العلمية على الإطلاق

بدأت الحكاية مع حاجة وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لبناء منشأة لتجربة محركات الصواريخ الخاصة بها للتأكد من سلامتها وقوة الدفع الخاصة بها قبل أن تقوم بتركيبها على الصواريخ المحملة بالعتاد والبشر في مهمات حقيقية لسبر الفضاء. لتحقيق هذه المهمة الصعبة وهي تجربة الصواريخ قامت ناسا ببناء (مركز ستينيس للفضاء \ Stennis Space Center) الواقع في منطقة غير مأهولة نهائيا على ضفاف نهر المسيسيبي وإختيار ناسا لهذا المكان المعزول كان سببه الصوت الذي لا يحتمل والذي تصدره هذه المحركات عند تشغيلها.

ناسا والتي قامت بتركيب مكبر صوت عملاق في المكان لمحاكاة صوت المحركات العالي, هذا المكبر يقوم بإصادر أعلى صوت في العالم والذي يمكن أن يصاب من يكون قريبا منه ولا يلبس وقايات للأذن بالصمم, يقوم فريق المركز الفضائي بتشغيل مكبر الصوت على مراحل للتأكد من خلو المنطقة المحيطة بالتجارب من الناس وتقوم بإخلاء الطرق البعيده أيضا من السيارات قبل التجربة حتى أنها قامت بنقل خمسة مقابر كانت بالمنطقة للحفاظ عليها من التلف وتبلغ مساحة المنطقة التي يتم إخلائها حوالي 505 كلم مربع وهي مساحة كافية لتجربة أكثر المحركات قوة وكفائة في العالم.

المدهش وما أثار إهتماما عالمياً واسعاً هو بعد أن قام العلماء بتجربة أحد المحركات وهو الذي يطلق عليه إختصارا اسم (J-2X) في إمكانيتها لتوليد غيوم حقيقية لديها القدرة على أن تمطر بالفعل والذي شد العالم لمشاهدة هذه العجيبة هو مقدم برنامج السيارات الشهير توب جير (جيرمي كلاركسون \Jeremy Clarkson) والذي زار مركز ستينيس للفضاء أثناء تجربة هذا المحرك العملاق

نشرت ناسا في مدونتها عن طريقة عمل هذا المحرك أنه في كل ثانية يمزج محرك (J-2X) مئات الكيلوجرامات من الهيدروجين والأوكسجين في حجرة صغيرة لا يزيد حجمها عن علبة معكرونة كبيرة فتحترق هذه السوائل مكونة بخارا وبعض الرواسب من غاز الهيدروجين كل هذا في درجات حرارة عالية جدا تتجاوز عدة آلاف درجة مئوية. فيندفع الكم الهائل من الطاقة من الحجرة والذي يتم توجيهه إلى النهاية السفلى من المحرك من ما يسبب تسارع شديد كاسر لحاجز سرعة الصوت للمركبة لتتحول كل الطاقة الحرارية الهائلة إلى طاقة حركية تحرك المركبة. كمية البخار الهائلة الذي ينتجها هذا المحرك إذا تجمعت في مكان واحد مع عدم حركة هذا المحرك كما هو الحال مع ظروف هذه التجربة فإنها تنتج كمية كافية لتكوين سحب قادرة على الإمطار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى