تاريخ إنشاء جسر ماجديبورغ

اشتهر العالم منذ القديم بالإبداعات المعماريّة، والهندسيّة؛ من خلال إنشاء العديد من المنشآت، والبِنى التحتيّة التي تمتاز بعبقريّةٍ فريدة، والتي تؤدّي دوراً كبيراً، ووظيفة في غاية الأهمية. ومع تقدم العلوم، والتقنيات، ازدادت هذه المنشآت، فصار الخيال حقيقة، وواقعاً؛ فبعض المنشآت الهندسيّة في العصر الحاليّ تؤدّي وظائف لم يكن أحدٌ يتخيلها، حيث استطاعت أن تحلّ مشاكل كبيرة، وأزماتٍ حقيقية، وأن تسهل حياة الناس، وتدعم الأنشطة الإنسانيّة المختلفة. وفيما يلي نسلط الضوء على واحدٍ من أبرز هذه الإبداعات، وهو جسر ماجديبورغ.

جسر ماجديبورغ

يقع جسر ماجديبورج في دولة ألمانيا الأوروبيّة، فوق نهر الألب، في المناطق الوسطى للبلاد، بالقرب من العاصمة الألمانية برلين، وتحديداً إلى الجهة الجنوبيّة الغربيّة منها. ويقع الجسر أيضاً بالقرب من مدينة ماجديبورغ الألمانيّة. ويربط الجسر بين قانتي: ميتلاند، وهافل التابعتين لنهر الألب.

يعتبر هذا الجسر أعجوبةً حقيقيّةً، فهو ليس مخصّصاً لسير المركبات أو الشاحنات، بل لنقل السفن، والبواخر، وهو بهذا الوصف يُعتبر قناةً ملاحيّةً هامة، جلبت العديد من الفوائد على كافّة المستويات والصعد.

يصل طول هذا الجسر إلى حوالي تسعمئة وثمانية عشر متراً تقريباً على الأرض، مئتين وثمانية وعشرين متراً منهم فوق الماء، ويتضمن الجسر على قرابة سبعين ألف مترٍ مكعبٍ من الخرسانة، وخمسةٍ وعشرين ألف طنٍّ من الفولاذ، أمّا عمق المياه فيه فيصل إلى أربعة أمتار وربع المترِ تقريباً.

تاريخ إنشاء جسر ماجديبورغ

مشروع إنشاء هذا الجسر ليس بالمشروع الحديث، بل هو مشروعٌ قديمٌ، إذ يرجع تاريخه إلى العقد الأول من القرن العشرين الميلاديّ، حيث كانت بداية الإنشاء من قناة ميتلاند، وقد استمر العمل على هذا المشروع حتّى العقد الرابع من ذات القرن، وبعدها توقف العمل عليه نظراً للأحداث التي مرّ بها العالم بشكلٍ عام، وألمانيا بشكلٍ خاصّ، وتحديداً الحرب العالميّة الثانيّة، وما نتج عنها من تقسيمٍ للأراضي الألمانيّة إلى أراضٍ شرقيّة، وأخرى غربيّة. ولكن وبعد أن توحدت البلاد بشكلٍ تام، تمّ استئناف العمل عليه مرّة أخرى في الفترة ما بين العامين: ألف وتسعمئة وسبعة وتسعين ميلادية، والعام ألفين وثلاثة ميلاديّة، وقد بلغت الكلفة الإجماليّة لإنشاء الجسر قرابة مئة وثلاثين مليون يورو.

كانت قناتا الألب المعروفتان باسم: ميتلاند، وهافل متصلتين معاً من خلال ممرٍ مائيٍّ يصل طوله إلى نحو اثني عشر كيلومتراً تقريباً، غير أنّ هذا الممر كان يعاني من مشكلة تتمثل في انخفاض منسوب المياه الأمر الذي استدعى إيجاد حلٍ مبتكر، فجاء مشروع هذا الجسر الهام الذي حلّ المشكلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى